احتضنت قاعة المبدعين الشبان بمدينة الثقافة، صباح الخميس 17 أفريل 2025، الندوة الصحفية الخاصة بتقديم تفاصيل الدورة التاسعة والثلاثين لمعرض تونس الدولي للكتاب، التي ستُقام من 25 أفريل إلى 4 ماي المقبل، بمشاركة 313 ناشرًا وعارضًا من 29 دولة، لتكون بذلك واحدة من أكبر التظاهرات الأدبية في العالم العربي.
“نقرأ لنبني”: شعار بحمولة فكرية ورهانات واقعية
قدّم مدير الدورة الحالية، الأستاذ محمد صالح القادري، ملامح البرمجة الثقافية لهذا الحدث السنوي البارز، مؤكدًا أن المعرض في دورته الجديدة يحمل شعارًا ذا دلالات واضحة: “نقرأ لنبني”، إيمانًا بدور الكتاب والمعرفة في تشييد مجتمعات قوية، قادرة على مواجهة تحولات العصر.
وأضاف القادري أن هذه الدورة تمثل تحديًا جديدًا في ظل الطفرة الرقمية المتسارعة، مشددًا على ضرورة التوازن بين الرقمنة والمحافظة على جوهر الكتاب كوسيلة لنشر الفكر والتعبير عن القيم الإنسانية.
صناعة المحتوى والرقمنة في صلب الاهتمام
من أبرز محاور هذه الدورة، وفق ما أعلنه مدير المعرض، التركيز على صناعة المحتوى الثقافي والانتقال الرقمي، من خلال نقاشات حول العلاقة بين القارئ والوسائط المتعددة، وظاهرة القرصنة والانتحال، وغيرها من الإشكاليات التي تمسّ مصداقية الإنتاج المعرفي في العصر الحديث.
برمجة فكرية متنوعة وتكريم رموز ثقافية
تتضمن الدورة التاسعة والثلاثون برمجة فكرية ثرية، حيث سيتم تنظيم مجموعة من الندوات التي تعالج مواضيع راهنة، من أبرزها:
ندوة حول الرواية والمقاومة
جلسة مخصصة لـ الأدب الفلسطيني
محور حول التنوير والفكر الإصلاحي في تونس
احتفاء خاص بـ 150 عامًا على تأسيس المدرسة الصادقية
ندوة فكرية حول الطاهر الحداد
تكريم رائد الكاريكاتير التونسي علي عبيد
وسيكون زوّار المعرض على موعد مع أسماء فكرية وأدبية بارزة، مثل الكاتب الليبي إبراهيم الكوني، والكاتب الفلسطيني عبد الفتاح دولة، والباحث محمد مصباح، والمفكرة الفرنسية مازارين بينجو، وغيرهم من الشخصيات ذات الإشعاع العربي والدولي.
الصين ضيف شرف… نحو تعزيز الحوار الثقافي
تشارك جمهورية الصين الشعبية كـ ضيف شرف لهذه الدورة، في خطوة ترسخ أواصر التعاون الثقافي بين البلدين، خاصة في مجالات الكتاب والنشر والترجمة، وتفتح آفاقًا جديدة للتبادل الحضاري بين الشعبين.
برنامج ثري للأطفال واليافعين
ولم تُغفل البرمجة الثقافية فئة الناشئة والأطفال، حيث خُصّص لهم برنامج متنوع يشمل ورشات تفاعلية تجمع بين الفن، العلوم، والتكنولوجيا، إلى جانب عروض مسرحية وسينمائية موجهة، ضمن أكثر من 255 فعالية موزعة على ثمانية أجنحة، تؤمنها أكثر من 50 مؤسسة من تونس وخارجها.
حضور مميز للكاتب أحمد مراد
شهدت الندوة حضور الكاتب والروائي المصري أحمد مراد، الذي عبّر عن سعادته بلقاء جمهوره التونسي، وأكّد حرصه على المشاركة في الفعاليات الثقافية بتونس كلما سمحت له الفرصة.