ألقى نبيل عمّار، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيّين بالخارج، صباح يوم الثلاثاء 28 ماي 2024، بمدرّج الحداثة بالمركّب الجامعي بمنّوبة، محاضرة بعنوان “السّياسة الخارجية التونسية: تكريس السّيادة الوطنية ومناصرة القضايا العادلة”، وذلك بدعوة من المعهد العالي لتاريخ تونس المعاصر، في إطار الاحتفال باليوم الوطني للدبلوماسية والذكرى 68 لتأسيس وزارة الشؤون الخارجية، وبحضور السيدة جهينة غريب، رئيسة جامعة منوبة، والسيد خالد عبيد، مُنسّق المحاضرة، والسيد هايل الفاهوم، سفير دولة فلسطين، ووالي منّوبة وثلّة من سفراء تونس السّابقين وعدد هامّ من الطلبة من جامعات منّوبة وسوسة وجندوبة والدّفعة الجديدة لكتبة الشّؤون الخارجية بالأكاديمية الدبلوماسية الدولية بتونس وثلّة من الإعلاميين وإطارات الوزارة.
وقد نوّه الوزير في مستهلّ محاضرته بالتواصل بين جيل الآباء المؤسّسين للدبلوماسية التونسية والأجيال المتعاقبة من الدّبلوماسيين الذين يتشاركون في نفس الثوابت والمبادئ المؤسّسة للسّياسة الخارجيّة التّونسيّة التي تُوجّه بوصلة السياسة الخارجية لبلادنا منذ فجر الاستقلال ومرحلة بناء الدولة الوطنية.
كما شدّد على أن الدبلوماسية التّونسيّة واحدة يرسم خياراتها رئيس الجمهورية وهي أداة تحقيق أهداف السياسات العامة للدولة وخطّ الدفاع الأول عن مصالح تونس الحيويّة ودعامة للسيادة الوطنية، مؤكدا أن تونس تثابر في التّعامل مع مختلف شركائها من منطلق الندّ للندّ وفي كنف الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة، بما يكفل خدمة مصالحها العليا والذود عن حقوق مواطنيها في الداخل وفي الخارج. وأشار إلى أهميّة الوفاق الوطني على الخطوط العريضة للسّياسة الخارجية وعدم الانزلاق إلى الاستقواء بالأجنبي واللجوء إلى الخارج عند الاختلاف، مؤكّدا في هذا السياق أن الأطراف الأجنبية تسعى لاختراق الجبهة الداخلية من أجل تحقيق أجنداتها ومصالحها.
وبيّن السيد الوزير كذلك أن تونس، التي استثمرت في تقوية دعائم السّلم في مُحيطها المباشر وفي بناء وتوطيد علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة، عملت دائما على توظيف رصيدها الإيجابي لنُصرة القضايا العادلة وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية وأن مواقفها المبدئية ثابتة متأصّلة لا تحكمها البراغماتية والمصالح الضيّقة والآنيّة، مُضيفًا في هذا السياق أن تونس لا تقبل التدخلات الأجنبية والوصاية عليها بذرائع الديمقراطية وحقوق الإنسان التي أثبتت حرب الإبادة الهمجيّة في غزّة والاستعمار العنصري الجاثم على الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 75 سنة زيفها وازدواجية المعايير لدى من يروّجون لها. كما أكد نبيل عمّار على الأهمية البالغة التي توليها الوزارة للإحاطة بالجالية وتعميق الصلة بالكفاءات التونسية بالخارج بوصفهم جزء لا يتجزأ من الشعب التونسي ورصيدا ثمينا من الموارد البشرية القادرة على إثراء المجهود التنموي الوطني ودعم مكانة بلادنا، مبرزا الجهود المبذولة للارتقاء بمستوى الخدمات القنصلية والرقمنة ومشيرا الى استعدادات الوزارة لتنظيم منتدى وطني للكفاءات التونسية بالخارج خلال الصائفة القادمة للتشبيك بين هذه الكفاءات وتعزيز مساهمتها في الجهود الوطنية للتنمية.
وفي النقاش الذي تلا المحاضرة، شدّد السيّد الوزير على أن تونس منفتحة على جميع الشركاء وترفض الاصطفاف في سياسة المحاور، وأنها مع تطبيق الشرعيّة والقانون الدولي على الجميع، دونما استثناء.