الجزء الثاني من حوار السفير : الحركة الصهيونية استثمرت في معاناة المواطنين اليهود في الحرب العالمية الثانية

في الجزء الثاني من الحوار مع سعادة سفير دولة فلسطين بتونس تحدّثنا عن الوضع الدولي و النظرة الفوقية لإسرائيل للشركاءه من الغربيين و شخص سعادة السفير الوضع الانساني لأطفال غزة و أبدى رأيه أيضا في الخطاب الرئيس لرئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد .. بالإضافة إلى محاور شيقة أخرى .
” 30 في المائة من الجيل اليهودي الصاعد يرفض ان تسميه يهودي أمريكي ويقول لك انا أمريكي يهودي لا علاقة لي بالحركة الصهيونية ولا بإسرائيل وهذا يجب أن نستثمر فيه ونجعله استراتيجيتنا “

حاورته : آسيا توايتي

برأيكم هل هناك قدرة للسلطة الفلسطينية على استلام زمام الأمور في غزة ما بعد الحرب؟

نحن لا نسعى إلى استلام الأمور أو عدم استلامها، نحن نسعى لاستعادة الحق الفلسطيني بكل إمكانياته.

وحدتنا في قوة، القضية ليست سلطة، أو سلاح أو خطاب فقط أو مبادرات، نحن علينا أن نراكم جهودنا في إطار وحدتنا لتحقيق الهدف السامي الذي هو فوق كلّ الاجتهادات وهو تحرير فلسطين: إذا كنا سنسعى للكرسي، سوف ننسى هدفنا الأساسي.

علينا إذا توحيد قدراتنا الناعمة والخشنة في إطار تحقيق الهدف الأساسي الذي هو تحرير فلسطين ونعرف أنعه تحرير فلسطين بالأساس قبل الكرسي وقبل الفصيل وقبل الحزب. فلسطين هي الأساس والشعب الفلسطيني هو من سيقرر وفي إجماع أنّ الممثل الشرعي والوحيد الذي عليه أن يجمع كلّ الفصائل، المقاومة الفلسطينية بكافة أشكالها النضالية، العلمية، البحثية، الديبلوماسية… في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وهذا هو المطلوب إلى حين تحرير فلسطين.

إسرائيل تسعى لبث بذور التقسيم فيما بيننا وشكلوا وحدات خاصة لمهاجمة الأطراف بعضها ببعض.

بكى مدير عام وزارة الصحة في غزة الدكتور منير البرش، على إثر حادثة نهش الكلاب للجثث الفلسطينية في المستشفيات ووصف الوضع بالخطير، وتمّ قتل الآلاف من الأطفال وضرب سيارات الإسعاف ولا ننسى مستشفى المعمداني ومستشفى الشفاء، ألا ترى أنّ هناك نية حقيقية واضحة للقضاء على الفلسطينيين أحياء وأمواتا؟ ماذا نسمي هذا؟ 

لقد كشفوا عن حقيقتهم، في إطار فكرهم العميق المبني على الحقد والكراهية للآخر والتخلص من الآخر، عملية الاستئصال والتهجير هدفهم تدمير غزة بالكامل وهذا في إطار مخططهم لتغيير خارطة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

يريدون أن يدخلوا معنا شركاء في حدودنا الترابية وليس صدفة عندما قال نتنياهو أن هؤلاء جنود عندنا وهذا يظهر حالة الاهتزاز النفسي داخله، الآن عندما بدأوا يلعبون دور نحن الأقوى.

وهذه ليست طاقة بشرية بل حركة هدامة، الحركة الصهيونية استثمرت في معاناة المواطنين اليهود في الحرب العالمية الثانية في الساحات الغربية في روسيا القيصرية واستثمروا فيها لتطوير : استخدموا المواطنين اليهود كحطب لاستراتيجية الهيمنة و الآن هناك جزء كبير من المواطنين اليهود في أمريكا، في أوروبا بدأوا يعوا مخاطرها على أبناءهم وأحفادهم : في بريطانيا أكبر مظاهرة في تاريخ بريطانيا : شارك مواطنون بريطانيون في المظاهرة دفاعا عن الحق الفلسطيني وهي في الواقع دفاعا عن مستقبل أبناءهم : إذا كلّ هذا يجب أن يتطور ويتبلور ويتحول إلى خطط ورؤى وإنجازات ليكون هناك مصداقية بيننا وبين أنفسهم هنالك تحولات مفصلية علينا أن نعي بها .

