أسدل الستار على الدورة الأولى للمهرجان السينمائي الدولي ياسمين الحمامات ليلة السبت 11 جوان 2022 في أجواء احتفالية حضرها نجوم السينما وصناع أفلامها.
سهرة اختتام المهرجان التي قدمها فوّاز بن تمسك ورافيا عيادي، اختارت إيقاع الحنين للطفولة وقدمت في حب السينما وبإمضاء يوسف مسعودي مزجا جميلا وراقيا بين رائعة إنيو موريكوني “سينما باراديسو” للمخرج الإيطالي جيوزبي تورنتوري وموسيقى أنوار إبراهيم في فيلم فريد بوغدير “عصفور سطح” .. ذاك الطفل الشغوف بالسينما تألق في عيون الحاضرين في حفل اختتام الدورة التأسيسية للمهرجان السينمائي الدولي ياسمين الحمامات. وشرعت قاعة المؤتمرات بالمدينة المتوسطية أبوابها لضيوف المهرجان التونسيين والأجانب والذين تتمتعوا طيلة أسبوع (من 4 إلى 11 جوان 2022) بعروض الأفلام هي مختارات من أفضل الأعمال السينمائية في السنتين الأخيرتين وتوج معظمهما بجوائز في كبرى التظاهرات السينمائية.
وقبل أن تكشف لجان تحكيم المهرجان عن تتويجاتها، أشاد المدير العام للمهرجان السينمائي الدولي ياسمين الحمامات مختار العجيمي في كلمته الرسمية بشفافية أعضاء لجان التحكيم مشددا على أن المهنية كانت مقياس خياراتهم الوحيد.
وذهبت جائزة الشراع الذهبي في مسابقة الأفلام القصيرة لفيلم المخرج التركي سرحات كارا أصلان “LES CRIMINELS” فيما حصل الفيلم السوري “يوم عادي جدا” للمخرج أنس زواهري من سوريا على تنويه من لجنة تحكيم الروائي القصير وتضم كل من مركبة الأفلام التونسية كاهنة عطية (رئيسة)، المخرجة فينزويلية ديانا ليشي، خبيرة السينما والفنون السمعية البصرية الفرنسية جميلة أوزاهير، المخرج التونسي طارق خلادي والمنتجة المنفذة أميرة شماخي.
وفي مسابقة الافلام الوثائقية الطويلة كانت جائزة لجنة التحكيم الخاصة من نصيب فيلم “الابحار في الجبال” للمخرج الجزائري البرازيلي كريم اينوز وحصد الشراع الذهبي لهذه الفئة من الجوائز فيلم “راديوغراف عائلة” للمخرجة الإيرانية فيروزة كوسروفاني. وشكل كل من السينمائية عزة الحسيني (رئيسة اللجنة)، الكاتبة الفرنسية المغربية “Mai do hamisultane”، المخرج الاماراتي ومدير مهرجان العين السينمائي عامر سالمين المري، كوريغراف سهام بلخوجة ومدير التصوير محمد المغراوي لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية.
وفي مسابقة الافلام الروائية الطويلة نوهت لجنة التحكيم بأفلام كل من ميشال كمون “بيروت هولدم”، “فريدا” للمخرجة جيسيكا جينيوس من هايتي وفيلم المخرج خورخى ثيلين أرماند من فينزويلا “LA FORTALEZA “
وحصدت بطلة فيلم “فريدا” Néhémie Bastien جائزة أحسن دور نسائي فيما ذهب أفضل أداء رجالي للممثل Damien Bonnard بطل فيلم المخرج البلجيكي جواكيم لافوس “Les Intranquilles”.
ومنحت لجنة تحكيم الروائي الطويل جائزة أحسن اخراج لفيلم “برا المنهج” المصري عمرو سلامة فيما نال جائزتها الخاصة الفيلم التونسي “قربان” لنجيب بالقاضي.
وحضي بجائزة الشراع الذهبي مناصفة كل من الفيلم البلجيكي للمخرج جواكيم لافوس “Les Intranquilles” والفيلم البوسني “إلى أين تذهبين يا عائدة” لمؤلفته ومخرجته ياسميلا زبينيتش.
