الدورة التاسعة لمهرجان “دريم سيتي”: مشاركة 62 عملا فنيا و 50 فنانا من 21 بلد

تنظّم جمعية “الشارع فن” تظاهرة دريم سيتي في دورتها التاسعة من 22 سبتمبر الحالي إلى 8 أكتوبر القادم، بعدد من فضاءات المدينة العتيقة وتونس العاصمة.

وتأتي هذه الدورة من المهرجان لترسيخ فلسفته القائمة على تثمين المعالم الأثرية والثقافية وتقريب الثقافة والفنون لسكان مدينة تونس من خلال تعبيرات فنية مختلفة تسعى إلى طرح بدائل تقطع مع السائد وتنشد التغيير.

و في دورته التاسعة يستمر المهرجان في مد الجسور بين الماضي والحاضر وبين التراث والحداثة وبين الجنسيات والفنون المختلفة وتحرير الأحلام والأفكار لتتحول إلى مشاريع ذات جمالية وعمق.

وتماشيا مع تصوراته التي تحاول في كل مرة  أن تقطع مع السائد والمألوف وتخلق في كل مرة سبلا جديدة يلتقي فيها المعمار والتراث والفن والثقافة، كانت الندوة الصحفية الخاصة بالإعلان عن برمجة المهرجان عبارة عن جولة بين أربع إقامات فنية في أربعة أماكن مختلفة بمدينة تونس هي مقر التجمع الدستوري الديمقراطي سابقا و “تربة سيدي بوخريسان” و قاعة “الناصرية” و قشلة العطارين، أين قدم الفنانون جزء بسيطا من عروضهم وهي في مرحلة التحضير.

وستفضي الإقامات الفنية إلى مشاريع تختلف مواضيعها وخلفياتها وأهدافها، مشاريع سيواكبها جمهور “دريم سيتي” على امتداد البرمجة في الأماكن التي شهدت تشكل ملامحها الأولى وفي ساحات مدينة تونس كما جرت العادة.

وتشمل برمجة المهرجان في هذه الدورة 11 عملا إبداعيا من إنتاج جمعية الشارع فن و7 جلسات حوارية و6 لقاءات مع فنانين من تونس وخارجها و9 عروض ضمن قسم “خربقة سيتي” الموجهة للأطفال و19 عرضا ضمن “دريم بروجكت”  و”ماستر كلاس” و21 عرضا ضمن سهرة “شيفت ليلي” .

وفي رحلة اكتشاف الإقامات الفنية الأربعة، كانت البداية مع مشروع “غوال إن سيتو” للفنان فليبي لورانسو” الذي يستلهم تفاصيله من الرقصة “العلاوية” الموجودة في المغرب والجزائر والتي تضم 10 راقصين من بينهم 7 تونسيين و3 راقصين من فرنسا وتركيا وكولومبيا.

وعلى الركح التحمت أجساد الراقصين ذوي الخلفيات المتنوعة لتترجم الرؤية الفنية للكوريغراف “فيليبي لورانسو” الذي أضفى على الرقصة الرجالية مسحة أنثوية من خلال حضور راقصات.

ولم يكرر الكوريغراف استنساخ الرقصة بل استلهم منها خطوطها العريضة ليخلق كوريغرافيا مجردة تقوم على العلاقة بين الصوت والخطوة والخشبة والموسيقى.

في مرحلة انتقالية من العمل تفصل بين نهاية تشكل ملامح العمل وبين ولادته الأولى أمام جمهور من الصحفيين، تحرك الراقصون والراقصات في حركات دائرية تستحضر الرقصات العلوية في لوحة أعقبتها لوحة ثانية تعالت فيها أصوات تناغمت مع حركات الأجساد صعودا ونزولا لتتعالى معها صرخات النصر.

وبعد “دار الحزب” كانت الوجهة نحو “تربة سيدي بوخريسان” حيث شجرة الزيتون أين سيرى مشروع “جَمعة الزيتون” لخليل رباح النور وهو مشروع يرتكز على شجرة الزيتون هذه الشجرة التي تجمع بين تونس وفلسطين وتتعدى كونها عنصرا طبيعيا لتكون محملا اجتماعيا وثقافيا وسياسيا.

