مهرجان دقة الدولي: “فايا يونان… كيف ما يرجع الفرططّو”

لا تنفك الفنانة السورية فايا يونان عن الاعتراف بجميل تونس وأهلها وتقديرها للدور المهم في مسيرتها في كل تصريح إعلامي تقريبا، فمنذ إطلالتها الأولى صحبة أختها في أيام قرطاج السينمائية عام 2014 توالت زياراتها إلى تونس وتعاملاتها الفنية معها سيما مع المايسترو محمد الأسود الذي يرافقها في في رسم مستقبل فني كبير كما يرافق أخ حنون أخته إلى مراسم زفافها أو حفل تخرجها.

 

تعود فايا إلى تونس “كيف ما يرجع الفرططو” إلى نور يهديه السبيل و”كيف ما يرجع الملاّح” إلى بحر يرزقه بلا حساب، لتجد جمهورا دائم الانتظار ودائم الاستعداد لاستقبالها بحب كبير كأنها ابنة البلد، ربما يعتبرها البعض واحدة منهم ولو لم تحمل جنسيتهم، ألسنا “شعب واحد لا شعبين من مراكش للبحرين؟” كما يقول صديقي المناضل.

هكذا كان استقبالها في مهرجان دقة الدولي عبر جمهور واسع الكرم دفّاق العطاء لم يبخل عليها بالتصفيق والرقص والزغاريد، عطاء بادلتهم إياه بأغان متنوعة بعضها بالعربية الفصحى مثل “حب الأقوياء”، وهي إحدى ميزات فايا يونان، وبين أغان بلهجات عربية متنوعة على غرار أغنية “طير قلقان” باللهجة المصرية، “يا قمر” بلهجة الخليج، وعلى إيقاع الجورجينا العراقي غنت “يا مجنون” التي يقول إحدى مقاطعها:

“يا مجنون اش لعبت بقلبي واحساسي

امشي ويمي تتهامس علي ناسي

دنيا بغيبتك طاحت على راسي

يمي وانه احلم بيك

جاوبني إذا اعنيك”

لم تكن فايا ولا فريقها الفني وحدهم من وضع دليل الحفل وقائمة الأغاني التي ستقدمها، بل شاركها الجمهور ذلك وسبها بتردي أغنية “يا عاشقة الورد” التي تعود إلى الراحل زكي نصيف، “غني للحب” لماجدة الرومي.

حاولت فايا تنويع عرضها الموسيقي فالقت أغنية “فصول الحياة” وعزفت في ذات الآن على ىلة “الكلافيي” دون مصاحبة موسيقية، وحدهما صوتها وصوت الآلة وصوت أحجار وأعمدة دقة التاريخية من صدحت في موقع أثري يمسح 100 هكتار تقريبا.

ولأن تونس وأهلها يستحقون المزيد، كمّا وكيفا فقد اقترحت على الحضور أن تجمع بين أغنيتين جميلتين إحداهما باللغة الآشورية والأخرى باللهجة الجزراوية (لهجتها التي تتكلمها في البيت ولهجة شمال شرق سوريا)، أغنيتان ذاتا إيقاع سريع خفيف يدفعك للرقص حتى ولو لم ترد ذلك.

فايا التي يبدو أنها تحب تونس على خطى الصغير أولاد أحمد الذي غنت من شعره وتحديدا “نحب البلاد” ثم غنت “آلو” لمغني الراب بلطي، لتختم حفلها بأغنية صلاح مصباح “يا أم السواعد سمر” إهداء ربما للكادّين في حقول باجة والكاف وسليانة، أولئك الذي أصبحت بهم تونس خضراء.

Related posts

سيرين عبد النور: ” فلـ.سطيـ.ن قصة وجع.. قهر وظلم و شعب لا يموت”

“فويلا” رحلة في عالم الفلامنكو: سارا باراس تحلّق في سماء قرطاج وتأسر قلوب عشاق الموسيقى الاسبانية

مجانية الدخول للمتحاف يوم السبت 9 أفريل

root