زياد غرسة في افتتاح مهرجان دقة الدولي

افتتاحها مسك، قد يكون هذا أفضل عنوان يطلق على افتتاح الدورة 47 لمهرجان دقة الدولي الذي يعود هذه السنة ببرمجة يمكن اختصارها في المثل الشعبي “قلّل ودلّل”.

فعلى مرتفعات دقة وفوق أطلالها الشامخة صدح الفنان زياد غرسة بما تشتهيه الأنفس وتلذ بسماعه الآذان ونجح في اجتياز امتحان صعب وهو أمام جمهور يعرف المالوف ومعانيه، قصصه وتاريخه، بل ويضفي عليه رونقا بتفاعله الجميل مع صوت زياد والطبقات الصوتية التي يتجول بينها بثبات وسلاسة كما يتجول فنان خبير فوق حبال السرك.

بداية الحفل كانت مع وصلة موسيقية من أداء الفرقة المصاحبة والتي اعتبرت بمثابة سجاد أحمر يمر عليه نجم السهرة وتحضيرا للجمهور قبل أن يلاقي ضيفه المبجل الذي ما إن دخل الركح حتى تعالت الهتافات ترحيبا به وإشارة له بأنهم جاهزون لسهرة ذات رونق خاص.

طاف زياد بين الموشحات والأغاني التراثية والوصلات الجميلة من المالوف الجميل، كأنه يقول لجمهوره تعالوا نركب بساط الموسيقى لنحلق بين تونس وليبيا والجزائر والأندلس.

يغني زياد كبلبل صدّاح ويرد عليه الجمهور تحيته الموسيقة بمثلها أو أحسن منها، فإذا غنى طربا سمع له الحضور وأنصتوا، وإذا غنى أغان احتفالية خفيفة رات المسرح يهتز تحت ضرب الارجل وتمايل الأجساد، وسمعت زغاريد النسوة كأنما يحتفلن بنجاح أو عرس ما أو حتى على “سلامة الصّابة”.

راوح زياد غرسة في الحفل الذي تابعه جمهور كبير، بين ما أعده سلفا وبين ما يطلبه الجمهور، بين أغانيه الخاصة على غرار “علاش تحيّر فيّا”، “ترهويجة”، “عزيّز قلبك ما صابني”، وبين أغان معروفة لكبار الفنانين التونسيين مثل “ملاك يا ملاك” و”يا منيّرة” للفنان هادي قلال، “اللي تعدّى وفات” للهادي الجويني، “روح من السوق عمار” للفنان هادي حبوبة…

وكلما توغل الفنان في الحفل أكثر كلما زادت حماسة الجماهير اللي لم تكن نقطة قوتها تفاعلها الكبير مع الأغاني وإنما أداءها الصحيح لها، فلو وجهنا الميكروفون نحوهم لاعتقدنا أنهم كورال تابع للفرقة والفنان.

الحفل الذي بدا كأنه انتهى بسرعة (دام حوالي ساعتين) كان انطلاقا واعدا لدورة استثنائية جعلت مهرجان دقة ضمن أفضل المهرجانات برمجة وحسن تنظيم.

Related posts

“13 شارع غاريبلدي”..  دراما بوليسية تشويقية تثير الجدل وتفتح باب النقاش

root

برهان بسيّس يتهم صابر الرباعي بالغناء والرقص فوق أشلاء أطفال غـ.زة

قبل الأولى

يوم 25 أكتوبر: “عين المحبة” بمسرح الأوبرا بمدينة الثقافة

قبل الأولى