تحت إشراف رئيس الجمهورية الأستاذ قيس سعيد تمّ مؤخرا، افتتاح فعاليات الدورة 37 لمعرض تونس الدّولي للكتاب، وذلك بحضور وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي، ووزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي، السيد أحمد فكاك البدراني، وعدد من أعضاء الحكومة وممثلي البعثات الديبلوماسية في بلادنا.
وتواصلت فعاليات اليوم الأول من المعرض محمّلة بعدد من الفقرات الفكرية والثقافية، ومنها حفل تكريم وتتويج الفائزين بجائزة الإبداع الأدبي والفكري الخاصة بالدورة 37 لمعرض تونس الدولي للكتاب الذي احتضنه المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون “بيت الحكمة” بقرطاج، بحضور عدد هام من رجال الفكر والثقافة من تونس، ومن الوفود العربية والأجنبية المشاركة هذه السنة بالمعرض.
وفي كلمة ألقاها نيابة عن وزيرة الشؤون الثقافية رئيس الدّيوان السيد لسعد سعيّد، الذي توجّه بأحر عبارات الترحيب بكل ضيوف تونس الكرام من دولة العراق ضيف شرف هذه الدورة ودولة ليتوانيا ضيف شرف برنامج الأطفال واليافعين وبمؤسسة “كتارا” ضيف شرف المؤسسات الثقافية وبكل البلدان الشقيقة والصديقة التي تشارك في فعاليات هذه الدورة.
وقد أكد رئيس الديوان على أهمية هذا الحدث الثقافي والفكري واحتفال بلادنا الرّسمي والشّعبي بالدّورة السابعة والثلاثين لمعرض تونس الدولي للكتاب، هذه التظاهرة الثقافية الكبرى التي تحوّلت منذ إحدى وأربعين سنة إلى تقليد سنوي ينتظره التونسيّون ويستعدّون له وتوليه دولتنا وتخصيصا وزارة الشؤون الثقافية فائق العناية.
وللتذكير، تكرّم هذه الدورة من معرض تونس الدولي للكتاب روح مؤسس المعرض بإطلاق إسمه عليها، دورة البشير بن سلامة المثقف المنغرس في أعماق التربة التونسية ووزير الثقافة الأسبق مؤسس العديد من تظاهراتها وباعث عدد من مؤسساتها.
وأبرز السيد لسعد سعيّد أنّ المعارض الدّولية للكتاب في العالم وفي البلدان العربية الشقيقة ليست مجرد تظاهرات تجارية لتسويق الكتب وإنما هي حدث ثقافي متعدد الأبعاد، يلتقي من خلاله المثقّفون ويتبادلون الرأي، ويلتقي المبدعون ليتعرّفوا إلى مسارات الحركة الإبداعية، وهي فرصة ليتنافس خلالها الكتاب والناشرون على تقديم الأفضل والأحسن، وهي قبل كل هذا فرصة للتعارف وللتفاعل والتبادل الثقافي، ولهذا تولي الدولة التونسية أهمية كبيرة لمعرض تونس الدولي للكتاب وتحرص من خلالها على أن توفّر له أسباب النجاح وعلى أن يكون حقا فرصة نلتقي خلالها بالأشقاء والأصدقاء.
وإيمانا بالمستوى المرموق الذي بلغه الإنتاج الفكري والعلمي والإبداعي التونسي كرّمت الهيئة المديرة للمعرض ثلة من المبدعين والمثقفين وهم على التوالي، عمّار المحجوبي وعمر بلهادي وحمّادي صمّود وفضيلة الشّابّي ونافلة ذهب.
وقد تم أيضا توزيع جوائز الإبداع الأدبي والفكري لهذه الدورة، والتي توزّعت كالتالي:
جائزة البشير خريّف للإبداع الأدبي في الرواية، مناصفة بين:
-مريم سلاّمي : عن روايتها Je” jalouse la brise du sud sur ton visage”.
-نزار شقرون : عن روايته ”
– جائزة علي الدوعاجي للإبداع الأدبي في الأقصوصة :
حسن المرزوقي: عن مجموعته “النذر”
– جائزة مصطفى خريّف للشعر :
خالد الماجري عن مجموعته “القرية”
– جائزة الطاهر الحدّاد في الدراسات الإنسانية والأدبية، لكلّ من:
– محمّد القاضي: عن كتابه “مِداد الذات: بحث في أدب الأخبار عند الصولي”.
– محمّد كرّو : عن كتابه Jemna,” l’oasis de la révolution.”
– جائزة فاطمة الحدّاد في الكتابات الفلسفية:
-محمد أبو الهاشم محجوب عن كتابه : “في استشكال اليوم الفلسفي : تأمّلات في الفلسفة الثانية”.
– جائزة الصادق مازيغ في الترجمة من العربية أو إليها :
-جلال الدّين سعيّد عن ترجمة كتاب “ميشيل دي مونتاني : مقالات “.
ولأول مرّة في تاريخ المعرض، تمّ إسناد جائزتين للناشرين، في اختصاصين مختلفين وهما:
-جائزة عبد القادر بالشيخ عن قصص الأطفال واليافعين ل: دار بوب Pop libris
– جائزة نور الدين خذر لأفضل ناشر في هذه الدورة ل: دار كلمة للنشر والتّوزيع.
وكانت إدارة معرض تونس الدولي للكتاب في دورته 37، تلقّت 82 كتابا تصدّرتها الأعمال الروائية، فالترجمات ثم الدراسات والبحوث في مرحلة ثالثة.