انطلاق فعاليات الدورة 34 لشهر التراث من كركوان بإشراف وزيرة الشؤون الثقافية

في إطار زيارة ميدانية قامت بها لعدد من المنشآت الثقافية بولاية نابل، أعطت وزيرة الشؤون الثقافية، السيدة أمينة الصرارفي، مساء السبت 19 أفريل 2025، إشارة الانطلاق الرسمية للدورة الرابعة والثلاثين لشهر التراث، وذلك من قلب الموقع الأثري بكركوان، تحت شعار “التراث والفن، ذاكرة الحضارة”.

 

الحفل شهد حضور والية نابل، السيدة هناء شوشاني، إلى جانب عدد من الدبلوماسيين وممثلي الهياكل الجهوية والفنانين والشخصيات الإعلامية.

 

وفي كلمتها بالمناسبة، شددت الوزيرة على أهمية هذه التظاهرة السنوية التي باتت موعدًا قارًا ينتظره التونسيون، مؤكدة على التفاعل الإيجابي بين الموروث الثقافي والفني، ومبرزة محاور استراتيجية الوزارة في مجال صون التراث، ومنها مشاريع ترميم كبرى كمثل جامع الزيتونة، جامع عقبة بن نافع، فسقية القيروان، متحف قرطاج والمسرح الروماني بالجم.

 

كما أشارت الوزيرة إلى جهود الوزارة في إعداد ملفات لترشيح مواقع وعناصر تراثية جديدة لقائمة التراث العالمي، على غرار قرية سيدي بوسعيد والجبة التونسية، نظرا لفرادتها وأهميتها الحضارية.

 

من جهتها، عبّرت والية نابل عن اعتزازها باحتضان الجهة لافتتاح شهر التراث، مبرزة الموقع الاستراتيجي للولاية الذي جعل منها ملتقى لحضارات متعددة، في مقدمتها الحضارة البونية التي تجسّدها مدينة كركوان المحفوظة في حالة استثنائية.

 

وشملت الفعاليات زيارة معرض “تونس في أوج الكونية”، الذي يحتفي بالمواقع التونسية المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي، مثل قرطاج، القيروان، سوسة، جربة، دقة، وكركوان، بالإضافة إلى إبراز التراث اللامادي على غرار فنون الخزف في سجنان، والصيد بالشرفية، والممارسات الفنية التقليدية لطوائف غبنتن.

 

كما زارت السيدة الصرارفي جناح وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، الذي ضم مجموعة من القطع المستوحاة من التراث التونسي، من حلي تقليدي وكتب توثّق لمواقع صنّفت تراثًا عالميًا.

وخُصص جانب من الحفل لعرض تاريخي تفاعلي بعنوان “سيدة كركوان”، وهو عرض تمثيلي مدعّم بتقنيات الذكاء الاصطناعي، يعيد تشكيل مشاهد من الحياة اليومية والثقافة البونية في المدينة، وتخلله أداء غنائي نادر بلغة بونية قديمة أُعد خصيصًا لهذا الحدث.

أما الجانب الذوقي، فكان حاضرا من خلال مائدة مستوحاة من المطبخ البوني القديم، أتاحت للزوار فرصة تذوّق أطباق تعكس جزءًا من التراث الغذائي للمنطقة.

بهذا الحدث، تؤكد وزارة الشؤون الثقافية على التزامها بتعزيز الوعي بقيمة التراث الوطني، المادي منه واللامادي، وتعزيز حضوره في وجدان التونسيين من خلال ربطه بالإبداع والفن.

 

Related posts

تصريحات دريد لحام الأخيرة تثير الجدل: “الله لا يسامحك يا بشار”

لطيفة العرفاوي في مهرجان طبرقة: حفل استثنائي لجمهور كبير

العمل الفني ” bon deuil!! ” لفاتح الخياري و حسام بوعكروشة: توثيق للثورة التونسية بطريقة فنية