وكان فيلم “إلى أين تذهبين يا عائدة” من المنافسين ضمن القائمة القصيرة لأفضل فيلم دولي في جوائز الدورة 93 من الأوسكار كما شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية السينمائي الدولي 2020 وحاز على ذهبية مهرجان الجونة السينمائي كأفضل فيلم في دورة 2020 وأفضل ممثلة رئيسية لبطلته جاسانا غورزيتش.
وتوثق المخرجة ياسميلا زبينيتش في مشاهد “إلى أين تذهبين يا عائدة” لمذبحة بمدينة “سريبرينيتسا” سنة 1995 عبر حكاية أستاذة الانقليزية عائدة، التي تعمل مترجمة بين أهالي مدينتها وقوات حفظ السلام التابعة لمفوضية الأمم المتحدة، مشاهد قتل المسالمين، اعتداء الجيش الصربي على “سريبرينيتسا”، سعي عائدة لإنقاذ عائلتها وغيرها من الأحداث هذا الفيلم الدرامي تضع المشاهد في مواجهة مع بشاعة الحروب وندوبها على ملامح إنسانيتنا. ومن جهته تعكس تجربة المخرج البلجيكي جواكيم لافوس تفردا وخصوصية في الطرح والرؤية الجمالية، إذ يرصد بعين السينمائي المهموم بالعلاقات الإنسانية المتناقضة مفارقات الحياة. وقد لفتت سينما جواكيم لافوس الانتباه منذ فيلم تخرجه “القبيلة” المتوج بعديد الجوائز منها أفضل فيلم قصير في مهرجان نامور للفيلم الفرنكوفوني سنة 2001، برمج فيلمه “جنون خاص” في مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي سنة 2004 وشارك في قسم “نصف شهر المخرجين” بمهرجان كان السينمائي سنة 2008 بفيلمه “طالب حر”. سجل جواكيم لافوس حضوره في المهرجان نفسه سنة 2012 في قسم “نظرة ما” بفيلم “لفقد الصواب”.
“intranquilles” هو الفيلم التاسع في مسيرته وسبق له المشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي 2021 ويواصل جواكيم لافوس من خلال أحداثه الخوص أكثر في أعماق أبطاله، هي حكاية داميان العاشق لزوجته ليلى والذي يحاول رغم معاناته من مرض “اضطراب الثنائي القطبي” إسعاد عائلته.
ويترأس لجنة تحكيم الروائي الطويل المخرج الفنزويلي أتاهوالبا ليتشي وبعضوية كل من المنتجة الألمانية أنجيكا شولر، السينمائي السينغالي موسى توري، مبرمجة ومديرة المهرجانات مارتين فيدال.
تتويجات الشراع الذهبي برمزيته التاريخية لقرطاج الحضارة والانفتاح والفنون كانت الفقرة الأهم في سهرة اختتام المهرجان السينمائي الدولي ياسمين الحمامات كما كان قبل أسبوع تكريم كل من الفنان التونسي القدير رؤوف بن عمر والنجمة المصرية ليلى علوي أبرز فقرات افتتاح المهرجان.
فعاليات المهرجان السينمائي الدولي ياسمين الحمامات خاصة الدروس المتخصصة والمائدة المستديرة وقسم أفلام الذاكرة مع برنامج “سينما وتراث” كانت من النقاط المضيئة التي أشاد بها ضيوف المهرجان من سينمائيين وخبراء في المجال السمعي البصري وذلك لدورها الكبير في تأطير طلبة الفن السابع وصناع الأفلام الشباب ودفع الحراك السينمائي في تونس وعلى مستوى إقليمي. المهرجان السينمائي الدولي ياسمين الحمامات هو مختارات لأفضل الأفلام المتوجة والمشاركة في المهرجانات الدولية من الفئتين “أ” و”ب”، تصور مختلف ومتفرد في فضائه المتوسطي والعربي أسس على قاعدة المهنية والحرفية ويتطلع لدورات قادمة أكثر ثراء لأهل القطاع وامتاع وإفادة لعشاق السينما والحياة.