العروسة العلاجيّة في أيام قرطاج لفنون العرائس: بالفن نصنع معجزة و شفاء !

في إطار فعاليات الدورة السادسة من أيام قرطاج لفنون العرائس، احتضن مقرّ الجمعية الوطنية للتربية والإدماج بأريانة ورشة فنّية لصنع العروسة العلاجيّة، وذلك بتأطير من الفنانة العرائسيّة عبير حمدي.

وقد كانت هذه الورشة موجّهة إلى أبناء الجمعيّة الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و25 سنة ويعانون من إعاقة ذهنية طفيفة.

وقد لا نستغرب إقامة ورشة لصنع العروسة العلاجيّة ضمن فعاليات المهرجان باعتبار العلاج بالفنّ من أساليب العلاج القديم الذي بدأ بالظهور في عام 1940، وانتشر على نطاق أوسع في بداية السبعينات من القرن الماضي، ويستخدمه معالجون مختصّون وذلك لغاية العلاج والفنّ معا، ويشمل كلّ الفئات العمرية.

ويسهم الفنّ في العلاج من القلق والتوتّر والذّهان والاكتئاب والتوحّد وغيرها من الأمراض النفسيّة أو العصبيّة.

وقد بدا التّفاعل مع ما قدّمته عبير حمدي مميّزا في القاعة التي احتضنت هذه الورشة، حيث بادر كل شابّ وشابّة باختيار ملامح العروسة التي سيصنعها بنفسه، لون بشرتها وجنسها وما ستلبسه وهويّتها، أي ما تعنيه لهذا الشاب الذي اختارها.

وتقول مؤطّرة هذه الورشة “إن في اختيار الفرد من ذوي الاحتياجات الخاصّة لكل هذه التفاصيل ترجمة لقدرته في تمييز المشاعر أو المواقف.”

فقد يبدو موقفه من العروس إيجابيا، إذ هو يختار عروسا تشبه والدته التي يحبّها كثيرا، وقد يختارها على شكل شخص تعرّض لموقف سلبي معه، كأن يتذكّر أحدهم شخصا قام بفعل التنمّر ضدّه فقرّر أن يصنع عروسا تشبهه ليتواصل معها ويخبر ذلك الشخص كم كان مسيئا له حين هاجمه عبر التنمّر.”

وتضيف عبير حمدي “يمكن للفنّ أن يشفي بعض المراهقين أو الأطفال من فرط الحركة مثلا أو التشتّت الذهني، كما يمكنه أن يعلّمهم كيف يتّبعون تسلسلا منطقيّا لصنع شيء ما، ولذلك نسمّي العروس التي ينجزونها بالعروس العلاجيّة.”

وقد انطلقت ورشة العروسة العلاجية بمقرّ الجمعية الوطنية للتربية والإدماج بأريانة يوم 02 فيفري الجاري لتتواصل إلى حدود يوم 08 من الشّهر نفسه بمشاركة عشرات التلاميذ الرّاغبين في اكتشاف عالم العروس الفنية، وتنظمها الجمعية في إطار اتفاقيّة تعاون مع المركز الوطني لفنّ العرائس، وضمن جملة من الأنشطة الفنية المختصّة، ومنها تكوين عدد من المؤطّرين في صنع العروس الفنية، ليتسنّى فيما بعد للإطار المربّي بالجمعية مساعدة تلاميذ الجمعية لتنفيذ جملة من الأفكار والتصوّرات، وللاطّلاع على أنواع العرائس، ولكي يكون هذا النّشاط فضلا عن عدد من الأنشطة الأخرى ومنها الرّسم والتعبير الرّكحي وصناعة الحليّ  مسهما في مخاطبة أعماق هؤلاء الشبّان، تلك المناطق العميقة منهم بما تحمله من اختلاجات ومشاعر وأحاسيس وأحيانا مخاوف يكشف عنها مضمون ما ينجزونه من آثار فنيّة وإبداعيّة.

Related posts

فيلم “فضل ونعمة” لهند صبري يتصدر قائمة إيرادات الأفلام في قاعات السينما

Rim Hamza

الاعلامية المصرية ريهام سعيد تعلن تشويه وجهها على يد طبيب تجميل شهير

قطع البث عن اذاعة شمس اف ام

Anissa Taha