معرض تونس الدولي للكتاب: فضاء للحوار الثقافي والانفتاح على الآخر

افتُتحت اليوم الجمعة 25 أفريل فعاليات الدورة التاسعة والثلاثين من معرض تونس الدولي للكتاب، التي تتواصل إلى غاية 4 ماي المقبل بقصر المعارض بالكرم، تحت شعار “نقرأ لنبني”. ويُعد المعرض موعدًا ثقافيًا بارزًا تستقبل فيه تونس سنويًا مبدعين وناشرين ومهنيي صناعة الكتاب من مختلف أنحاء العالم، في تظاهرة تهدف إلى تعزيز حضور الكتاب في المشهد الثقافي والتواصلي محليًا ودوليًا.

وتشهد دورة هذا العام، التي رُصدت لها ميزانية بقيمة 1.8 مليون دينار، مشاركة 313 عارضًا من 29 دولة عربية وأجنبية، من بينهم 166 عارضًا من خارج تونس. ويوفّر المعرض لزوّاره أكثر من 110 آلاف عنوان تغطي مختلف الحقول المعرفية والفكرية.

ويحلّ على هذه الدورة 183 مفكرًا وكاتبًا من تونس وخارجها، من ضمنهم 50 ضيفًا أجنبيًا، أبرزهم الكاتب الليبي إبراهيم الكوني، والمترجمة الجزائرية الفرنسية سعاد لعبيز، واليمني حبيب عبد الرب سروري، والروائي السعودي أسامة المسلم، إلى جانب نخبة من المفكرين العرب والدوليين. وسيكون للجمهور فرصة للقاء هذه الشخصيات سواء من خلال الندوات أو اللقاءات المباشرة في أجنحة دور النشر.

 

الصين ضيف شرف: بوابة للحوار الثقافي والتقني

بعد أن كانت إيطاليا ضيف الشرف في الدورة الماضية، تستضيف الدورة الحالية الصين التي تحضر بجناح ضخم يمتد على أكثر من 500 متر مربع. وتتنوع الفعاليات المخصصة للاحتفاء بالثقافة الصينية بين عروض موسيقية وتراثية، وندوات فكرية، وجلسات حوار بين الكتّاب والمثقفين الصينيين ونظرائهم التونسيين والعرب، إضافة إلى أنشطة تفاعلية تتعلق بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

ويضم الوفد الصيني أكثر من 100 شخصية فاعلة في مجال النشر والكتابة، يمثلون 40 دار نشر، مع حضور لافت أيضًا ضمن قائمة العارضين.

 

مشاركة متنوعة من دول عربية وعالمية

 

يشارك في المعرض 147 عارضًا تونسيًا إلى جانب ممثلين عن دول عربية وأجنبية، من بينها مصر (86)، سوريا (12)، لبنان (9)، السعودية (8)، الإمارات وتركيا (6 لكل منهما)، المغرب (5)، موريتانيا والأردن (4 لكل منهما)، ليبيا والجزائر والعراق (3 لكل بلد)، الكويت وسلطنة عمان (2 لكل منهما)، فضلًا عن مشاركة دولية من الصين، إيران، السنغال، روسيا، فنزويلا، إسبانيا، رومانيا وفرنسا، بممثل واحد عن كل دولة.

 

منصة للتعريف بالهيئات والمنظمات وتعزيز التعاون

لا يقتصر دور المعرض على كونه فضاءً لتسويق الكتب فحسب، بل يشكل منصة تفاعلية تتيح للهياكل الرسمية والمنظمات والمؤسسات الوطنية والدولية التعريف بأنشطتها وتعزيز شراكاتها. وتشارك في الدورة الحالية 30 مؤسسة عمومية تمثل وزارات وإدارات مهتمة بمجالات النشر والثقافة.

ويُخصص جناح كبير لوزارة الشؤون الثقافية يضم أنشطة تعكس تنوع وتعدد المشهد الثقافي التونسي، إلى جانب أجنحة لوزارات أخرى تعرض منشوراتها وتُبرز أعمالها أمام الزائرين. كما يشارك مركز النشر الجامعي بجملة من الإصدارات الأكاديمية، وتعرض وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية كتبًا تعريفية بالمعالم التاريخية التونسية.

وتحضر منظمة الأمم المتحدة بجناح موحّد يضم مكوناتها المختلفة مثل صندوق الأمم المتحدة للسكان وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مع تنظيم أنشطة ذات طابع حقوقي. كما تقدم وكالة تونس إفريقيا للأنباء جناحًا يضم مختارات من أرشيفها الفوتوغرافي الثري، وتُقيم ندوة حول دورها في نشر ثقافة الكتاب، بمشاركة مؤسسات إعلامية أخرى كدار الصباح ومؤسسة “لابراس” بالإضافة إلى مؤسستي الإذاعة والتلفزة التونسية.

 

برنامج ثري ومتنوع موجه للأطفال واليافعين

تحت شعار “الكتاب هو نافذتك نحو عالم جديد”، خصّص المعرض برنامجًا متميزًا للأطفال واليافعين يتضمن 255 نشاطًا موزعًا على فضاءات متعددة مثل فضاء المسرح، فضاء السينما، حديقة الكتاب، المرسم الصغير، الفضاء الرقمي وفضاء المبادرات. وتغطي هذه الأنشطة مجالات تربوية وترفيهية متنوّعة، من ورشات موسيقية ومسرحية، إلى تجارب سينمائية وعروض في الواقع الافتراضي والمعزز.

ويبرز الفضاء الرقمي ضمن برمجة هذا العام، حيث يقدم ورشات حول الذكاء الاصطناعي، من بينها تجربة “الواقع الافتراضي حول المتاحف والمواقع الأثرية”.

وفي إطار إرساء اللامركزية الثقافية، ينظم المعرض 61 رحلة مدرسية من مختلف الولايات، إضافة إلى 50 قافلة لأطفال الفضاءات الثقافية الجهوية، ما يعكس حرصًا على ضمان مشاركة أوسع في الحدث وتعزيز العلاقة بين الأطفال والكتاب، في تجربة تُكرّس قيم الإبداع والخيال والمعرفة.

Related posts

ثلاثي جبران وثلاثي تقسيم على مسرح قرطاج: عندما تأتي الموسيقى في المرتبة الثانية بعد الصمت

root

نيللي كريم: تعرضت للإصابة بورم في وجهي والطبيب استأصل جزء من أذني

root

تتويج جديد للتلفزة التونسية في المحافل العربية