انطلقت اليوم، الأربعاء 23 أفريل 2025، الدورة الثالثة والثلاثون من الأيام الوطنية للمطالعة والمعلومات، التي تتواصل إلى غاية 23 ماي المقبل، حاملة شعارًا يعكس جوهر الفكرة: “المكتبة العمومية: فضاء للمعرفة ودعامة للتنمية الثقافية”.
تنظم هذه التظاهرة السنوية من قبل الإدارة العامة للكتاب وإدارة المطالعة العمومية بوزارة الشؤون الثقافية، ضمن برنامج وطني طموح يهدف إلى تعزيز عادة المطالعة وترسيخ حضور المكتبات العمومية في المشهد الثقافي، كمحاضن للفكر والإبداع وفضاءات حية للتفاعل المجتمعي.
ويجمع البرنامج بين التنوع والابتكار، إذ يتضمن ورشات عمل، ندوات فكرية، لقاءات حوارية، وعروضا فنية، إلى جانب أنشطة تفاعلية تُعرّف بخدمات المكتبات ومخزونها الوثائقي. ومن بين الفقرات اللافتة، إقامة ملتقيات تناقش قضايا مجتمعية راهنة، وإطلاق نوادي للمطالعة والروبوتيك والمسرح، بهدف جذب فئة الشباب وتحفيزهم على التفاعل مع عالم الكتاب والمعرفة، وتسليط الضوء على كيفية توظيف التكنولوجيا في تطوير خدمات المكتبات.
وتولي هذه الدورة اهتمامًا خاصًا بالشراكات الثقافية، إذ ستُبرم اتفاقيات تعاون بين المكتبات العمومية وعدد من المؤسسات الناشطة في الحقل الثقافي، في خطوة تهدف إلى تعزيز دور المكتبة كوسيط ثقافي واجتماعي، يساهم في إشاعة ثقافة القرب وترسيخ مبدأ اللامركزية الثقافية، سواء من خلال مضامين الأنشطة أو نوعية الخدمات المقدّمة للرواد.
بهذا الزخم من الأنشطة والتوجهات، تثبت الأيام الوطنية للمطالعة والمعلومات مرة أخرى أنّ المكتبة العمومية ليست مجرد مكان لحفظ الكتب، بل فضاء حيّ للتلاقي، التعلّم، وبناء المستقبل.