أصدرت مجموعة Regards Palestiniens، بياناً، ردّت فيه على بيان صادر عن “سينما دو بارك”، متهمة إياها بفرض رقابة على عروض سينمائية، كان هدفها جمع تبرّعات لأهالي قطاع غزة، في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل.
وكانت صالات “سينما دو بارك” في مونتريال الكندية، قد تراجعت عن عرض مجموعة أفلام عن فلسطين للمخرجة اللبنانية جوسلين صعب (1948 ــ 2019)، علماً أن عائدات العرض تعود لدعم أهل غزة. ثمّ أصدرت بياناً اعتذرت فيها عن عدم تحذير الجهات المنظمة للعروض أي مجموعتي Regards Palestiniens وHors Champ عن الإلغاء بشكل مسبق.
لكن هذا البيان استفز الجهات المنظمة، وخصوصاً “ريغار باليستينيان (نظرات فلسطينية)” التي أشارت في بيان مضاد، إلى امتناع “سينما دو بارك” عن الاعتذار عن تمليحها إلى أن العرض سيسبب أعمال عنف “كما أنها لم تعتذر عن فرض رقابة فعلية على عرض فيلم وثائقي”.
وأضاف البيان: “يشكل إلغاء Cinéma du Parc لعرض، هدفه جمع التبرعات التضامني، لأعمال المخرجة الشهيرة جوسلين صعب سابقة خطيرة للرقابة الرجعية على الأحداث الثقافية والسينما في مونتريال. نحن نؤكد أنه في الوقت الذي يتم فيه إسكات الأصوات الفلسطينية، تلعب السينما دورًا حيويًا، وتوفر مساحة آمنة لنا جميعًا للالتقاء والتفاعل مع القصص والصور ووجهات النظر الأخرى، والمشاركة في حوار جماعي وشامل… ومن الأهمية الإشارة إلى أن عدم اعتذار (سينما دو بارك) عن ادعائها وجود مخاوف أمنية في حال استمرار العرض، يعني ضمناً أن العرض الثقافي الذي يتم تنظيمه تضامناً مع فلسطين ويحضره المجتمع الثقافي في مونتريال يحمل في طياته إمكانية تشكيل تهديد لسلامة الناس. وهذا ليس تشهيرًا وهجومًا فحسب، بل إنه يعطي أيضًا مصداقية للصورة النمطية القائلة بأن أي تعبير عن التضامن مع الفلسطينيين أو الدعوة إلى تحرير الفلسطينيين هو إلى حدٍ ما معادٍ للسامية وعنيف. هذه الصور النمطية هي بالتحديد مبررات الإبادة الجماعية الحالية للفلسطينيين”.
كذلك أشار البيان إلى أن “الشعار الذي استخدمناه كعنوان لعروضنا لجمع التبرعات التضامنية: (من النهر إلى البحر)، يدعو إلى حرية العيش بكرامة ومساواة للجميع: الفلسطينيين واليهود والعمال الأجانب واللاجئين”.
Regards Plestiniens مجموعة مقرها مونتريال تركز على تنظيم الأحداث السينمائية التي تعكس “التصورات المتعددة لفلسطين بالإضافة إلى الإبداع والمشاركة الفلسطينية”، بحسب ما تعرّف عن نفسها.
إلغاء عرض أفلام جوسلين صعب في مونتريال، يأتي في سياق أكبر من الرقابة المفروضة على مختلف الأعمال الفنية الفلسطينية حول العالم، منذ انطلاق العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
فقبل أيام قررت شبكة “إيه آر دي” (ARD) الألمانية الامتناع عن عرض فيلم “واجب” (2017) للمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر، الذي كان مقرراً اليوم الأحد. ونقل موقع ديدلاين الأميركي، الخميس الماضي، عن المنتج الألماني المشارك للفيلم تيتوس كرينبرغ قوله: “لقد حُذف الفيلم من جدول العروض. داخل الشبكة، قيل لنا إنه تقرر أن هذا ليس الوقت المناسب لعرض فيلم فلسطيني”.
سينمائياً أيضاً، أعلنت المخرجة الفلسطينية المقيمة في برلين، بسمة الشريف، انسحابها من مهرجان أمستردام الدولي للفيلم الوثائقي، احتجاجاً على انحياز إدارة المهرجان للاحتلال الإسرائيلي، وإصدارها بياناً اعتذارياً بعد رفع ناشطين يوم الافتتاح لافتة كتب عليها “من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة”. وسرعان ما أعلنت مؤسسة الفيلم الفلسطيني بدورها سحب كل أفلامها المشاركة في المهرجان للسبب نفسه.
المصدر: العربي الجديد