طاهر الشيخ: لا نريد منكم أن تحاربوا ولكن نريد موقفا موحّدا يخرج من السعودية”

طاهر الشيخ كاتب فلسطيني

حوار: آسيا توايتي

تلتقي صحيفة قبل الأولى اليوم مع طاهر الشيخ (كاتب وصحفي فلسطيني مقيم بتونس)

المناضل الفلسطيني منذ السبعينيات في صفوف الثورة الفلسطينية، شارك في معارك كثيرة في جنوب لبنان وخاصة في معارك الاجتياح الاسرائيلي في عدد من قرى ومدن جنوب لبنان.

شارك في معارك الدفاع عن الثورة الفلسطينية إبان الحرب الأهلية في لبنان وفي معارك الصمود عام 1982

كان مقربا من القيادة الفلسطينية، حاليا مقيم بتونس، انتقل الى تونس بعد ذلك مع القيادة الفلسطينية وواصل العمل في الاعلام الفلسطيني.

بصفتك ابن فلسطين  وربوعها ومناضل قديم  ماهو تعليقك على ما يحدث في غزة منذ 7 أكتوبر 2023 وخاصة على ردود الفعل العربية والدولية؟

ماحدث في قطاع غزة  منذ 7 أكتوبر مهم جدا خاصة للقضية الفلسطينية، لأن العدو الصهيوني يماطل ففي موضوع المفاوضات من أجل إقامة السلام و من أجل إقامة دولة فلسطينية ، منذ سنوات يقوم نتنياهو بالمماطلة في تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها بين الرئيس والزعيم ياسر عرفات وإسحاق رابين ، رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت ، وصولا إلى انّ نتياهو شخصيا في الأمم المتحدة في شهر سبتمبر ألقى خطابا ، نفى فيه أن يكون هناك دولة فلسطينية أو شعب فلسطيني و كأنه لا وجود للشعب الفلسطيني في الخريطة، إذا فإن كل هذه العوامل تراكمت منذ سنة 1994 حتى يومنا هذا بالإضافة إلى ما نراه يوميا في القدس من قبل المستوطنين من تهويد لمدينة القدس ومحاولات الاستيلاء على المسجد الأقصى بما أدّى إلى الانفجار الهائل في الذي بدأ في التجلي في 7 أكتوبر .

وللتذكير ، ماضيا كان هناك وعدا من الاتحاد الأوروبي، الذي لا يفعل شيئا، عندما وعد الزعيم ياسر عرفات  سنة 1999 في نهاية المرحلة الانتقالية و النهائية عندما قال عرفات في خطاب له ” سوف أعلن الدولة الفلسطينية من جانب واحد”  لأنّ الاتفاقيات تنص على ذلك فتدخل الاتحاد الأوروبي في ذلك الوقت وطلبوا منه التمهّل سنة واحدة و أصدر في ذلك الوقت بيانا سمّي “بيان البندقية” أمضوا عليه جميعا، وقالوا حرفيا أنه بعد عام من اليوم سوف يكون هناك دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران / جوان 1967 “ولا يحقّ لأي أحد أن يرفع في وجهها الفيتو.”

كلّ هذا التاريخ ولايزال الشعب الفلسطيني صابرا يتعرض للمعتقلات، الأسرى الفسلطينيون في سجون الاحتلال منذ 1999 وكان من المفترض أن يتم الافراج عنهم طبقا للاتفاقيات التي تم التوقيع عليها مع هذا العدو الصهيوني.

إذا فقد وصلنا إلى مرحلة لن يكون فيها سوى الانفجار وهذا الانفجار هي نتيجة طبيعية لكل ما مر وسبق.

إذا فهذا الانفجار هو نتيجة للتنكر للوعود المقدّمة من قبل الاتحاد الأوروبي ومن غيرها من القوى و الرؤساء الغربيين؟

بالضبط هذا الانفجار، هو وليد عديد التراكمات، ولا ننسى التهديد الذي صدر عن وزير التراث الصهيوني بضرب قطاع غزة بالقنبلة النووية، برغم كل المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة من استعمال أسلحة محضورة وقتل أطفال ونساء ومخالفة العرف الدولي ولازالت تهدد بالقنبلة النووية.

