رغم سوء الأحوال الجوية، إلا أن عرض “دنيا” لمحمد علي شبيل ومحمد بن صالحة في مهرجان الحمامات الدولي ظل قائما بإصرار من الجمهور الذي بقي بالمدارج رغم تهاطل المطر وبإلتزام من القائمين على العرض الذين أرادوا إيفاء عهدهم تجاه الجمهور.
ولم يكن من الممكن تقديم العرض لولا جاهزية الفريق التقني لمهرجان الحمامات الدولي الذي بذل جهودا كبيرة لتأمينه تقنيا خاصة وأن المياه غمرت الركح وصعبت مهمة الاستعداد للعرض لكن تم تجاوز الأمر ليستقبل الجمهور “دنيا” بكل حب.
انطلق العرض الذي يقوم على التجريب والتنويع ويراوح بين الأصالة والتجديد لتتجلى أنماط موسيقية مختلفة حضرت فيها موسيقى الجهات بكل زخمها وبنفحات معاصرة تستمد تفاصيلها من لهجات موسيقية تونسية في توليفة لا تخضع للتصنيف.
ألحان مختلفة الجذور والمنابع تعالت في أرجاء المسرح يظهر فيها النمط الصوفي والمالوف والنمط الشعبي فيما صدحت حنجرة محمد علي شبيل بكلمات تعكس دواخل الإنسان في حالاته النفسية المختلفة.
وعلى نسق أجواء شاعرية خلقتها خيوط المطر والنسمات التي وشحت مسرح الحمامات تجلت مواضيع مقتبسة من الواقع في أبعاده الاجتماعية والسياسية والثقافية في أغان تستلهم عناصرھا التعبيرية والتقنیة أساسا من الموروث الموسيقي.
موسيقى تونسية منفتحة على موسيقات العالم تصاعدت في الأرجاء حينما اندمج العازفون مع آلاتهم الموسيقية متحدّين الطقس ومصرين على تقديم العرض على الركح احتراما للجمهور الذي حضر في الموعد.
موسيقيون شبان نهلوا من الموروث الموسيقي التونسي وانفتحوا على موسيقات أخرى اجتمعوا على الخشبة ليرسموا ملامح “دنيا” تضم أغاني ملتزمة بالحب والوطن والأمل، “دنيا” تستوعب الجميع.
“دنيا”، “مرايا”، “أنا تمنيت”، “ماك سلطان”، و”كثروا” و”جارت” ، “زنقة”، “عشاقة”، “حبيبة”، أغان صدح بها محمد علي شبيل على إيقاع موسيقى أوجدها محمد بن صالحة على آلة الناي وعطیل معاوي على آلة الكمنجة وعلي بن خلیفة على الباص وهادي فاهم على آلة القیتار و محمد علي العش على الباتري وقيس بورقيبة ولطفي صوة على الايقاعات وعلاء بن فقیرة على الكلافيي وشكري داعي على البيانو.
اثر هذا العرض الموسيقي الاستثنائي، يتجدد اللقاء مع الفن الرابع وسيكون للجمهور موعد مع المسرحية السورية “تجربة أداء” لسامر محمد إسماعيل، في سهرة السبت 5 أوت 2023 على ركح مهرجان الحمامات الدولي.