تحت عنوان “ونّاس خليجان: صديق السعادة”، احتضن مسرح الجهات بمدينة الثقافة “الشاذلي القليبي” مساء الخميس 10 أكتوبر 2024، أمسية ثقافية إحياءً لذكرى رحيل الفنان وناس خليجان، الذي وافته المنية في 22 جويلية 2024، واحتفاءً بأعماله الفنية الخالدة.
وانطلقت الأمسية بعرض فيلم قصير يوثّق لمسيرة الفقيد ونّاس خليجان المتنوّعة والثّرية، قبل أن يقدّم الأوركستر السمفوني التونسي، بقيادة كلّ من المايسترو كمال الفرجاني والمايسترو فادي بن عثمان والمايسترو شادي الڨرفي، باقة متنوّعة من أجمل الأغاني التي وزّعها الرّاحل على غرار “نيشابورك” و”البستان” و”يا زهر الليمون” و”le violoniste” وغيرها من المختارات.
وأثّث هذا العرض الفني كلّ من منير المهدي وهندة بن شعبان وسليم الجزيري وهيثم الحذيري ومهدي ذاكر ورحاب الصغير وندى محمود ومنجية الصفاقسي وأميمة الحوات بالإضافة إلى كورال “أصوات أوبرا تونس”.
ويذكر أن ونّاس خليجان هو مؤلف موسيقي ورسام ولد بمدينة بنزرت يوم 30 ماي سنة 1958 وتوفي يوم يوم 22 جويلية 2024 بتونس العاصمة، لحن عديد الأناشيد الدراسية باللغتين العربية والفرنسية منذ نعومة أظفاره وتحديدا خلال مزاولة تعليمه الابتدائي بالقطر الجزائري، كما دأب على كتابة مسرحية وتقديمها وأدائها خلال نهاية العام الدراسي كل سنة، واجتهد في ذلك تحت إشراف معلميه الذين كان جلهم من ذوي الجنسية المصرية والذين كانوا يلقبوه آنذاك بالأستاذ وناس.
ومنذ التحاقه بالمدرسة الثانوية بمدينة بنزرت، تميز الفقيد وناس خليجان عن سائر أقرانه بعديد الملكات التي عکست نبوغا مبكرا ولم تجعله تلميذا عاديا، إذ كان مساعدا لأستاذه المرحوم عبد المجيد المديوني مدرس مادة التربية الموسيقية بالمعهد وأستاذته السيدة تبان مدرسة التربية التشكيلية.
هكذا، منذ دراسته بالمرحلة الثانوية شرع الفنان وناس خليجان في إنتاج أول أعماله الموسيقية مثل أغنية “مدينة الحمام” وأغنية “الصرار والنملة” وهي من كلماته وألحانه. ثم انتقل سنة 1979 إلى تونس العاصمة لمواصلة تعليمه الجامعي والتحق بفرقة مدينة تونس للموسيقى العربية تحت إدارة الفنان محمد القرفي كعازف على آلة الكمنجة. وفي سنة 1982 التحق بالمعهد العالي للموسيقى، ومنذ ذلك الحين انطلق في نشاطه الفني بالتعاون مع ثلة من أصدقائه مثل حمادي العجيمي وفيصل القروي وحافظ مقني والهاشمي غشام وكمال الفرجاني الذي أسس معه أوركسترا البحر الأبيض للموسيقى.
كما تميز الفنان وناس خليجان بغزارة إنتاجه في مجال التأليف الموسيقي وتعامل مع عدة مجموعات وفرق موسيقية منها الأركستر السمفوني التونسي وفرقة تونس الموسيقى الصالون والمجموعة الأوركسترالية التونسية وغيرها …. كما ألف الموسيقى الركحية لعدة مسرحيات والموسيقى التصويرية لعدة أعمال في مجالات السينما والتلفزة والإذاعة.