منذ الإعلان عن عرضه في موسم رمضان 2025، أثار مسلسل “معاوية” جدلا واسعا حتى قبل بدء الشهر الكريم بعد تأجيل استمر عامين.
و فور الإعلان عن عرض العمل التاريخي، أصدرت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية قرارا بمنعه، بينما تحدث مشايخ أزهريون عن حرمة مشاهدته.
ففي بيان رسمي، أعلنت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية منع عرض وبث المسلسل في البلاد، ليصبح العراق أول دولة تمنعه بشكل رسمي. وأكد البيان أن الهيئة أصدرت خطابا رسميا إلى قناة “إم بي سي” طالبت فيه بمنع عرض مسلسل “معاوية”، ملوحة باتخاذ إجراءات قانونية بشأن أي جهة تخالف الضوابط الإعلامية النافذة في البلاد.
وأشار البيان إلى أن قرار المنع يستند إلى الصلاحيات القانونية “الممنوحة للهيئة بموجب الأمر التشريعي 65 لسنة 2004، والتزام الهيئة بمسؤوليتها في تنظيم قطاع الإعلام وضمان انسجامه مع المعايير الوطنية والمهنية المعتمدة في العراق”. كما دعت الهيئة جميع المؤسسات الإعلامية إلى الالتزام بالمعايير المهنية وتجنب بث أي محتوى قد يتسبب في “إثارة الفتن والتحريض الطائفي”، مؤكدة أن أي عمل ذي طابع تاريخي جدلي قد يؤدي “إلى إثارة السجالات الطائفية، وبالتالي يهدد سلامة المجتمع ونسيجه، خاصة في شهر رمضان”.
أما في مصر، فقد قال عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر رضا عبد الواحد، في مداخلة هاتفية مع قناة “صدى البلد” المحلية، إن المسلسل شهد معارضة كبيرة بسبب تجسيده لصحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الأمر الذي يرفضه الأزهر، رغم أنه ليس جهة رقابية أو جهة مقررة للعرض من عدمه.
وأشار عبد الواحد إلى أن مؤسسة الأزهر اتفقت على عدم عرض المسلسلات التي تجسد الصحابة والرسل، لأن الأنبياء والصحابة لهم مكانة خاصة لا يمكن لأحد أن يجسدها، لكن يمكن أن تُروى في المراكز البحثية والمؤسسات التعليمية.
وأضاف أن “معاوية” يحكي “قصة جدلية”، وهي “قضية تحمل سجالا بين الطوائف الإسلامية، خاصة أصحاب سيدنا علي بن أبي طالب، وأصحاب معاوية”.
من جانبه، قال عضو هيئة كبار العلماء المصرية الدكتور عبد الفتاح عبد الغني العواري في تصريحات لصحيفة محلية، إن تجسيد الصحابي معاوية بن أبي سفيان، “الذي كان أحد كتاب الوحي، هو أمر مرفوض دينيا، ولا يجوز تجسيد الصحابة في الأعمال الفنية، كون الفنان الذي يجسد الدور سيقدم بعدها أعمالا تخالف الشريعة الإسلامية”.
واتفق معه الداعية الإسلامي محمد علي، الذي اعتبر أن مشاهدة المسلسل “حرام شرعا”، مشيرا إلى أن الأزهر أصدر بيانا وقت عرض مسلسل “عمر بن الخطاب” رفض فيه تجسيد الصحابة، لأن هذه الأعمال تؤدي إلى تشويه الصورة الحقيقية للصحابة.
وفي أول تعليق من مؤلف العمل، الكاتب الصحفي خالد صلاح، حول جدلية شخصية معاوية، كتب عبر حسابه على فيسبوك أن معاوية لم يكن مجرد رجل دولة أو قائد عسكري يخوض معارك، بل كان إنسانا صاغته الأيام، وكان قاسيا حين تستدعي الحاجة.
وأشار إلى أن صناع العمل لم يكن هدفهم تقديم حكاية تضاف إلى شاشة “إم بي سي”، بل كان الهدف هو الاقتراب من شخصية معاوية كإنسان أجبرته الحياة على أن يكون لاعبا رئيسيا في صراعات لم يخترها بنفسه، بل ألقتها الأقدار بين يديه.
وكانت شبكة “إم بي سي” ومنصة “شاهد” قد فاجأتا الجمهور بطرح الإعلان الترويجي الخاص بمسلسل “معاوية” بعد تأجيل لمدة عامين. وشاركت الصفحة الرسمية لـ”شاهد” الإعلان الدعائي وعلقت عليه: “ملحمة تاريخية.. قصة الإمبراطورية التي كتبت تاريخا لا يُنسى امتد من الشرق إلى الغرب”.
ويضم مسلسل “معاوية” فريق عمل يتألف من أكثر من 350 فردا بين طاقم الممثلين وفريق الإنتاج، في حين يجسد شخصية الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان الممثل السوري لجين إسماعيل، ويؤدي الممثل الأردني إياد نصار دور الصحابي الجليل علي بن أبي طالب، بينما يقدم السوري أيمن زيدان شخصية الصحابي الجليل عثمان بن عفان، ويجسد وائل شرف دور الصحابي الجليل عمرو بن العاص.
أما دور الصحابي الجليل أبو سفيان، فيؤديه الممثل السوري فادي صبيح، وتجسد الممثلة التونسية سهير بن عمارة شخصية الصحابية هند بنت عتبة، كما تؤدي كل من عائشة بن أحمد وجميلة الشيحة دوري زوجتي معاوية.
وشهد المسلسل العديد من الأزمات التي أجلت عرضه على مدار العامين الماضيين، أبرزها الخلاف بين شركة الإنتاج ومخرج العمل طارق العريان، حيث تولى الإخراج بعده أحمد مدحت، مع إجراء تعديلات على السيناريو.
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية