16 عاما من العمل كسفير لدولة قطر بتونس على فترتين الاولى من عام 2005 الى 2013 والثانية من 2016 الى 2024 جعل خلالها من العلاقة بين تونس ودولة قطر نموذجا يحتذى في التعاون ليس على المستوى العربي فقط بل على المستوى الدولي كذلك..
16 عاما من العمل في تونس جعلته الأعلى مكوثا في تونس بين كل السفراء على مر تاريخ بلادنا جعلت منه “تونسيا” مائة بالمائة تشبع بحبها فلم يبخل عليها باي جهد لتنمية الاستثمارات القطرية بها لتبلغ مستوى خياليا وصل الى 3200 مليون دينار موفرة نحو 2600 موطن شغل ، إلى جانب استثمارات في المحافظ المالية والبنوك والسياحة بقيمة 430 مليون دينار في 4 مشاريع ضخمة توفر 1000 موطن شغل .وبلغ فيها حجم المبادلات التجارية 70 مليون دينار بعد ان تضاعفت في فترة توليه رئاسة البعثة الديبلوماسية القطرية ببلادنا بنسبة 50 بالمائة.
كان هذا حصاد فترة 16 عاما من عمل سعادة السفير سعد بن ناصر الحميدي على راس السفارة القطرية بتونس كان خلالها رافعا لشعار وحيد هو السمو بعلاقات البلدين الى مستوى يحتذى به عربيا ودوليا وكان له ما أراد بعد ان تبوأت دولة قطر مركز الصدارة في الاستثمارات بتونس عربيا وحتى دوليا وصارت قطر الشريك الاقتصادي الأول لتونس. ولعل إشادة بلاغ رئاسة الجمهورية الصادر يوم الجمعة 24 ماي الجاري بعد لقاء الرئيس قيس سعيد بسعادة السفير سعد بن ناصر الحميدي بجهود في دعم وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين طيلة السنوات التي قضّاها ببلادنا، يقيم الدليل على قيمة ما قام به طيلة إقامته ببلادنا ونفس الاشادة برزت في بلاغ وزارة الخارجية حول لقاء الوزير نبيل عمار بسعادة السفير القطري يوم 21 ماي الجاري.
“السمو بعلاقات البلدين الى مستوى يحتذى به عربيا ودوليا” هذا الشعار تم تجسيده كما ينبغي وهذا البرنامج تم تطبيقه بإتقان وكفاءة عاليين لان سعادة السفير سعد بن ناصر الحميدي اشتغل في تونس بحب ومودة ولم يكن مجرد سفير عابر بل محب لتونس حيث طاب له المقام بيننا ليكون السفير الأكثر إقامة ببلادنا لمدة وصلت إلى حد الآن إلى 16 عاما بالتمام والكمال كانت مليئة بالعمل على مزيد تجذير علاقات تونس وقطر وتقوية عائداتها على الشعبين اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا ورياضيا وطبعا سياسيا.
لقد ظهر تميز سعادة السفير سعد بن ناصر الحميدي في تقوية العلاقات بين تونس وقطر من خلال صيانتها من أي عملية تشويش عليها وما أكثر تلك العمليات وإبطال كل محاولات الوقيعة بين البلدين الشقيقين ففي كل مرة تحاول جهة ما تعكير الأجواء عبر نشر الأكاذيب لعل أكثرها تداولا أن دولة قطر تدعم حزبا ما وليس تونس وأنها تسعى إلى السيطرة على الاقتصاد التونسي ليثبت سعادة السفير من خلال ما يتم الإعداد له من زيارات وما يتم إبرامه من اتفاقيات أن قطر تدعم تونس دولة وشعبا ولا تتعامل مع الأحزاب بما يتعارض مع الأعراف المنظمة للعمل الديبلوماسي وتواصل دعمها لتونس في كل الظروف والفترات حيث انطلق منذ عهد الرئيس الراحل بن علي وتواصل بعد الثورة مع الرئيس السابق المنصف المرزوقي ثم مع الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي وحاليا مع الرئيس قيس سعيد وليس أدل على ذلك من الزيارة التي أداها سمو الأمير إلى بلادنا في فيفري من عام 2020 والزيارة التي قام بها الرئيس قيس سعيد إلى الدوحة في نوفمبر من نفس العام وما تم اضافته في الزيارتين من دعائم لترسيخ العلاقات بين البلدين والشعبين إضافة الى الكم الكبير من الاتفاقيات المبرمة بين البلدين والتي كانت غير محددة في الزمان وكان لها عظيم الأثر على الاقتصاد التونسي ومست كل القطاعات وعملت على مساندة الدولة في الحد من البطالة عبر تمويلات صندوق قطر للتنمية الذي وصلت تمويلاته إلى 200 مليون دولار تم بها تمويل المشاريع الناشئة كما دعمت الدولة في تكريس دورها الاجتماعي عبر إنشاء مساكن للعائلات محدودة الدخل ليس فقط في العاصمة بل أيضا في الجهات الداخلية.
