نظم مؤخرا، الفنان نور شيبة حفل توقيع كتابه “الحي يروح” الذي يندرج في خانة الشعر الغنائي حيث تضمن 22 أغنية كتبها ولحنها نور خلال فترة وجوده بالسجن ..
و حضر حفل التوقيع عدد هام من الصحفيين و المصورين وأهل الثقافة والفن والأدب والشعر، وقدمه الاعلامي برهان بسيس الذي تحدث عن هذه المجموعة الغنائية مؤكدا أن من حق أي مواطن أن يعبر عن مشاعره أو يروي تجربة خاضها بطريقته الخاصة ونور ارتأى أن يروي محنته وألمه شعرا غنائيا .
من جهته، تحدث نور شيبة عن الضجة التي أثارها مؤلفه حتى قبل صدوره، وتطرق في البداية إلى العنوان ” الحي يروح” واتهامه بسرقته من الكاتب فتحي بالحاج يحي الذي سبق وأصدر كتاب “الحبس كذاب والحي يروح” مؤكدا أن العنوان مستوحى من مثل شعبي ضارب في القدم ومتداول بين المساجين كما كشف أن العنوان الأولي للكتاب كان ” بطاقة إيداع” لكنه غيره بطلب من المساجين الذين اقترحوه عليه ولبى طلبهم مبينا أنه اتصل بفتحي بالحاج يحي ولقى منه كل التشجيع .
ولم يفوت نور شيبة الفرصة للحديث عن تجربته القاسية وما خلفته من ألم وقهر واحساس بالظلم مضيفا ان الكتابة كانت الوسيلة الوحيدة والمتنفس لتجاوز أزمته النفسية حيث كتب قرابة 100 أغنية اختار أن ينشر منها 22 كرمز للسنة التي تم ايقافه فيها .
تخللت حفل التوقيع فقرة غنائية، أدى خلالها نور مجموعة من الأغاني التي تضمنها كتابه والتي تروي قصته مع سجن المرناقية وأغنية عن الأم وثالثة عن اتهامه بترويج المخدرات وما رافق هذه التهمة من أكاذيب وشائعات…
“ما دونته في الكتاب واقعي.. و وراء كل أغنية حكاية”
و في حديث لـ”قبل الأولى”، قال نور: “تجربة السجن مؤلمة وقاسية و أنا أردت من خلال كتاب الحي يروح أن أتحدّث عن هذه التجربة و لا أدعي في العلم فلسفة و لست أديبا و لا كاتبا رغم أنني منخرط في المؤسسة التونسية لحقوق التأليف منذ 20 سنة كشاعر و لم أقل يوما أنني شاعر أو ملحن لكنني عشت وضعية لا أتمنى أن يعيشها أحد وكتبتها ليشعر بها الناس لأنهم يحبون الأشياء الواقعية، وما دونته في الكتاب كله واقعي وكل أغنية وراءها حكاية…”.
و أضاف محدّثنا: ” أنا لم أفعل ذلك لأضع نفسي مع كتّاب معينين بل كتبت “وجيعتي” و تجربتي، و اليوم قدمت مجموعة غنائية في كتاب رغم أنه كان بإمكاني تقديمها على قناة اليوتيوب لكن وجدت الكتاب صديق في السجن لأن الانسان في السجن مسلوب الحرية و مسموح له بأشياء معينة منها القراءة و أنا أردت أن أردّ الجميل للكتاب، و احتفيت به في زمن الفايسبوك و الانستغرام والتيك توك و أرجو من الناس أن يقرأوا الكتاب ثم يحكمون عليه …”
و في ذات السياق، قال: “في الحقيقة أنا سعيد بالضجة التي وقعت حيث هناك أناس مع و آخرين ضدّ و وجدت التشجيع من قامات كبيرة في الأدب و الفن في تونس مثل السيدة رجاء بن سلامة و المخرج الكبير المنصف ذويب و الدكتورة ألفة يوسف و أنا سعيد جدا بتشجيع هؤلاء القامات…”.
و ختم: “لماذا لا نشجع بعضنا و لا نشعر ببعضنا و أكررها لست كاتبا ولا شاعرا و لا أديبا بل أنا تلميذ تحدثت عن التجربة التي عشتها في كتاب و أدعو إلى قراءته، و أتوجه بالتحية للجميع ومن قال كلاما غير مناسب فهو مردود عليه…”
ريم حمزة
صور: رفيق بودربالة