تستعد مسرحية “البخارة” للمخرج الصادق الطرابلسي، من إنتاج مسرح أوبرا تونس (قطب المسرح والفنون الركحية)، لتقديم سلسلة عروض جديدة في مسرح المبدعين الشبان بمدينة الثقافة. وستكون العروض أيام 2، 3 و4 ماي 2025، لتأخذ جمهور الفن الرابع في رحلة درامية مؤثرة حول أزمة بيئية حقيقية تهدد مجتمعًا بأسره.
حازت المسرحية على ثلاث جوائز مرموقة في تظاهرات مسرحية وطنية وعربية ودولية، من بينها الجائزة الكبرى لمهرجان المسرح العربي الذي نظمته الهيئة العربية للمسرح في سلطنة عمان (يناير 2025)، إضافة إلى الجائزة الكبرى “التانيت الذهبي” في ختام الدورة 25 لأيام قرطاج المسرحية (نوفمبر 2024)، وجائزة أفضل عمل متكامل في المهرجان الوطني للمسرح التونسي “مواسم الإبداع” (نوفمبر 2024).
قصة المسرحية تستعرض معاناة مدينة قابس مع التلوث البيئي، من خلال شخصية بطلها (التي يلعبها الفنان رمزي عزيز)، الذي يسترجع أيام طفولته في مسقط رأسه، حيث كان يرافق والده إلى البحر ويشاهد الأضواء والبخار المتصاعد في السماء. تلك الأضواء التي كان يظنها بداية لمدينة ألعابٍ كبرى، ما هي إلا ظلال لواقع قاتم يخفي وراءه “معبد الموت”. ومع نضج بطل القصة، يدرك أن تلك الأضواء ليست سوى سراب، وأن التلوث البيئي بات يشكل تهديدًا حقيقيًا لحياة الإنسان.
المسرحية تطرح تساؤلات حول تأثيرات التلوث البيئي على الصحة والمجتمع، وتسلط الضوء على الأضرار النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي تنجم عن هذه الأزمة. من خلال الشخصيات المتنوعة وحبكتها الدرامية المتقنة، يعزز العمل المسرحي الوعي البيئي ويشجع على العمل الجماعي لمواجهة التحديات التي تهدد كوكبنا، لا سيما فيما يتعلق بالتغيرات المناخية وآثارها السلبية.
يشارك في هذا العمل المسرحي المميز كل من رمزي عزيز، مريم بن حسن، علي بن سعيد، بليغ مكي، وبلال سلاطنية، الذين أبدعوا في تجسيد الشخصيات، مما أضاف عمقًا إضافيًا للرسالة التي يحملها هذا العمل الفني.