لقد كان لسعادة السفير سعد بن ناصر الحميدي دور مهم في تعميق العمل المشترك بين البلدين عبر تتالي لقاءاته مع المسؤولين التونسيين لمتابعة ما تم توقيعه من الاتفاقيات والمبادرات والتفكير في ما يمكن ان يزيد من متانة العلاقة لتظل الشراكة بين البلدين راسخة وثابتة وهو ما جعل المبادلات التجارية بين البلدين تتضاعف في السنوات الاخيرة بنسبة قاربت عن 50 % وستتضاعف بقوة حين يتم إنشاء الخط البحري بين تونس والدوحة الذي سيجعل المبادلات بين البلدين تصل الى مستويات تليق بقيمة علاقتهما وترابطهما وهذا الخط البحري هو فكرة من سعادة السفير سعد بن ناصر الحميدي وتحد كسبه حتى يسهل على المؤسسات التونسية والقطرية عمليات التصدير والتوريد لكل المنتجات بين البلدين في ظل الرغبة في إتاحة الفرصة للقطاع الخاص في تبادل الاستثمارات والشراكات للمضي قدما نحو مستقبل أفضل وآفاق أرحب للعلاقات الثنائية لمزيد الارتقاء بها.
لقد عمل سعادة السفير سعد بن ناصر الحميدي على ان يكون الدعم القطري لتونس نتاج رؤية وضعها سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني تضع علاقات تونس في اعلى سلم أولوياتها وهو ما عمل عليه و أكد عليه في كل لقاءاته مع الوزراء التونسيين معربا دائما عن استعداد قطر لمواصلة دعم تونس وتقوية الروابط الاقتصادية والاستثمارية والمصرفية والاجتماعية.
وبفضل ما بذله سعادة السفير سعد بن ناصر الحميدي من جهود وما اقترحه من مبادرات تبوأت دولة قطر مكانة متميزة كأول مستثمر عربي بتونس وأحد أهم شركائنا الماليين والاقتصاديين.
لقد عمل سعادة السفير على أن تكون العلاقة بين البلدين نموذجا في التعاون الناجح للطرفين على مختلف الأصعدة، وجعل العلاقات الراسخة في القدم متواصلة في الزمن بنفس القوة والمتانة وبفضل تدخلات وعمل سعادة السفير سعد بن ناصر الحميدي كانت دولة قطر تهب لدعم تونس في كل وقت تحتاجها فيه سواء عبر الودائع المالية البالغة إلى حد الآن 500 مليون دولار أو عبر القروض التي وصلت قيمتها إلى ما يزيد عن مليار دولار ورغم أن اجل سداد بعضها حان إلا أن دولة قطر في كل مرة تعيد تأجيل موعد التسديد وكانت قطر في الموعدلإسناد شقيقتها تونس في وقت ضاعت فيه الوعود بالدعم المالي لتونس سواء منها العربية او الدولية في مهب الإخلال بالوعود ووفرت الدعم المالي دون شروط مجحفة حتى لا تزيد في إثقال كاهل التونسيين ولم تنتظر مثل كثير من الدول تحسن تصنيفات تونس الائتمانية أو رضوخها لشروط مؤسسات الإقراض الدولية والإقليمية والقارية لان دولة قطر بفضل عمل سعادة السفير سعد بن ناصر الحميدي لم تنظر إلى تونس عبر مؤسسات التصنيف ولا تقييمات المؤسسات المالية بل فقط عبر رابط الأخوة في الدين والعرق.
عادل الطياري