أيام قرطاج السينمائية تتجدد: موعد في ديسمبر ومدير جديد

في بلاغ رسمي أصدرته وزارة الشؤون الثقافية، تم الكشف عن الموعد الجديد لتنظيم الدورة السادسة والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية، حيث تقرر أن تنتظم هذه الدورة من 13 إلى 20 ديسمبر 2025، لتواصل بذلك هذه التظاهرة العريقة مسيرتها كأحد أبرز المواعيد السينمائية في العالم العربي وإفريقيا.

 

وتأتي هذه الدورة في سياق ثقافي وسياسي متجدد، ومع آمال معلّقة على أن تستعيد التظاهرة وهجها، خاصة بعد التحديات التي مرت بها في السنوات الأخيرة، سواء على مستوى البرمجة أو التنظيم أو حتى في تفاعل الجمهور معها.

 

و في خطوة تعكس توجهًا نحو التجديد والاستفادة من الخبرات الأكاديمية والمهنية في آن واحد، أعلنت وزارة الإشراف عن تعيين الأستاذ الجامعي محمد طارق بن شعبان مديرًا عامًا للدورة 36. ويُعد بن شعبان من الوجوه البارزة في المشهد السينمائي والأكاديمي التونسي، حيث يشغل خطة أستاذ محاضر في التعليم العالي، مختص في علوم وتقنيات السمعي البصري والسينما.

 

من هو محمد طارق بن شعبان؟

المدير الجديد لأيام قرطاج السينمائية هو أحد الأسماء المعروفة في الساحة الأكاديمية والثقافية بتونس، راكم خبرة طويلة بين التدريس، البحث، والمساهم

 

ة الفعلية في الحراك السينمائي. يُعرف بنزعته النقدية ورؤيته المتوازنة بين البعد الجمالي والجانب التقني في السينما، كما أنه كان دائم الحضور في ورشات وملتقيات متخصصة، وعضوًا في لجان تحكيم لمهرجانات محلية ودولية.

 

إلى جانب إشرافه الأكاديمي على أجيال من السينمائيين الشباب، ساهم بن شعبان في تطوير بحوث تناولت العلاقة بين السينما والهوية والذاكرة، ورافع باستمرار من أجل سينما بديلة تعبّر عن الواقع دون تجميل، وتنفتح في الآن ذاته على الأساليب الحديثة والتكنولوجيا الرقمية.

 

اختياره لتولي إدارة هذه الدورة من أيام قرطاج السينمائية يُعدّ إشارة واضحة إلى الرغبة في ضخّ دماء جديدة في التظاهرة، وتأكيدًا على العودة إلى جذورها الثقافية العميقة، مع دعم البعد الفكري والنقدي الذي لطالما ميز المهرجان منذ انطلاقته الأولى عام 1966.

 

آمال و انتظارات

ويُنتظر أن تحمل الدورة القادمة بصمته من حيث التصور العام، والتوجه البرمجي، والانفتاح على المدارس السينمائية الحديثة، مع الحفاظ على روح المهرجان كمحطة مخصصة أساسًا للسينما الإفريقية والعربية. ويأمل العديد من المتابعين والمهنيين أن تشهد هذه الدورة نقلة نوعية على مستوى التنظيم والتخطيط، تتجاوز بها الصعوبات التي شهدتها بعض الدورات الأخيرة، لا سيما في ما يخص إدارة البرمجة والتنسيق مع الضيوف وتعزيز مكانة المهرجان دوليًا.

 

الجمهور التونسي، الذي يولي أهمية خاصة لأيام قرطاج السينمائية، ينظر بكثير من الترقب لما ستقدمه الدورة القادمة، خصوصًا في ظل التغيرات الكبرى التي تعرفها الصناعة السينمائية عالميًا، ووسط الزخم الذي تعرفه سينمات الجنوب في السنوات الأخيرة.

 

ومع الإعلان الرسمي عن الموعد وتعيين مدير جديد، تدخل الهيئة التنظيمية لأيام قرطاج السينمائية في سباق مع الزمن لإعداد دورة تليق بتاريخ هذا الحدث، الذي لطالما كان منصّة لاكتشاف المواهب، وتعزيز الحوار الثقافي، والاحتفاء بسينما بديلة، ملتزمة، ومختلفة.

 

تبقى الأسئلة مطروحة حول مضامين هذه الدورة، وتوجهاتها الفنية، وهل ستفتح أبوابها بشكل أوسع أمام السينما الرقمية، الإنتاجات المستقلة، والمواضيع التي تهم الأجيال الجديدة من السينمائيين والجمهور على حدّ سواء. لكن ما هو مؤكد أن ديسمبر المقبل سيكون موعدًا لعشاق الفن السابع مع عرس سينمائي متجدد، يُراهن على الأصالة والتجديد في آن.

Related posts

يوم 17 جانفي: العرض الأول للكورال الوطني لمسرح الأوبرا

ريم حمزة

انطلاقا من اليوم: فيلم “ماء العين” للمخرجة مريم جوبر في قاعات السينما التونسية

متحف يغير اسم لوحة من “راقصات روسيات” إلى “راقصات أوكرانيات” و السبب..

root