الانسان بدأ يشعر بالتحولات المفصلية ومجرّد بداية الشعور أنه فقد إنسانيته هي نقطة البداية وكل هذا بسبب الطفل الفلسطيني.

هناك تحولات يجب ان نستثمر فيها إيجابيا ولا نقع في مطبات الألغام السامة. علينا أن ننشئ أجيالنا على هذا الحق الفلسطيني حتى نتعلم الدفاع عن حقوقنا.

القانون الدّولي الإنساني واضح في قراراته (المادّتين 18 و 19) والقرار رقم 8 في المحكمة الجنائية الدّولية التي تدين كلّ ما تقوم به إسرائيل اليوم ولكنها رغم ذلك تتمادى إسرائيل، برأيكم لماذا؟

هي حالة الغرور، وأنهم يعتبرون أنفسهم خارج القانون، هم صنعوا القانون نتيجية استثمارهم في المآسي القديمة، وهذا يطبّق عليهم وحدهم، فحتى في الوصايا العشر لسيدنا موسى يطالبون بتطبيقها فقط على اليهودي ولكن بإمكانك أن تقوم بعكسها على الأغيار وكان السرقة للأغيار خاطئة وهذا فهم خاطئ ومدمّر للإنسانية وهذا يدفع في إطار دفع ثمن غالي جداّ على الإنسانية.

إذا أنا كنت ضحية فكرهم اليوم فأجيالهم القادمة ستكون ضحايا النظرة الفوقية غدا، وهذا جزء من المواطنين في العالم، 30 في المائة من الجيل اليهودي الصاعد يرفض ان تسميه يهودي أمريكي ويقول لك انا أمريكي يهودي لا علاقة لي بالحركة الصهيونية ولا بإسرائيل وهم أكثر المدافعين من النويات الصلبة التي تدافع عن الحق الفلسطيني. هم يريدون تحويل هذا الصراع إلى صراع ديني.

هو ليس صراع ديني هو صراع استعبادي. الحق أمام الباطل، وعن شاء الله الحق سينتصر، فلسطين في الواجهة لمجابهة هذه الاستراتيجية الاستعبادية المبنية على نهب الآخر.

من استراتيجية إضعاف الشعب من الداخل إلى استراتيجية مراكمة الحلول واحترام الآخر وتطوير معادلات الرابح رابح: دخلنا مسار مواجهة مع الطبيعة، الطبيعة أصبحت عدوة للإنسان في ما يتصل بالاحتباس الحراري والتغيرات المناخية. كل ذلك بسبب الاستراتيجيات لفئة لا تتعدى واحد  في المائة، النواة الصلبة) يخدمهم 3 في المائة كمسييرين لأفكارهم و 95 في المائة باتوا يعانون من نتائج هذا المسار، إذا لماذا لا نستثمر في الواحد في المائة في إطار توعيتهم، حينها ستنقلب المعادلة رأسا على عقبّ. سنتحول من الحديث عن الصراعات إلى الاحترام المتبادل والعلاقات الإنسانية بما سيوفر لنا السعادة أكثر من كلّ أموال الدنيا: التواضع واستعادة المشاعر الإنسانية يخلقان العيش المريح بينما الآخر لا يستطيع أن ينام ساعتان في الليلة نتيجة قلقه وفقدانه لإنسانيته و كلّ مكاسبه هي عبارة عن أرقام في حواسيب وأجهزة كمبيوتر ولذلك.أماّ بالنسبة للفلسطينيين إذا نظرنا إليهم كشعب مظلوم فقط فلن نستطيع مساعدتهم.

 

Related posts

افتتاح أشغال الندوة الوطنية تحت شعار “الاستثمار للتونسيين بالخارج: الطرح المؤسساتي

Ra Mzi

وزير الخارجية يستقبل سفيرة جمهورية السنغال بتونس

Ra Mzi

اليوم: أمطار غزيرة بعدد من الجهات

Na Da