ألقى رئيس الحكومة كمال المدّوري اليوم الخميس 05 سبتمبر 2024 بالمركز الوطني الصيني للمؤتمرات ببيكين كلمة تونس في الورشة المتعلقة بالحوكمة في اطار فعاليات المؤتمر رفيع المستوى لقمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي.
وأكد رئيس الحكومة في افتتاح كلمته أن هذا المنتدى أصبح تقليدًا لا غنى عنه لمناقشة التوجهات الاستراتيجية بهدف تعزيز التعاون الصيني-الإفريقي القائم على تحقيق المنفعة المتبادلة والاستدامة، من أجل بناء مجتمعات قادرة على التكيف مع الصدمات العالمية ومواجهة التحديات التي تواجهها دولنا وشعوبنا، معتبرا أن اختيار موضوع “التعاون لتعزيز التحديث وبناء مجتمع صيني أفريقي مشترك على مستوى عالٍ” يعكس الالتزام المشترك وغير المشروط تجاه الازدهار والسلام والتنمية المستدامة.
وأشار رئيس الحكومة أن تونس تؤمن إيمانًا راسخًا أن تحقيق الازدهار، يتطلب ارساء مؤسسات قوية والتي لا تكون كذلك إلا متى اعتمدت مبادئ الحوكمة والنزاهة والشفافية والمساءلة.
وذكّر في هذا الصدد أن تونس تخوض معركة ضد أوجه الفساد وتعزيز التوقي منه، كما أنها تدعو باستمرار المجتمع الدولي إلى تعزيز آليات التعاون في هذا المجال، بما في ذلك استرداد الأموال المنهوبة.
وشدّد كمال المدوري أن افريقيا، وفي ظل هذا السياق العالمي الذي يشهد اضطرابات في التوازنات الجيوسياسية الكبرى، وتفاقم بؤر التوتر والأزمات الاقتصادية المستدامة، مدعوة إلى تعزيز دورها كفاعل رئيسي في الساحة الدولية حيث تسود القوانين، وقيم التعاون والتضامن، مضيفا أن تونس مصمّمة على مواصلة طريق التشاور والتعاون بعزم، مع الاستفادة من التجارب وأخذ الخصوصيات الثقافية بعين الاعتبار، واحترام سيادة القرار الوطني.
وأكد رئيس الحكومة التزام تونس، كما أعلنه وأكد عليه فخامة رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد، بالعمل جنبًا إلى جنب مع جميع شركائنا وأصدقائنا لبناء مجتمع مشترك للمستقبل، وارساء نظام عالمي انساني جديد ينبني على قيم التضامن والرفاهية والسلم. مشددا، انه في إطار التعاون الصيني-الأفريقي، يمكننا تحويل رؤيتنا إلى مشاريع مشتركة وأعمال ملموسة مع احترام متبادل لقيمنا ومكتسباتنا.
وتوّجه رئيس الحكومة في ختام كلمته، باسمه وباسم الوفد الرسمي التونسي، بخالص عبارات الشكر والامتنان إلى فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ على المشاريع المجددة والقيّمة والقرارات التي أعلن عنها في خطابه التاريخي اليوم بمناسبة افتتاح منتدى التعاون الصيني الافريقي.