لمياء الشافعي: المديرة التنفيذية لمؤسسة التعليم من أجل التوظيف :
“نعوّل على الذكاء لتحسين المردودية”
مهندسة شبكة، بالأساس منذ سنة (1993 قرابة 30 سنة)، جل تجربتها في قطاع تكنولوجيا الاتصال والمعلومات من خلال الوكالة التونسية للأنترنت، اشتغلت على ملف التجارة الالكترونية وملف انترنت الجيل السادس، ثم التحقت بالوكالة الوطنية للمصادقة الالكترونية التي تعمل على المصادقة والامضاء الالكتروني وتأمين المعاملات الالكترونية كمديرة عامة.
وواصلت الاهتمام بالمجال التقني بشغف خاص، ثمّ عادت إلى الوكالة التونسية للأنترنت بصفتها مديرة عامة ثم التحقت بكتابة الدولة في وزارة تكنولوجيا الاتصال والمعلومات واهتمت بتطوير السياسة العمومية للوزارة في ما يتصل بالإنترنت والإعلامية واشتغلت على عديد البرامج صلب الوزارة والاقتصاد الرقمي و التجديد الرقمي إلى جانب اشتغالها على مهارات تطوير القدرات البشرية في مجال التكنولوجيات الإعلامية، اشتغلت أيضا بوزارة التكوين المهني والتشغيل وعملت على الموائمة بين تكنولوجيات المعلومات وسبل استغلالها في مجال التشغيل ومشاريع التعاون بين القطاعين العام والخاص.
اشتغلت على عديد البرامج في هذا الصدد في إطار دفع التشغيل ـ وللإشارة فقد كانت بدايتها في القطاع الخاص ثم عادت إليه من باب نشاطها صلب المجتمع المدني بضفتها مديرة عامة لمنظمة التعليم من أجل التوظيف.
حوار: آسيا توايتي
تساهمون بشكل أو بآخر في إذكاء الوعي بشأن الاقتصاد الرقمي في المنطقة العربية وفي تونس تحديدا، أي دور للاقتصاد الرقمي اليوم في بناءات مجتمعات ذكية؟
الاقتصاد الرقمي مجال استراتيجي اليوم، ونحن اليوم نعايش ثورة تكنولوجية على جميع الأصعدة وللتحول الرقمي تأثير كبيرة على جل هذه القطاعات.
خصوصا وأنّ التنبؤات تشير إلى سرعة نمط التطوّر مقارنة بما نعيشه حاليا وهي فرصة لتونس لمحاولة التقدّم بمختلف المجالات.
أعتقد جازمة أنّ ثروة تونس الحقيقية تكمن في قدراتها البشرية، لدينا طاقات شابة ماهرة جدّا والدليل أنّ شبابنا سريعي التأقلم في كافة المجالات وفي جميع البلدان خارج تونس وهو قادر على فرض ذكاءه ومكانته والاقتصاد الرقمي يعولّ بالأساس على الذكاء البشري.
عندما نتحدّث عن الاقتصاد، فنحن هنا لا نتحدث فقط عن مجال تكنولوجيا المعلومات أو عن المؤسسات التي تشتغل على تطوير البرمجيات وإنما أيضا عن مجالات تطبيقها.
لديّ مثال على ذلك هناك قطاع استراتيجي هام جدّا وهو قطاع الصناعات وكذلك القطاع الفلاحي، هناك تحدّيات كبرى بسبب التغيرات المناخية، وبفضل تكنولوجيا المعلومات هناك طرق ناجعة لترشيد استغلال المياه مثلا، و لكيفية تحليل جودة التربة. هناك العديد من التطبيقات: استغلال الطاقات البديلة
نعوّل على الذكاء لتحسين المردودية ومواكبة المواصفات الدولية في ما يتصل بالتصدير باعتبارنا بلد مصدّر أو في غيرها من المجالات، هناك أيضا مجالات أخرى كالصحة والسياحة يمكن الاعتماد فيها على تكنولوجيا المعلومات.
ونحن نعيش زمن الأمراض المتجددة ولم نبتعد كثيرا عن مجابهة كوفيد 19، وبما أنّك تحدّثت عن قطاع الصحة، كيف يمكن الاستفادة من التحول الرقمي في هذا القطاع ؟
أعطيتِ مثالا مهمّا جدّا، بالطبع يمكن الاستفادة من قطاع تكنولوجيا الاتصال والمعلومات والاستفادة منه في قطاع الصحة عبر تقنيات المحاكاة، باستخدام التقنيات الحديثة المتاحة للمحاكاة الطبية والواقع الافتراضي. وفي تحليل الفيروس والأمراض الناشئة والمستجد والتشخيص المرضي ومتابعة ملفات المريض : هناك شركات ناشئة وقع استغلال تطبيقاتها على مستوى عالمي.
