أوضحت الجمعية التونسية لعلوم الفلك أن علم الفلك هو علم أكاديمي يدرّس في كبرى الجامعات العالمية ويهتم بدراسة الاجرام والظواهر خارج الغلاف الجوي للأرض ولا علاقة له بالتنجيم القائم على توقعات مزعومة لا أساس لها من الصحة.
ويأتي توضيح الجمعية تزامنا مع نهاية السنة وبداية السنة الجديدة 2024 وهي فترة تتهافت فيها وسائل الاعلام، على المنجّمين والعرّافين قصد التّكّهن بما تخفيه النّجوم والكواكب للسّنة المقبلة، ويتم تقديمهم كعلماء في الفلك.
وبيَن نائب رئيس الجمعية، هشام بن يحيى، في تصريح ل(وات) أن هذا الأمر يساهم في دعم الخلط لدى النّاس بين التنجيم وعلم الفلك، مشيرا الى ان علم الفلك هو دراسة الأجرام والظّواهر التي تنشأ خارج الغلاف الجوّي للأرض.
وأضاف أن التّنجيم هو فن استخدام المواقع الظّاهرة للنّجوم والظواهر الكونية والمجرّات والكواكب للتّنبؤ بأحداث مستقبلية وتأثيرها على الإنسان وهو ما يؤدّي إلى اعتقاد الناّس أن التّنجيم حقيقي وقائم على أساسيات ثابتة علميّا في الوقت الذي يعتمد فيه المنجمون على اراء لا اساس لها. فالعلوم الحديثة أثبتت أنّه لا علاقة لحياتنا أو لمستقبلنا بحركة النّجوم وبالتاّلي التوقّعات المزعومة لهؤلاء لا صحة لها سوى أنّها تعتمد على العوامل النّفسية للأفراد ومعتقداتهم متجاهلين أي دليل علمي يعارضها.
وبيّن علم الفلك شهد على مر العصور تطّورا كبيرا في حين حافظ التّنجيم على ذات التّقنيات البالية القريبة إلى الشعوذة أكثر منها إلى العلم كما ظل يعتمد ذات الكرة السّماوية الثابتة التي تعد اثني عشرة برجا في حين، إن المشاهدات الحديثة أثبتت أن الشّمس خلال مسارها الظاهري تمر من ثلاثة عشرة برجا وما إصرار المنجّمين على رأيهم ليس سوى تسهيلا لحساباتهم المخطئة.
واعتبر أن ضعف الشخصية للمتلقين وهشاشتهم النفسية يجعل بعض الاشخاص يعتقدون بهؤلاء المنجّمين زيادة على أن الإنسان يحب أن تكون حياته منسجمة مع ما يتمنّاه.
وبين بن يحيى أن التنجيم ظلّ سائدا إلى حدود القرن السادس عشر، بالرّغم من أن الانفصال الأوّل للتّنجيم عن علم الفلك كان خمسون سنة قبل الميلاد.
في المقابل أبرز أن هذا الاقتران ظلّ راسخا في أذهان البشر إلى حين ظهور العالم الفلكي الفيزيائي إسحاق نيوتن وإثباته أن سقوط الأشياء على الأرض والأجرام السّماوية تخضع لنفس القانون المسمّى بقانون الجاذبية الكونية وبالتّالي أسقط على المنجّمين فكرة ثبوتية الأشياء كما أثبت أن حركة الأجرام السّماوية تخضع إلى قوانين وثواب علميّة وبالتاّلي يمكن حساب مواقعها مسبقا دون أدنى خطأ.