قضت المحكمة الابتدائية في مدينة فاس المغربية بإدانة صاحبَي أغنية الراب “كبي أتاي” بسنتين سجناً نافذاً لكل واحد منهما، مع غرامة قدرها 500 درهم (نحو 50 دولاراً)، وذلك بتهمة “تحريض القاصرين على الدعارة أو البغاء، والتحريض على ارتكاب جناية أو جنحة بواسطة وسيلة إلكترونية تحقق شرط العلنية والمشاركة في ذلك”، كما طلبت المحكمة حذف الأغنية من موقع تبادل المقاطع يوتيوب.
وكانت “كبي أتاي” قد أثارت جدلاً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما انتقدها رافضون لكلماتها التي وصفوها بأنها مبتذلة وخادشة للحياء، بينما حققت ملايين المشاهدات عبر “يوتيوب”. وتقدّمت جمعيات حقوقية بشكوى ضد المشاركَين متهمةً إياهما بالتحريض على الاستغلال الجنسي للقاصرات، و”إخلال كلمات الأغنية بالحياء العام وإساءتها للمرأة”، بحسب الناقدين لها. في المقابل، لاقت الأغنية الانتشار في “يوتيوب” و”تيك توك” و”إنستغرام”، مازجةً بين إيقاعات من التراث الأمازيغي وكلمات مثيرة للجدل.
“كبي أتاي” بين التبرير والعقاب
قبل الحكم كان المغنيان قد ردّا على الانتقادات عبر مواقع التواصل بأن أغنيتهما لا تحرّض على استغلال القاصرات أو اغتصابهن بقدر ما هي رسالة تحذيرية للآباء مما قد يحدث لبناتهن. وبعد الحكم قال المحامي المغربي، محمد بن دكاك، في منشور عبر حسابه في “فيسبوك”، إن العقوبة كانت قاسية بالرغم من اعتباره أن الفعل الذي ارتكبه الشابان “جريمة لا تغتفر”، بحسب تعبيره.
وأوضح في منشوره: “بداية أعتقد أن العقوبة كانت قاسية، وعامان هي بصراحة كثيرة، وأتمنى أن يُخفّف الحكم عند الاستئناف، خصوصاً أن هذا مجرّد تسرّع وحماس البدايات”، مضيفاً أن “الفعل من الناحية القانونية جريمة لا تغتفر، والحبس لم يكن بسبب الألفاظ الخارجة، وإلا لسُجن كل مغني الراب، لكن تشجيع هتك عرض القاصرات بصريح العبارة، ولو في عمل فني غير مقبول، وأعتقد أن الغرب أيضاً لا يتسامح مع إدراج القاصرين وتشجيع البيدوفيليا في الأعمال الفنية”.
المصدر: العربي الجديد