احتضنت مدينة نابل اليوم سلسلة من الأنشطة المخصصة للقضايا البيئية، ضمن فعاليات الدورة السابعة والثلاثين لمهرجان نيابوليس الدولي لمسرح الطفل. يعكس هذا التوجه التزام المهرجان برؤية شاملة تتجاوز البعد الفني إلى الانخراط الفعّال في القضايا المجتمعية، وخاصة البيئية، إيمانًا منه بأن تنشئة الأجيال الصاعدة على الوعي البيئي تمثل حجر الزاوية لبناء مستقبل مستدام.
بدأت الفعاليات بتدشين المشروع المشترك لتركيز حاويات مخصصة لفرز النفايات، وهي مبادرة تهدف إلى تعزيز ثقافة الفرز الانتقائي للنفايات بين الأطفال والعائلات، في خطوة عملية تهدف إلى ترسيخ السلوكيات الإيجابية تجاه البيئة.
واستُكملت الأنشطة بتنظيم ندوتين علميتين. تناولت الأولى التحولات المناخية وتأثيرها على الشريط الساحلي، حيث استعرض الخبراء أبرز التحديات التي تواجه المناطق الساحلية في ظل تغير المناخ. أما الندوة الثانية، فقد ركزت على تأثير تبليط الأودية على الثروة النباتية والحيوانية، مسلطة الضوء على التداعيات السلبية لهذه الظاهرة على التنوع البيولوجي.
كما تم عرض ومضة توعوية من إنتاج المهرجان، تسلط الضوء على التأثيرات السلبية للتلوث على شواطئ نابل من خلال استرجاع أرشيف صور محلية تُظهر جمال المدينة وشريطها الساحلي ، مما يعكس أهمية الحفاظ على هذا الإرث البيئي.
شهدت الفعاليات حضور السيدة عقيلة بالطيب، المندوبة الجهوية للمرأة والأسرة والطفولة، والسيدة منى قطاطة، مديرة مشروع حماية الشواطئ، إلى جانب عدد من المواطنين وضيوف المهرجان. شكل هذا الحضور فرصة لتبادل الأفكار والخبرات حول أفضل السبل لرفع الوعي البيئي لدى الأجيال الناشئة.
وفي إطار التزامه بالتربية البيئية، أطلق المهرجان ورشات عمل موجهة للأطفال، أبرزها ورشة “عرائس من الرسكلة” بإشراف ريان بن سالم. تهدف الورشة إلى تعليم الأطفال كيفية إعادة تدوير المواد وتحويلها إلى أعمال فنية مبتكرة، مما يعزز لديهم حس الابتكار والمسؤولية تجاه البيئة.
يُعتبر مهرجان نيابوليس الدولي لمسرح الطفل أكثر من مجرد تظاهرة ثقافية؛ فهو منصة تسعى إلى تعزيز القيم الإنسانية النبيلة وبناء وعي بيئي واجتماعي لدى الناشئة. من خلال دمج الفن بالتربية البيئية، يطمح المهرجان إلى إعداد جيل من الأطفال يدركون أهمية الحفاظ على كوكبهم ويؤمنون بدورهم في حمايته.