نريد تعليقك أيضا، بصفتك صحفي وكاتب فلسطيني على ردود فعل الإعلام الغربي الذي في جزء كبير منه كان ينشر أخبار زائفة ومغلوطة حول النسب والضحايا من المدنيين؟

الاعلام الغربي منحاز ونحن نعرفه منذ سنوات عديدة ولكن هذا الانحياز انفضح في معركة طوفان الأقصى، هم حاولوا مساندة الإعلام الصهيوني. ويقدّمون أكاذيب حول قتل رجال وأطفال ونساء ثم انكشفت هذه الحقائق، الإعلام الغربي في موقف صعب جدا لدرجة ان بعض الصحف سحبت ما كتبته وما قدّمته من أخبار زائفة.

في بداية الأحداث أخرج الإعلام الصهيوني صورا لأطفال وقال أنّ رجال القسام قد ذبحوهم ولم تكن معلومتهم مؤكّدة بشواهد وما إلى ذلك، نيويورك تايمز وغيرها من الصحف التي نشرت أخبارا زائفة، ذهبت وراء الدعاية الإسرائيلية وأنزلت هذه المعلومات ثم سحبتها مرة أخرى ّ.

هناك من روجوا لأعداد مغلوطة للشهداء  والجرحى فالأجهزة المعنية في قطاع غزة بلا أسماء، بل وأكثر من ذلك قالوا ليست هذه الأرقام نهائية و أنّ الأجهزة المعنية في قطاع غزة تضاعف الأرقام و تروج لأرقام مغلوطة، غيرأن الأجهزة أخرجت لهم قائمة بلا أسماء وتم نشرها على كافة المواقع.

أنا أعطيك اليوم معلومة جديدة هناك 2200 شهيد تحت الركام، جسمياُّ لم تخرج حتى الآن، ليس هناك إمكانيات لإخراجهم. يعني إذا أضفنا أنّ عدد الشهداء قد وصل إلى مايقرب 10 آلاف شهداء، وهذه إحصائيات رسمية.

أنا على تواصل مع أصدقاء لي في قطاع غزة موجودين في الخارج، يؤكّدون لي هذه المعلومات الأساسية ومن بينهم من كان لديه كهرباء ووقود ويحاول مساعدة الجيران من حوله وهو يؤكّد لي هذه المعلومات التي يتم نشرها رسميا.

الموقف الغربي من الأحداث موقف سيء للغاية ومنحاز.  إسرائيل قصفت سيارات إسعاف كانت تنقل جرحى وأوقفت نقل الجرحى إلى الجانب المسعف.

الهلال الأحمر طلب، أن يقوم الصليب الأحمر الدولي بمرافقة سيارات الإسعاف التي تنقل الجرحى إلى المستشفيات.

أستاذ طاهر، لاحظنا غياب غير مبرَّر لمواقف المنظمات الدولية التي لها شرعية التدخلّ والتي لم تبدي رأيها في التجاوز الصّارخ للمعاهدات والاتفاقيات الدولية، لحقوق الطفل ومعاهدات السلام  وغيرها ؟ هل إسرائيل قوية إلى درجة أنّه من الصعب ردعها بناءا على القانون الدولي الإنساني مثلا؟

القانون الدّولي الإنساني واضح في قراراته، المادّتين 18 و 19 و القرار رقم 8 في المحكمة الجنائية الدّولية التي تدين كلّ ما تقوم به إسرائيل اليوم، و لكن فعلا، ليس هناك تحرّك حتى الآن من بلدان تسميّ نفسها قوى عظمى ، لا تحرك ساكنا و لاتحاول  الضغط على إسرائيل بشكل واضح، لأنّ هناك مؤامرة كبرى ،اسمها مؤامرة التهجير القصري للفلسطينيين و هو اتجاه قديم منذ حكم أوباما : تهجير أهالي الضفّة الغربية إلى الأردن.. هذا المشروع القائم ولكن بفضل المقاومة أعتقد أنّ هذا المشروع قد فشل .

وبالنسبة للموقف العربي نحن ننتظر الآن القمة العربية بالسعودية يوم 11- نوفمبر، أن تخرج بموقف عربي موحّد، و انا أقول لا نريد منكم أن تحاربوا ولكن نريد منكم أن تتخذوا موقفا عربياّ موحّدا في حدّها الأدنى (وبلكنة فلسطينية غاضبة يضيف،متأثرا)  شايفة أدّيش مطلبنا سهل “، لا نريد أن يكون هناك محاور إقليمية .

