وبين بن محمد أن نسق سير الأشغال يعتبر « مرضيا » ولكن « بتفاوت نسبي » بين المحاور الخمسة التي يشملها المشروع، وذلك بسبب إشكاليات مختلفة تتعلق بأعمال المستلزمين العموميين في تحويل الشبكات، وبالأعمال الفنية الدقيقة للمنشآت في مسارات تشهد حركة مرورية كثيفة يجري التعامل معها يوميا وبشكل آني.
وتشهد أشغال المحور الأول، على مستوى مدخل جبل الجلود مقرين، الذي لم تتجاوز نسبة تقدم الأشغال فيه الـ17 بالمائة، صعوبات تتعلق بتحويل شبكة الجهد العالي للكهرباء على مسار السكة بعد انتهاء مرحلة الدراسات الأولية، والشروع في الدراسات المعمقة من قبل شركة مختصة في أعمال التحويل، يضاف إليها الأعمال المتشعبة والدقيقة داخل المنشأة الفنية والمتعلقة أساسا بتبديل الكوابل الحاملة للجسر وتركيز الهياكل الحديدية بغاية التوسعة.
أما بالنسبة للمحور الثاني، على مستوى مدخل » لاكانيا » والذي بلغت نسبة تقدم الأشغال فيه الـ58 بالمائة بعد فتح أربعة مسارات في اتجاه تونس العاصمة بطول 700 متر قبل المنشأة الفنية والممر التحتي الذي من المنتظر إن يتم فتحه للعموم خلال الأسابيع القادمة، فإن الأشغال تتركز حاليا على إحداث حواجز اسمنتية لضمان سلامة الأحياء المجاورة لمسار الطريق.
وفي ما يتعلق بالمحور الثالث على مستوى مستشفى الحروق، فقد بلغت نسبة تقدم الأشغال فيه 63 بالمائة حيث تتركز الأشغال حاليا على استكمال المنشأة الفنية في اتجاه المروج 2 والوصلة الرابطة بينها وبين المستشفى في الاتجاهين.
وشهدت أشغال المحور الرابع على مستوى محول بئر القصعة تقدما لافتا لتصل إلى حدود الـ94 بالمائة بعد استكمال المنشأة الفنية، وفتح الوصلة في اتجاه بن عروس ورادس في انتظار استكمال الوصلة المقابلة الاتجاه المعاكس والذي لن يتجاوز الشهر المقبل، وفق التقديرات الفنية.
وبخصوص المحور الخامس والأخير على مستوى « سبخة اليهودية »، فقد بلغت نسبة تقدم الأشغال فيه ال 35 بالمائة ويشهد هذا المحور صعوبات تتعلق باكتظاظ حركة المرور، وسير العربات على مستوى المسارات المرتبطة به ذهابا وإيابا، هذا فضلا عن إشكاليات أخرى تتعلق بحوزة الطريق، ويجري التعامل معها، وفق مدير المشروع، بشكل حيني مع القائمين بالأشغال ومختلف الأطراف المتدخلة لحلحلة هذه الإشكاليات، واستكمال هذا المحور الذي يتضمن إنشاء 3 محولات كبرى.
يذكر أن المشروع النموذجي لتوسعة المدخل الجنوبي للعاصمة، سيمكن من تحقيق انسيابية أكثر على مستوى حركة المرور بهذا المسار، الذي تقدر حركة الجولان فيه بأكثر 200 ألف عربة يوميا، وفق آخر الإحصائيات المحينة للمرصد الوطني للمرور، كما سيعود بالفائدة على الحركة الاقتصادية بشكل عام من خلال اختصار وتحسين المسلك الرابط بين العاصمة والحواضر المجاورة، حيث قدرت الدراسات المصاحبة للمشروع مردوديته العامة في حدود الـ20 بالمائة.
ويُنجز المشروع بتمويل مشترك بين ميزانية الدولة والبنك الأوروبي للاستثمار، وتقدر تكلفته الإجمالية بنحو 370 مليون دينار، وقد تم توزيع الأشغال فيه على 5 أقساط تختص بإنجاز كل قسط شركة مقاولات خاصة.
(وات)