تطرح قضية حقوق التأليف والملكية الفكرية نفسها بقوّة في مجتمع تكنولوجيا المعلومات والسرقات الأدبية والاختلاس الإلكتروني للأفكار و للإبداعات… وفي هذا السياق اختارت أيام قرطاج الموسيقية أن تلقي الضوء على هذا الموضوع المهم والآني ضمن مائدة مستديرة جاءت تحت عنوان “حقوق التأليف والملكية الفكرية” واحتضنها يوم الثلاثاء 24 جانفي 2023 مركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي.
وقد جمع هذا اللقاء بين متدخلين من أصحاب الخبرة في مجال حماية الملكية الفكرية وهم: أود دوكراست (تونس/فرنسا) وحبيب عاشور وعايدة قائد السبسي فقيه.
وفي منطلق هذه الجلسة ذّكر المتدخلون بأنّ حقوق المؤلف هي مجموعة الحقوق الأدبية والمادية التي يتمتع بها أصحاب الحقوق عن استغلال مصنفاتهم الأدبية والفنية والعلمية المبتكرة. ولا يحق لأي كان أن ينقل أو ينشر أو يستنسخ مصنفا لمؤلف في أي شكـل أو صيغة أو طريقة فيها انتهاك للحقوق المادية والمعنوية للمؤلف.
كما تمّ التأكيد على أن الإنتاج الفكري أو المنتوج الإبداعي لابد أن يتوفر على شرطين حتى يتمتع بالحماية، وهما: يجب أن يكون العمل أصليا (شرط الإبتكار) ويجب أن يتم تقديم العمل في شكل معين أو محمل محدّد (شرط الشكل).
وفي تطرق إلى أدوار الهياكل والمؤسسات المعنية أساسا برعاية حقوق المؤلف والمهن المجاورة والدفـاع عن المصالـح الماديـة والمعنوية لأصحاب تلك الحقوق على غرار المؤسسة التونسية لحقوق التأليف والحقوق المجاورة ومؤسسة الكتاب والملحنين ومؤلفي الموسيقى في فرنسا، تمّ الاتفاق في المجمل على تشابه آليات الحماية وشروط التصنيف وإجراءات التدخل القانوني لمنع الاعتداء على الملكية الفكرية.
ولئن كان العقاب القانوني وسيلة من وسائل الدفاع عن حقوق المؤلف وحمايتها، فإن التحسيس بضرورة احترام الملكية الفكرية يبقى الخيار الأوّلي والأمثل قبل المرور إلى مرحلة الردع.
و قد أكد المتدخلون على أنّ حماية حقوق التأليف لا تهدف فقط إلى توفير موارد مالية للمبدعين بل تمكّن من دعم مكانة الفنان في مجتمعه وتحث أهل الفكر والفن على مزيد العطاء والخلق والإبداع.
وفي نهاية اللقاء أجمع المشاركون في هذه المائدة المستديرة على أنه يجب على الفنانين والمبدعين الوعي بحقوقهم حتى يدافعوا عنها، وعليهم أن يكونوا على معرفة بآليات اشتغال الهياكل التي تسهر على حماية حقوقهم كخطوة أولى في إرساء سيادة القانون ومنع الاعتداء على الملكية الفكرية تحت أي شكل من الأشكال