سؤالي في هذا المستوى، هل تعتقد أن موقفا كهذا قد يبثق من قمة تقام  بالسعودية ؟

أرجو ذلك نحن نعتمد على الدول الصديقة، والشقيقة والدول الحليفة للقضية الفلسطينية كثيرة، نتمنى فعلا من هذه الدول أن تضغط للخروج بموقف موحّد لوقف هذا النزيف وهذا العدوان على أهلنا في فلسطين، لا نريد حربا .

تحدّثت منذ قليل عن تهجير الفلسطينيين، وأعتقد أنّك هناك بصدد الحديث عن مشروع خفي، ناقشته إسرائيل مع الأردن لبناء جسر كبير، ينطلق من الأردن نحو الضفة الغربية؟

تقريبا، ولكن أريد أن أوضح  أنّ  الأردن  غير مشارك في هذه المؤامرة و موقفه كان واضحا .

هذا المخطط بدأ أيام الرئيس السابق أوباما و كانت تنصّ على أمرين، سأشرح بالتفصيل هذه المؤامرة: في سنة 2011 قرر خيرت الشاطر و جون ماكين ) الكنغرس الأمريكي إقامة حزام في سينا بمساحة 600 كلم ووقّعت هذه الاتفاقية آنذاك وتمّ توقيع الأحرف الأولى على الشركات التي سوف تساهم في هذا المشروع لإقامة مساكن لأهالي قطاع  غزة في هذا الشريط ، في صحراء سيناء ولكن و الحمد لله أنّ المشروع  أفشِل المشروع عندما قام الرئيس المصري بالقضاء على الإخوان المسلمين وأعوانهم .

أماّ بالنسبة للأردن لمن لا يعرف أنه في الفترة الأخيرة أوّل ما بدأت عملية الأقصى، أبدت موقفا واضحا وقالت بالحرف الواحد أنّ تهجير أهالي الضفّة الغربية هو إعلان حرب.

نحن بحاجة حقيقية لهذه المواقف ومواقف موحّدة.

سؤال أخير لنختم هذا اللقاء، ونحن بصدد الحديث عن المواقف العربية و الدولية وموقف الإعلام الغربي  وعن القانون الإنساني و الاتفاقيات الدولية : برأيك من هو إن شئنا القول ، منقذ فلسطين؟ هل هي مثلا  المقاومة ؟

أنا أقول لكِ أنّ عملية طوفان الأقصى هي “رأس الحربة” ، لما سوف يأتي بعدها .

انطلقت عملية طوفان الأقصى دون أهداف محددة ، وهي تبييض السجون و المعتقلات الصهيونية ، يعني الإفراج عن الأسرى ، ولكن تطوّرت العمليات و المواقف الإقليمية و المواقف الدّولية باتجاه تسخير هذه الحالة التي حدثت في 7 أكتوبر لأحداث أبعد من ذلك .

إذا أخذنا العملية، مبرّرا لتنفيذ مخطط أكبر، فشل أيضا، المخطط الإقليمي الدّولي قد فشل، هذا أولا .

ثانيا :  لا نعرف متى تنتهي المعركة لأنّ هذا  قرارا أمريكيا لوقف العدو على غزة ، شعبنا يدفع من دمائه ثمن الاستقلال و الحرية .

نحن نتألمّ على الأطفال الذين يستشهدون يوميا، ولكن تأكّدي ليس هناك حرية بدون ثمن .

هذا هو الثمن ،أنا أقول لك أن المقاومة الفلسطينية سوف تقاوم حتى آخر رمق، لديّ أصدقائي في غزة لما أتحدّث معهم يرفعون لي معنوياتي .أنا هنا في الخارج منهار وهم يقولون لي لي “لاتحزن، لقد خضت، معارك في الثمانينات وأنت أهل لها.

ونحن هنا صامدون ما بقي خبز و زعتر وزيتون.”

 

 

 

 

 

 

Related posts

نتفليكس تطرح اشتراك جديد منخفض السعر

Halima Souissi

سعادة سفير فلسطين بتونس “نحن كشعب فلسطيني بإمكانياتنا المتواضعة هزمنا استراتيجية استعبادية كونية”

آسيا التوايتي

العجمي الوريمي : “رئيس الجمهورية لديه أولويات أخرى غير البلاد “

root