تتواصل فعاليات المؤتمر الدولي حديث الروح الذي انطلق يوم الجمعة 19 أفريل 2024 ويختتم اليوم الأحد 21 أفريل 2024
وهو حدث تاريخي في العالم العربي للصحوة الروحية والتشافي الشمولي. جمع هذا الحدث التاريخي مشاركين ومتحدثين من جميع أنحاء العالم، متحدين جميعًا في سعي مشترك لتحقيق الإرتقاء الذاتي والصحوة الروحية.
لسنوات، اكتسب مفهوم التشافي الشمولي انتشارا في جميع أنحاء العالم، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تنظيم مثل هذا الحدث واسع النطاق في تونس، مما يفتح أبوابًا جديدة لنشر هذه المعرفة والتقنيات التي تهدف إلى تغذية العقل والجسد والروح
كانت أجواء المؤتمر النابضة بالحياة واضحة منذ الدقائق الأولى، مع محادثات ملهمة وتأملات موجهة، مما أتاح للمشاركين انغماسًا عميقًا في عالم الوعي والصحوة. شارك خبراء مشهورين في مجالات مثل الروحانية وعلم النفس والطب البديل والتغذية الحية والعلاج السليم واليقظة وفيزياء الكم بحكمتهم وخبراتهم، وفتحوا آفاقًا جديدة لأولئك الذين يسعون إلى التطور الذاتي.
إن الطاقة الجماعية لجميع المشاركين جعلت هذا الحدث استثنائيا. في عالم يتسم في كثير من الأحيان بالإنقسامات والخلافات،
كان مؤتمر “حديث الروح” بمثابة نقطة إلتقاء للأفراد من جميع المجالات زميادين الحياة، متحدين في رغبتهم المشتركة في خلق عالم أفضل، لأنفسهم وللإنسانية على حد السواء.
وخصص اليوم الأول لمؤتمرات تتوزع على أربعة محاور.
وهي الوحدة والارتقاء الروحي:
فتحت الجلسة الأولى لمؤتمر “حديث الروح”، بعنوان “وعي الوحدة والإرتقاء الروحي”، الأبواب أمام استكشاف عميق لوعي التوحيد وارتباطه الجوهري بالتطور الروحي. أدارت هذا الحوار فاطمة اللحياني، اخصاءية في حب الذات والصحوة الروحية بحضور الدكتورة ألفة يوسف من تونس و الدكتورة أحمد عبد العاطي من الإمارات وماستر ميسرة من مصر صلاح والدكتور نواف الشبلي ساركنا عبر الإنترنات من سوريا . كانت هذه اللوحة مهداً لحوار رائع حول طبيعة الوحدة الكونية والإرتقاء الروحي.
وقام المتحدثون بإرشاد الحضور في رحلة فلسفية، مستكشفين أسس الوعي التوحيدي ودوره في البحث عن الحقيقة والإدراك الروحي. وشددوا على الأهمية الحاسمة لتجاوز القيود الواضحة للفئات الذاتية والاجتماعية للوصول إلى رؤية أعمق للوجود، تتميز بالانسجام والتواصل مع الكون بأكمله.
وفي خضم المناقشات كانت مفاهيم الإرتقاء الروحي، وهو السعي الداخلي الذي يهدف إلى التغلب على القيود العقلية والعاطفية لتحقيق حالة من السلام الداخلي والإتصال بالوعي الكوني. وتبادل المتحدثون وجهات نظر ملهمة حول كيف يمكن لفهم الوحدة الكونية وقبول التنوع البشري أن يؤدي إلى التقدم الفردي والجماعي، مما يمهد الطريق إلى السعادة الحقيقية وتطور الإنسان
التشافي الطاقي و التحرير المشاعري
وأدارت الجلسة الثانية بشكل مشترك كل من دكتور فيروز بن عياد دكتورة في الصيدلة مدربة وعي وصحوة روحية ومعالجة بتقنية التنويم التراجعي الكمي وسونيا مفرج مع المتحدثين آرييل بيتي من الكاميرون، ونيكولاس بيلارتس من فرنسا، وشيراز ڤعيب من تونس التي شاركت عبر الإنترنت. اكتشف المشاركون أساليب مختلفة لتعزيز الرفاهية الشاملة. قدمت هذه المجموعة من الخبراء لمحة عامة متنوعة عن الأساليب المستخدمة لتعزيز التشافي الطاقي والتحرير المشاعري.
