أكّد المجلس الوطني للجهات والأقاليم، تجديد العهد على مواصلة النضال والعمل من أجل تحقيق اهداف الثورة، و ذلك في بيان نشره اليوم بمناسبة الذكرى 14 لاندلاع الثورة.
واعتبر المجلس الوطني للجهات والأقاليم ان ثورة الحرية والكرامة مثّلت محطة تاريخية فارقة في مسار نضال الشعب التونسي من أجل إسقاط الاستبداد وتحقيق الكرامة الوطنية والعدالة الاجتماعية، وان الثورة كانت تعبيرًا صادقًا عن إرادة شعب عانى لعقود طويلة من الظلم والتهميش، وعبّرت عن تطلعه إلى بناء دولة ديمقراطية تضمن الحرية والعدالة لجميع مواطنيها.
وأضاف المجلس انه لا يمكن إنكار حجم التحديات والصعوبات التي اعترضت مسار الثورة. فقد أفرزت السنوات الماضية أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية خانقة، غذّتها التجاذبات السياسية وتغليب المصالح الضيقة على المصلحة الوطنية. وقد أدّى هذا الوضع إلى تراجع ثقة المواطن في مؤسسات الدولة وإلى شعور عام بالإحباط نتيجة استمرار التفاوت الجهوي وتزايد معدلات البطالة والفقر.
وأضاف” شكّلت لحظة 25 جويلية 2021 محطة مهمة في مسار تصحيح الثورة، عبّر من خلالها الشعب التونسي عن رفضه للمنظومة التي عجزت عن تحقيق تطلعاته، وجدّد تمسكه بأهداف الثورة ومبادئها في بناء دولة قوية وعادلة، تُحارب الفساد وتحترم القانون وتضمن كرامة الإنسان. إنها فرصة لاستعادة المسار وتصحيح الأخطاء من أجل استكمال تحقيق أهداف ثورة الحرية والكرامة.”
وجدد المجلس الوطني للجهات والأقاليم تأكيده على ضرورة الوفاء لأهداف الثورة ومبادئها الأساسية. فالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية هي مطالب مشروعة لا يمكن التراجع عنها. كما يُؤكد المجلس على أهمية تحقيق العدالة التنموية بين مختلف الجهات، من خلال تنفيذ مشاريع تنموية حقيقية تُنهي التهميش وتوفر فرص العيش الكريم لجميع التونسيين. إن تحقيق التوازن الجهوي ليس مجرد مطلب، بل هو أساس أي استقرار اجتماعي وتنمية مستدامة.
وشدد ايضا على أهمية تصحيح المسار الديمقراطي بما يضمن بناء دولة القانون والمؤسسات، ومكافحة الفساد والمحسوبية، وضمان حسن إدارة الموارد الوطنية بما يخدم الصالح العام. كما يُولي المجلس أهمية كبرى لدور الشباب باعتبارهم القوة الحية التي قامت عليها الثورة، داعيًا إلى تمكينهم من المشاركة الفعلية في مواقع القرار ومنحهم الفرص الكافية للمساهمة في بناء مستقبل تونس.
كما ترحّم المجلس الوطني للجهات والأقاليم على أرواح شهداء الثورة الأبرار الذين ضحوا بحياتهم من أجل حرية تونس وكرامتها وجدد العهد على مواصلة النضال والعمل من أجل تحقيق أهداف الثورة وبناء دولة عادلة ومستقلة تحفظ كرامة مواطنيها وتحقق لهم الحياة التي يستحقونها.