نجاح لافت للملتقى الدولي للعلاج بالفن: الاكتئاب في منظور العلاج بالفن

اختتمت في مدينة المنستير فعاليات الدورة الثالثة من الملتقى الدولي للعلاج بالفن التي تنظمها جمعية “طب، ثقافة وفن” برئاسة الدكتور عبد الباسط التواتي تحت عنوان “الاكتئاب والعلاج بالفن” بعد ثلاثة أيام من الجلسات العلمية والورشات التفاعلية والفقرات الموسيقية والسينمائية ومعرض الفنون التشكيلية.

وأسدل الستار على الدورة التي حققت نجاحا كبيرا على المستوى العلمي والثقافي انطلاقا من عنوانها مرورا بنوعية المشاركات التونسية والعربية والدولية وصولا إلى الورشات وتنوعها وجودتها.

شهد الملتقى تقديم عدد هام من المداخلات العلمية التي شملت جوانب من مساهمة الفن في علاج عديد الأمراض، وخلص المتدخلون إلى أن أغلب الدراسات والبحوث أكدت نجاعة ممارسة الفنون بأنواعها في كثير من الحالات المرضية النفسية والعضوية.

وفي إطار موضوع الملتقى في دورته الثالثة، قالت الدكتورة أنديرا راضي أستاذة الفنون الدرامية في جامعة قرطاج “الاكتئاب هو مرض العصر وهو من أكثر الأمراض النفسية انتشارا في العالم المعاصر، وينتشر عند الإناث أكثر من الذكور، وقد زاد انتشاره حديثا بالمقارنة مع الحقب الزمنية الماضية بمعدلات ليست بالهيّنة، يبدو أن “الرقمنة” وما تفرضه على الإنسان من قلة التواصل وتراجع العلاقات الاجتماعية وانغماسه في العالمية من أهم الأشياء المتسببة فيه. كما يعتبر الاكتئاب عبء على الدول بما نتج عنه من غيابات مستمرة في سوق الشغل، واستهلاك كبير للعقاقير الطيبة المخففة له”.

وتؤكد أنّ “في الوساطة العلاجيّة لا يكون الأداء المقدم ممارسة فنية بل هو تمثّلٌ للذات وتناغم جمالي للمشهد المسرحي وتحفيز نفسي للفرد”، حيث “توجه تقنيات اللعب في الوساطة بالدراما نحو استكشاف الحركية والحسية والجسدية. تؤدي تقنيات اللعب في الوساطة بالدراما إلى استحضار تجارب جسدية عبر تجسيدات هلوسية مجنونة”.

وخلصت الدكتورة أنديرا راضي إلى أنّ “الوساطة بالدراما أداة علاجيّة تعبّر عن الذات، عبر مساعدة المريض لفهم تأصله في الواقع الخارجي ضمن وجود الآخرين. تسعى الوساطة بالدراما كمبادرة أولى نحو الاهتمام بالحالات التي تعاني الانطواء أو اضطرابات سلوكية كبيرة، وهي قادرة على جعلها تتغلب على وضعية المرض التي تقاومه بشدة”.

فيما تحدث الدكتور ناجى حسن قاسم من السودان وهو استشاري العلاج النفسي بالموسيقى الدراسة التي هدفت إلى معرفة مدى فاعلية برنامج العلاج بالموسيقى في تخفيف حالات الاكتئاب لدى طلاب جامعة الخرطوم، وذلك بتطبيق المنهج التجريبي، وشملت العينة 16 طالبا وطالبة من الذكور، وتمّ اختيارهم من كليات جامعة الخرطوم المختلفة، وقد استخدم الباحث مقياس “بيك” لقياس الاكتئاب، بالإضافة إلى بعض المقاييس العضوية مثل قياس ضغط الدم الانقباضي والانبساطي وقياس مقاومة الجلد الجلفانية ومعدل التنفس وعدد ضربات القلب في الدقيقة.

وأشار إلى أن “تطبيق برنامج العلاج بالموسيقى يؤدي إلى تخفيف درجة الاكتئاب لدى أفراد العينة، لا توجد علاقة دالة بين درجة التحسن، والعمر لدى عينة الدراسة، كما لا توجد فروق دالة في درجة التحسن وفقا لمتغير النوع في عينة الدراسة، أما في قياس ضغط الدم الانقباضي في الجلسة الثانية حدث انخفاض دال احصائيا، وفى قياس ضغط الدم الانبساطي، لا توجد فروق دالة بين عينة الدراسة في درجات التحسن.

وفى نهاية الدراسة وضع الباحث مجموعة من التوصيات والرؤى المستقبلية، ثم اختتم الدراسة بتثبيت المصادر التي استعين بها في الدراسة.

وتحدثت الدكتورة ريم بن عثمان، المتخصصة في التغذية، عن علاقة الاكتئاب بالتغذيةـ وبينت أن “نوعية الأكل يمكنها أن تساهم في إنتاج حالات اكتئاب، كما أن الاكتئاب يمكنه أن يؤثر على طريقة الأكل ما يسبب أمراضا أخرى، وبمعالجة طريق الأكل ونوعيته يمكن معالجة الاكتئاب”.

وقالت أنّ “المنظمة العالمية للصحة تأكد إلي الفن وسيلة ناجعة جدا في علاج الاكتئاب، وكما أنه يمكّن من تقليص مدة إقامة المرضى في المصحات الخاصة بالأمراض النفسية، يمكن اعتمادها في تونس بالإمكانيات المتاحة”.

 

Related posts

للمرة الأولى منذ 15 عاما.. كتّاب السيناريو في هوليوود ينفذون إضرابا

مهرجان عودة السينمائي الدولي بفلسطين: الفيلم التونسي “نصف روح ” يتحصل على جائزة أفضل فيلم روائي قصير

root

الموت يفجع الفنان محمد منير