وتميزت الجلسة أيضًا بمداخلة رائعة من بيل دوغلاس، مؤسس اليوم العالمي للتاي تشي وتشي غونغ، الذي شارك رؤيته لمشروع التحول العالمي من خلال مقطع فيديو ملهم.
كما إكتشف المشاركون عمق الحياة في ما قبل الولادة مع مؤسسي “ولادة الإنسانية الجديدة” فرانسوا وجولي جيرلاند. لقد استكشفوا أعماق الحالات العاطفية اللاواعية واكتشفوا الأنواع الثلاثة من الذكريات حيث يتم تخزين جميع الصدمات، من أجل فهم تأثيرها على رفاهيتنا الحالية. وأوضح المدرب أحمد بن رحال تأثير الانفعالات المكبوتة على الجسم النشط والجسدي، مع سعيه لتشخيص هذه الإنسدادات الإنفعالية.
الوعي الجسدي والطب الشمولي
جمعت هذه الجلسة التي أدارتها سونيا مفرج، خبيرة في الغذاء الحي وبثينة مهدي، طبيبة الأمراض المعدية، طبيبين تونسيين هما الدكتور مراد قطاطة والدكتور علي خوجة اللذان قدما الأنديوبيوجيني الحيوي الداخلي والأنثروبولوجيا كمنهجين شاملين تجمعان بين العلاجات الطبية التقليدية والأساليب التكميلية. كالوخز بالإبر والعلاج الطبيعي والتأمل، وذلك بهدف علاج الشخص ككل. كما إكتشف المشاركون مبادئ النظام الغذائي المعيشي المتوازن مع الشيف الإيطالي جيلبرت كاسابوري المتخصص في التغذية الطبيعية والعلاجية، وتأثير ترددات 432 هرتز على الجسم ومساهمتها في الشفاء مع معالج الصوت ميشيل لا باجليا وأساسيات الجهاز التنفسي مع رافائيلا جالوبي.
فيزياء الكم والروحانية:
أما الجلسة الرابعة، التي أدارها الدكتور فيروز بن عياد ، فقد بحثت في العلاقة بين الروحانية وفيزياء الكم برفقة الكاتب نجيب القلال والفيزيائي عرفات قرقوري والباحث أمان الله العامري. لقد أحدثت فيزياء الكم، التي ولدت في بداية القرن الماضي، ثورة في إدراكنا للواقع، وكشفت عن عالم غالبًا ما تتحدى فيه قوانين الكون فهمنا البديهي. وهذا العلم، على الرغم من استخدامه على نطاق واسع في المجالات التكنولوجية والطبية، له أيضًا آثار ميتافيزيقية وفلسفية ثورية. إنه يفتح الباب لفهم جديد وموسع للكون، وبالتالي الإنضمام إلى التعاليم الروحية القديمة في رؤية مشتركة للعالم. أصبح هذا التقارب بين العلوم الخارجية والإستكشاف الداخلي واضحًا بشكل متزايد، مما يسلط الضوء على نهج جديد حيث تجتمع المادية والوعي معًا بإنسجام. وفي هذا الفضاء الجديد، لم يعد العلم يتعارض مع الروحانية، بل على العكس من ذلك، أصبح مرتبطًا بها، وبالتالي يقدم منظورًا أكثر ثراءً وشمولية لوجودنا ومكانتنا في الكون.