هذا المشروع تدعمه مؤسسة الشارقة للفنون لباعثته حُور القاسمي ويهدف إلى رسم وجه جديد لـ”تربة سيدي بوخريسان” انطلاقا من شجرة الزيتون وجمالية المكان الذي يتيح إمكانية إحيائه مع الإحالة إلى عناصر ثقافية واقتصادية واجتماعية وسياسة.

وفي “الناصرية”، ظهرت بعض من ملامح مشروع “لاينز” للكوريغراف أندرو غراهام الذي يؤمن باستعمال الرقص لكل الأجساد وكل الفئات ويشرّك ذوي الإعاقة في هذا العمل الفني الذي يقوم على إدماج ومواءمة طاقتهم مع اللوحات الكوريغرافية.

أطفال يحملون إعاقات مختلفة لكنها لم تكن حائلا دون نفاذهم إلى الرقص كفن احتواهم فكانوا جزء من كوريغرافيا تجمع هواة ومحترفين وتخلق سبلا أخرى لدمج الأقليات عبر الفن في عمل يجمع الرقص والموسيقى والشعر والمسرح.

أما “قشلة العطارين”،  فكانت خاتمة الجولة على اعتبار أنها أصبحت قلب المهرجان لرمزيتها ولأهميتها في برمجة “دريم سيتي” وفيها تجسدت الشراكة بين الشارع فن والمؤسسات العمومية في ترميم المعالم التراثية وتثمينها.

وفي حلتها الجديدة ستحضن قشلة العطارين 11 عرضا في إطار قسم “دريم بروجكتز” بالتعاون مع حور القاسمي باعثة مؤسسة الشارقة للفنون والمديرة الفنية لـ”دريم سيتي” وسط إعادة تهيئة و رسكلة لما تبقى من أثر المكتبة الوطنية التي كان يؤويها المكان.

وقد أشرف الفنان والسينوغراف وديع المهيري على تهيئة المكان وإعادة نصب الرفوف وتنظيم الكتب المتوفرة حسب المواضيع  وترصيف المجلات والخرائط كما تم أيضا رسكلة علب الأرشيف وتحويلها إلى مقاعد يستغلها الزائرون.

وتجدر الإشارة إلى أنّ تظاهرة “دريم سيتي” تستقبل 62 عملا فنيا و50 فنانا من 21 بلدا…

وعلى هامش التظاهرة،  سيتمّ تنظيم عدد من الحفلات الغنائية بساحات المدينة العتيقة، يُقدّمها فنانون من تونس والعالم، أهمها عرض “ربوخ” لحاتم اللجمي، و”اركز هيب هوب” لمجموعة دبو، وعرض موسيقي من تقديم الفنانة “سونا جوبارتيه” من لندن، فيما سيكون حفل الاختتام من تقديم الفنانة غالية بن علي.

و “دريم سيتي” مهرجان فنّي حَضَري مُتعدّد التخصّصات تأسّس عام 2007 على أيدي ثنائي الرقص والكوريغرافيا الأخوين سلمى وسفيان ويسي، يقوم كل سنة بزرع أعمال فنية في مدينة تونس العتيقة، في أعقاب عملية إبداعية طويلة المدى، حيث تتمّ دعوة الفنانــين والفنانات من تونس وخارجها إلى الابتكار في ممارساتـهم الفنية من خلال الإبداع على عين المكان، وبالتالي تطوير علاقات وثيقة مع المنطقة وسكانها.

ويحتلّ مهرجان “دريم سيتي” مكانة مرموقة في المشهد الفني التونسي، حيث يُعتبر منبرا للتفكير والإبداع حول الجماليات المعاصرة ودور الفنان في المجتمع.

Related posts

تمثال شمعي لأيقونة السينما العالمية “مارلين مونرو” في دبي

تتضمن فيلما مغربيا: القائمة القصيرة لترشيحات “أوسكار 2023”

ريم حمزة

الأمن ينسحب من عرض لطفي العبدلي بصفاقس

root