بعد خمس سنوات: المكتبة السينمائية رهانات جديدة في الأفق وتضامن مع القضية الفلسطينية

 

عند دخول مبنى مدينة الثقافة الشاذلي القليبي، وبعد أن تتجاوز البهو الرئيسي تستقبلك في الطابق السفلي بجانب قاعة صوفي قلي، مكتبة مختصّة في السينما تحمل اسم الناقد وكاتب السيناريو محمد محفوظ، ذلك الركن الذي يحتوي على مراجع هامة في السينما والصورة التونسية والافريقية والعربية وحتى العالمية، أما في الطابق الثالث فنجد رواق حمادي الصيد الذي يتضمن معلقات أفلام وصور لأماكن التصوير، إلى جانب قاعة الطاهر شريعة التي تضم 150 كرسي.

 

 

كل ما ذُكر يمثل الإطار المكاني “للمكتبة السينمائية” ومكوّناتها – تأسست سنة 2018- هذه المؤسسة التي تقف أمام رهانات ضخمة، حيث يكفي أن نتحدّث عن ترميم الأرشيف السمعي البصري والتكوين وتنظيم لقاءات وماستر كلاس يقدّمها قامات سينمائية من العالم إلى جانب العروض السينمائية النوعية، حتى نعي كمّ التحديّات.

 

تُنتظم في مكتبة محمد محفوظ، بصفة دورية، قراءات فنية حيث يلتقي الفنانون بأحبائهم ومتابعيهم وحتى من أهل الاختصاص لتقديم قراءات شعرية أو سيناريوهات بقيت محفورة في الذاكرة، هذا إلى جانب تصفح المراجع الفنية.

 

قبالة المكتبة يُحتفى حاليا بأرشيف المخرج الإيطالي فرانكو زفريلي في فيلم Jésus de Nazareth والمتمثل في صور لمواقع التصوير بتونس و”ستوري بورد” الفيلم المذكور قام به المخرج زفريلي شخصيا لذلك كان عنوان هذا المعرض les Fusains du Maestro، وقد وجدت مكونات المعرض ضمن أرشيف الفنانة كلثوم برناز التي عملت كمساعدة للمخرج زفريلي سنة 1977، كما شهد هذا البهو معارض أخرى لمنير بعزيز والناقد خميس الخياطي.

 

أما في قاعة الطاهر شريعة، وهي قاعة مختصّة في عروض أفلام من فئة 35 ملم، يُقدم فنّانون من العالم ماستر كلاس أو دروس في السينما للاحتفاء بتجربة سينمائية غير متداولة أو تيار فني يستحق الاكتشاف والتثمين كما تحتضن هذه القاعة مختلف العروض السينمائية.

 

ومن مهام السينماتيك أن تُشرف على حفظ الذاكرة السينمائية الوطنية والسمعية البصرية وتثمنها من أجل رقمنتها لاحقا وذلك بالتنسيق مع دار الكتب الوطنية أين يُحفظ أرشيف المكتبة السينمائية، إلى جانب الاشراف حاليا على ترميم أفلام بالتنسيق مع سينماتيك من دول أجنبية على غرار فيلم “حميدة” في سينماتيك ألمانية و”الهائمون” للناصر خمير و”العبور” لمحمود بن محمود في سينماتيك بلجيكا و”العرس” للفاضل الجعايبي في سينماتيك البرتغال و”ظلّ الأرض” للطيب الوحيشي في سينماتيك تولوز.

 

ومن بين الأسماء الفنية التي قدمت أرشيفها لفائدة المكتبة السينمائية نذكر المنصف فهري واسكندر ضاوي ويوسف بن يوسف والنوري بوزيد، كما تحصلت السينماتيك على أرشيف الراحلة كلثوم برناز الذي تضمّن أفلاما من فئة 35 ملم و16 ملم وعدد من أعمالها في مجال المونتاج وهنا صرّحت المديرة الفنية للسينماتيك السيدة ليليا بن عاشور بأنها “تحلم أن تؤسس متحفا للسينما التونسية يكون فيه جناح للسينمائية كلثوم برناز لما يحتويه أرشيفها من تفاصيل حميمية لعملية المونتاج”.

 

أرشيف آخر سعت إلى جلبه السيدة بن عاشور لفائدة المكتبة السينمائية وهو لعرّاب السينما التونسية ومؤسس أيام قرطاج السينمائية الطاهر شريعة حيث تم نقله بالتنسيق مع إدارة المطالعة العمومية والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بولاية المنستير من المكتبة العمومية بصيادة إلى السينماتيك وقد تضمن، إلى جانب أعماله السينمائية، بكرات صوتية تم إرسالها بدورها إلى مركز الموسيقى العربيّة والمتوسّطيّة “النجمة الزهراء” للقيام بعملية الرقمنة في مخابرهم المختصة.

 

ومن بين المقترحات الفنية للسينماتيك والتي فرضها الوضع العالمي الراهن، سيتم عرض فيلم “كفر قاسم” لبرهان علوية تضامنا مع الشعب الفلسطيني ونضالاته وذلك اليوم  السبت 14 أكتوبر 2023 على الساعة الرابعة مساء بقاعة الطاهر شريعة بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي، إلى جانب تنظيم معارض لكل الأرشيف السينمائي الذي تشرف عليه المكتبة السينمائية في قادم الأيام.

Related posts

تنتظم من 10 إلى 16 جانفي بالدار البيضاء: 3 أعمال تونسية في الدورة الـ13 من مهرجان المسرح العربي

ريم حمزة

النجم السوري سامر المصري بـ”الجبة التونسية” (صور)

أبرزهم محمد منير و محمد الحلو و أصالة: كبار الفنانين يغنون شارات مسلسلات رمضان 2023