اختتم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم زيارة رسمية للدوحة هي الأولى له منذ توليه منصبه في 2014 وجاءت بعد قطيعة استمرت ثلاث سنوات، بحضوره إلى جانب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني توقيع ثلاث مذكرات تفاهم بين جهاز قطر للاستثمار وصندوق مصر السيادي للاستثمار والتنمية، ومذكّرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الموانئ، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجالات الشؤون الاجتماعيّة، وفق بيان للديواني الأميري القطري.
كما تحدث السيسي خلال افتتاح مؤتمر لرجال الأعمال القطريين، فاتحا أبواب مصر للاستثمارات القطرية مشيرا إلى حزمة الحوافز التي توفرها القاهرة لتشجيع الاستثمارات الأجنبية وإلى تطوير وتحسين البنى التحتية.
وتسعى مصر التي تواجه ضغوطا مالية ناجمة بداية عن تداعيات جائحة كورونا ثم لاحقا بفعل الحرب الروسية الأوكرانية، للحصول على المزيد من الدعم المالي واستقطاب المزيد من الاستثمارات القطرية وهو العنوان الأبرز لزيارة السيسي للدوحة إلى جانب فتح آفاق جديدة في علاقات التعاون وتكريس المصالحة بين البلدين.
وقال الديوان الأميري في بيان على موقعه الإلكتروني إن الزعيمين شهدا التوقيع على “مذكّرة تفاهم بين جهاز قطر للاستثمار وصندوق مصر السيادي للاستثمار والتنمية، ومذكّرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الموانئ، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجالات الشؤون الاجتماعيّة”.
وبحسب الديوان الأميري فإنهما عقدا صباح الأربعاء “جلسة مباحثات رسمية” بحثا فيها العلاقات بين البلدين “والسبل الكفيلة بتعزيزها وتنميتها في شتّى المجالات، لاسيما في مجال الاستثمار والنقل والشؤون الاجتماعية”.
ودعا الرئيس المصري رجال الأعمال القطريين إلى زيارة مصر والاطلاع على الفرص الاستثمارية المتاحة في جميع القطاعات الاقتصادية.
وقال الرئيس المصري في افتتاح ملتقى رجال الأعمال القطري المصري الذي عقد صباح الأربعاء وحضره الشيخ محمد بن حمد بن قاسم آل ثاني وزير التجارة والصناعة، إن مختلف القطاعات الاقتصادية على غرار القطاع الزراعي والتجاري والعقاري والصناعي مفتوحة أمام الاستثمار سواء بالشراكة مع الحكومة أو القطاع الخاص المصري.
وأعرب الرئيس المصري عن استعداده لتوفير فرص استثمارية حقيقية للقطاع الخاص القطري، مستعرضا في هذا السياق الخطوات التي قطعتها مصر في مجال تحديث البنى التحتية من إنشاء لشبكات طرقات ومحطات كهرباء ووسائل نقل عام حديثة، بالإضافة إلى إرساء منظومة قانونية وتشريعات تلبي تطلعات ومطالب المستثمرين وتحقيق آفاق نمو.
ولفت إلى تمكن الاقتصاد المصري من تحقيق نسب نمو إيجابية حتى خلال الفترات الصعبة.
وقال وزير التجارة القطري إن ملتقى رجال الأعمال القطري المصري يمثل تتويجا لمرحلة استثنائية ومتميزة في العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين.
و أضاف الوزير أن التعاون التجاري بين الطرفين شهد تطورا ملحوظا ومتناميا في ضوء تعافي الاقتصاد العالمي، موضحا أن التعاون بين قطر ومصر قائم منذ عدة عقود لا سيما في ضوء الإقبال المكثف للشركات القطرية والمصرية على الاستثمار في البلدين وخاصة في القطاع المصرفي والخدمات المالية والصناعة والإنشاءات والضيافة وغيرها من القطاعات الحيوية الأخرى.
في نهاية مارس ، أعلنت قطر أنها ستستثمر أكثر من 4.5 مليارات دولار في مصر التي عانت مشكلات اقتصادية بسبب جائحة كوفيد وتفاقمت تلك المشكلات اثر الحرب الروسية على أوكرانيا ما دفع القاهرة إلى خفض قيمة عملتها بأكثر من 17 بالمئة قبل شهرين.
كما وقّع العملاق القطري “قطر إنرجي” في التوقيت نفسه اتفاقا مع شركة “إكسون موبيل” يستحوذ بموجبه على 40 بالمئة من حصتها في حقل تنقيب في البحر المتوسط قبالة السواحل المصرية.
ووصل الرئيس المصري الثلاثاء إلى الدوحة في زيارة ليومين للمرة الأولى منذ توليه منصبه في 2014، في خطوة تهدف لتكريس المصالحة بين البلدين بعد قطيعة استمرت ثلاث سنوات. وكان أمير قطر زار مصر في جوان الماضي بهدف تكريس المصالحة.
ولم يتضح ما إذا كان السيسي والشيخ تميم قد بحثا ملف الاخوان المسلمين أم لا وهو واحد من الملفات الحساسة التي كانت سببا في توتر العلاقات بين الدوحة وقطر.