التحول الرقمي، وترحيل الشركات من البنية التحتية القائمة على أجهزة الكمبيوتر المحلية إلى الحوسبة السحابية، مفاهيم جديدة نوعا ما على المجتمع التونسي، برأيك هل نحن قريبون من الاندماج في هذا السياق العالمي؟
سأنطلق من مجال عملي في المنظمة غير الحكومية، مؤسسة التعليم من أجل التوظيف، نحن هنا نستعمل الحوسبة السحابية في جميع معاملاتنا وعملنا ككلّ.
الحوسبة السحابية ضرورية جدّا للمؤسسات الصغرى والمتوسطة وهي ناجعة بالفعل، لا نحتاج لتكلفة باهضة لاستغلالها. دون نسيان أهمية سلامة المعلومات وسرية المعلومات الخاصة وتأمين المعلومات.
المنوال الاقتصادي يتطلبّ منا مواكبة هذا القطاع لمصلحة مؤسساتنا، والمنشئات الصغرى
ألا ترين أن ضعف اعتمادنا على هذه المفاهيم جعلنا نوعا ما بعيدين عن استخدام هذه البيانات الرقمية في ما يتصل بذكاء الأعمال وفي مجال الأعمال تحديدا؟
سأتحدّث هنا أيضا عن عمل منظمة التعليم من أجل التوظيف المشترك مع المؤسسات الناشئة بشأن مشاريع تركّز على مجال تكنولوجيا الاتصال.
المؤسسات الناشئة لها خصوصية الاشتغال على مثل هذه المشاريع وجلها يركّز على مواضيع استغلال الذكاء الصناعي والحوسبة السحابية، نشتغل حاليا على مستوى جرجيس وجل المؤسسات المتواجدة هناك تنحو في اتجاه تطوير هذا المجال.
بالنسبة للمؤسسات الصناعية والكبرى تتجه نحو ادماج القطاعين التكنولوجي والصناعي.
وللإشارة قمنا الأسبوع الفارط بتكريم ثلة من الشباب المشارك في دورات تدريبية في هذا القطاع بالتعاون مع وزارة تكنولوجيا الاتصال وبدعم من المؤسسة الألمانية التعاون الدولي، هناك تعاون كبير بين مختلف الأطراف في ما يتصل بالتحول الرقمي ومشروعنا يندرج في هذا الإطار.
هناك مؤسسات عالمية منتصبة في تونس على غرار شركة “تي لي بارفرمنس” تشغل أكثر من 7500 شاب لها تقريبا 6 فروع وهي تعتمد على تكنولوجيا المعلومات والعمل عن بعد وعلى غيرها من التقنيات المتطورة لإدماج الشباب في سوق الشغل، إلى أّي مدى يساهم وجود هذه الشركات في تونس في دفع عجلة الاقتصاد من ناحية والترويج للتحول الرقمي من ناحية أخرى؟
هذه الشركات تعطي فرصة للشباب العاطل ن العمل أو الباحث الجديد عن شغل وهي تقوم بتكوينهم في مجال سلوكيات العمل (soft-skils) وطرق التعامل مع الحريف وهي انطلاق لتكوينهم في فرص إضافية جديدة.
نطمح لوجود مؤسسات لديها إضافة على العائدات وهناك أيضا الأقطاب التكنولوجية كقطب سوسة التكنولوجي وقطب الغزالة ومنوبة وقابس وسيدي ثابت وبرج السدرية ومدنين وقفصة جندوبة والمنستير … والتي تحتوي على مؤسسات تقوم على البحث والتطوير بما يؤكّد أنّنا في تونس بصدد مواكبة الأحداث.
نحن في تونس لدينا حوافز جيدة لهذه المؤسسات التي تشتغل على صعيد عالمي. ولكن لابدّ لنا من فهم أنّ هذه المؤسسات موجودة في تونس لأنّ الظروف مهيئة لها ولكن يمكنها أن تنسحب في أيّ وقت إذا وجدت سوقا أفضل.
خلق فرص العمل للشباب التونسي بالمناطق المهمشة، من بين أهداف منظمة التعليم من أجل التوظيف وقد ساهمتم على مدار السنوات الماضية في تكوين نسب مهمة من الشباب، هل لك أن تحددي لنا القطاعات المستهدفة وأمثلة واقعية عن نجاح هذه التجربة؟
صحيح، اشتغلنا صلب المنظمة على تقديم برامج تقوم على تكوين وإدماج شباب في الشغل وكان التكوين بالأساس صلب حاجيات سوق الشغل، لذلك قمنا بدراسات قطاعية وأيضا جهوية حول ماهية القطاعات التي تقدّم فرص شغل أكثر بحسب خصوصيات الجهات.
اشتغلنا على موضوع تكنولوجيا الاتصال والمعلومات بوصفه قطاع استراتيجي وقد ذكرنا منذ قليل الصناعات الغذائية وقطاع صناعة السيارات وقطاع الصحة وتمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة. وقطاع التوزيع لدى المغازات وكل المؤسسات التجارية المثيلة.
وللمعلومة فتحنا مكتبا في جرجيس لنقترب أكثر من المؤسسات في الجنوب التونسي، وخاصة في فضاء الانشطة الاقتصادية بجرجيس وهو مركز يحتوي على “سمارت سنتر”