خمسة أيام من الفن والخلق والإبداع والرسم… هي عمر الدورة الثالثة لأيام قرطاج للفن المعاصر التي احتضنتها مدينة الثقافة الشاذلي القليبي انتهت في لمح البصر لكن صداها سيبقى يتردد في سماء الثقافة التونسية في انتظار دورة قادمة.
الاختتام تضمن جولة من قبل السيدة وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط قرمازي قامت بها في أجنحة وأروقة الدورة حيث التقت المبدعين من الرسامين والتشكيليين التونسيين والضيوف واطلعت على التجارب الفنية الممنوحة للناظرين.
تضمن الاختتام أيضا احتفالية تكريم وتنويه وموسيقى أقيمت بمسرح الجهات بمدينة الثقافة وسط حضور جماهيري كثيف.
وكانت السيدة وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط قرمازي قد ألقت كلمة أكدت من خلالها حرص الوزارة على استمرار هذه التظاهرة وتواصلها مستقبلا احتفاء بالفن التشكيلي في تونس بمختلف مدارسه وتجلياته الإبداعية والاطلاع على ما جادت به العين الشغوف الخلاقة وأنامل الرسامين… ورحبت السيدة الوزيرة بالوفد المشارك من فلسطين الشقيقة التي تم اختيارها ضيف شرف هذه الدورة وأشارت أن هذا التشريف هو مناسبة للاطلاع على التجربة الفلسطينية في مجال الفن المعاصر.
ونوهت السيدة الوزيرة بالشعار الذي رفعته الدورة الثالثة ” الفن طريق.. طريق الفن ” واعتبرته بالغ الرمزية لأن الفن يفتح طرق الجمال ومنافذ النور.
وأوضحت السيدة حياة قطاط قرمازي أن الوزارة تضع في الجوهر من توجهاتها تثمين قطاع الفن التشكيلي في تونس ودوره المتميز في الارتقاء بالذائقة العامة وذلك لما يحمله من ثراء تعبيري في مجال الفنون البصرية والمرئية وما يتميز به من تنوع في مدارسه الفنية…
هذا وألقت السيدة سميرة التركي ترجمان مديرة الدورة الثالثة لأيام قرطاج للفن المعاصر كلمة أوضحت من خلالها أن توديع الدورة لا يعني توديع الضوء الذي سطع منها ولا توديع تلك الألوان التي لمعت في خيال الفنانين وتحولت بلمسة فرشاة إلى أعمال خالدة في البال كأغاني الحياة، وأشارت أنها أياما قليلة لكنها عامرة بالغبطة واللهفة على الفن وخلقت في وقت وجيز زمنا آخر يجرى خفية إلى جانب الأزمنة الأخرى هو زمن الفنون التشكيلية والفنون المعاصرة.
كما توجهت السيدة سميرة التركي ترجمان بالشكر إلى وزارة الشؤون الثقافية الفلسطينية على حسن تعاوننها من أجل مشاركة فلسطينية متميزة باعتبارها ضيف شرف الدورة موضحة أن استضافة فلسطين هو تحية رمزية من المبدعين التونسيين إلى أشقائهم في فلسطين الأبية.
تكريم الرسامين محمد إمطيمط وعبد المجيد بن مسعود
الاحتفالية تضمنت تكريمين شملا التونسيين الرسام عبد المجيد بن مسعود والفنان الراحل محمد إمطيمط إعترافا لهما بفرادة التجربة وتميزها في تاريخ الفن التشكيلي التونسي .
توزيع الجوائز
هذا وتم خلال السهرة الإعلان عن الجوائز الثلاث الخاصة بالدورة وقد تحصل على الجائزة الأولى الرسام رؤوف قارة فيما آلت الثانية إلى النحات محمد بوعزي وكانت الثالثة من نصيب الفنانة الهام السباعي، علما وأن لجنة التحكيم ترأسها الرسام الدكتور سامي بن عامر بمعية الرسامة التونسية كوثر الجلازي والرسام الجزائري زبير هلال.
الحفل توج بحفل موسيقي أمنه الفنان التونسي المجدد نصر الدين الشبلي بعرض حمل عنوان “يوفا” في مزيج بين الموسيقى الشعبية وموسيقى “الاندرغراوند”، موسيقى شدّت الحاضرين واستفزتهم عن كراسيهم ليرقصوا ويتمايلوا طوال لقاءهم مع نوتات الفنان المبدع ذي الصيت الواسع في هذا المجال.