“تونس مسارح العالم” 2025: عروض محلية وعالمية تحتفي بالإنسان في اليوم العالمي للمسرح

ينظم المسرح الوطني التونسي تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية، الدورة الثالثة لتظاهرة “تونس مسارح العالم” وذلك من 20 إلى 27 مارس 2025 بقاعة الفن الرابع بتونس العاصمة. وتأتي هذه التظاهرة احتفاء باليوم العالمي للمسرح، الذي يُوافق 27 مارس من كل عام، حيث ستتحول تونس إلى نقطة التقاء بين ثقافات مسرحية متنوعة تحتفي بالإبداع وتُكرس المسرح كفضاء للحوار والتجديد.

وعلى مدى ثمانية أيام، سيعيش عشاق المسرح تجربة مميزة من خلال عروض مسرحية تونسية وعالمية تجمع بين المسرح الكلاسيكي والمسرح التجريبي المعاصر، وهي أعمال ثرية الطرح ومتنوعة المضمون، لكن جوهرها هو الإنسان وهي تلتقي في الدفاع عن القضايا الإنسانية الكونية العادلة.

ويفتتح المهرجان يوم الخميس 20 مارس بعرض “حديقة الهيسبيريديس” للمخرجة الإسبانية “أليشيا سوتو”، وهو عمل مشترك بين إسبانيا والمغرب يجمع بين الأداء الحركي والسرد المسرحي مستلهما من الأسطورة الإغريقية في رؤية معاصرة تعكس صراعات الإنسان.

وتمثل العروض التونسية جزءا أساسيا من هذه الدورة، حيث يُعرض يوم الجمعة 21 مارس عمل “جرانتي العزيزة” للمخرج فاضل الجزيري، إنتاج الفيلم الجديد، وهو عرض يجمع بين التمثيل والموسيقى يحكي قصة عازف كمنجة يلتحق بفرقة الإذاعة، فيستعيد أبرز المحطات الفنية والسياسية التي عايشها ضمن مناخ يمزج بين الحنين والمفارقات.

أما يوم السبت 22 مارس، فسيكون الجمهور على موعد مع مسرحية “كيما اليوم”، وهي ثمرة إنتاج مشترك بين المسرح الوطني التونسي وشركة “الفن مقاومة”، تحمل توقيع الفنانة ليلى طوبال في الكتابة والإخراج والسينوغرافيا. وتدور أحداثها حول الطفلة دنيا التي تحتفل بعيد ميلادها الخامس، لكنها تسمع صوتا ساحرا يدعوها إلى ترك عالم البشر والعودة إلى أعماق الأرض. وبينما كانت تستعد للرحيل، تختفي في ظروف غامضة، تاركة مَن حولها في متاهة معقدة يبحثون فيها عن دنيا وعن طريق الخروج.

العروض الدولية ستكون بدورها حاضرة بقوة، حيث سيتم يوم الأحد 23 مارس تقديم عرض “سكر – مثلجات لجريمة لطيفة”، وهو عمل يمزج بين المسرح والرقص، من تصميم الكوريغراف “عبدولاي تريزور كوناتي” من الكوت ديفوار، حيث يعالج بأسلوب بصري مميز فكرة الجريمة والعدالة في قالب مسرحي مبتكر.

ويُعرض يوم الإثنين 24 مارس، العمل التونسي “تحت الضغط” للمخرج ريان القيرواني وإنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف. وتدور أحداث المسرحية حول مخرج مسرحي يُقنع مجموعة من الممثلين الهواة بتقديم عمل سياسي، لكنهم يجدون أنفسهم في مواجهة غير متوقعة مع السلطة، ما يُحوّل العرض إلى صراع وجودي حول حرية التعبير والرقابة.

أما يوم الثلاثاء 25 مارس، فيُعرض العمل التونسي “اعتراف” للمخرج محمد علي بن سعيد، الذي يطرح قصة قاتل متسلسل اغتصب وقتل خمس عشرة فتاة دون أي إحساس بالذنب، بينما تواجه إحدى أمهات الضحايا الصدمة بقرار غير متوقع حيث تبدأ في زيارته بالسجن، لتكشف المسرحية عن أبعاد نفسية عميقة وأسئلة فلسفية حول مفهوم الغفران والانتقام.

ويكون الموعد يوم الأربعاء 26 مارس مع العرض الإيطالي “بروميثيوس – الكنغر الأزرق”، من إخراج “سيموني مانينو” وعن نص للكاتب السياسي “لورانزو مارسيلي” بالتعاون مع فنانين من تونس وإيطاليا في إطار ورشة “نوسترا سينيورا” ومجموعة البحر الأبيض المتوسط، وهو إنتاج مشترك بين مسرح “بريمن” بمدينة بالارمو الإيطالية ومهرجان الحمامات الدولي. وتستمدّ أحداث المسرحية من مأساة “إسخيلوس”، لكن برؤية حديثة تعكس الأزمة البيئية والإنسانية في البحر الأبيض المتوسط. في هذا العمل، لا يُعاقب بروميثيوس بالنار، بل يُلقى في البحر ليجد نفسه محبوسا في فضاء معقّم، حيث حلت الإنسانية مكان الآلهة في سرد مسرحي يجمع بين الفلسفة والتشكيك في مصير البشرية.

وتُختتم التظاهرة يوم الخميس 27 مارس، الموافق لليوم العالمي للمسرح، بمسرحية “التابعة” للمخرج الكبير توفيق الجبالي وإنتاج مسرح التياترو، وهو عرض نقدي ساخر يعكس التداخل بين الواقع والخيال بأسلوب متميز، ويعيد طرح الأسئلة الكبرى عن المجتمع والسلطة والفن.

وتنطلق جميع العروض على الساعة التاسعة ونصف ليلا (21:30) بقاعة الفن الرابع شارع باريس تونس العاصمة.

هذه التظاهرة “تونس مسارح العالم” التي تأسست سنة 2023، أصبحت اليوم منصة رئيسية للإبداع المسرحي في العالم العربي والمتوسطي، حيث تلتقي المدارس المسرحية المختلفة من أوروبا إلى إفريقيا في فضاء مشترك للحوار والتجديد. كما تمثّل مناسبة لعشاق المسرح لاكتشاف عروض مميّزة تخاطب الفكر والوجدان وتفتح أبواب النقاش حول قضايا إنسانية معاصرة في زمن أصبح فيه المسرح أكثر من مجرد فن بل مساحة للمقاومة والتعبير والحرية.

 

Related posts

انطلاق الدورة الـ35 لأيام قرطاج السينمائية بلمسة وفاء للفنان الراحل فتحي الهداوي و تكريم عائشة بن أحمد

قبل الأولى

على طريقة “ويل سميث”.. الممثل اللبناني يوسف الخال يدافع عن زوجته نيكول سابا

root

مريم بن حسين: اخترت تقديم البرامج الوثائقية لأنها ستبقى في الذاكرة ولن تنسى

قبل الأولى