بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للمواقع الأثرية والمعالم التاريخية، أعطت وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي، يوم أمس الثلاثاء 18 أفريل 2023 من الموقع الأثري “تيبربو مايوس” بمعتمدية الفحص من ولاية زغوان شارة انطلاق فعاليات الدورة 32 من شهر التراث تحت شعار “تراثنا: موروث حضاري .. مورد اقتصادي”، بحضور والي الجهة السيد محمد العش وعضو مجلس نواب الشعب السيد الناصر الشنوفي، إلى جانب عدد من الإطارات المحلية والجهوية بالولاية.
وفي كلمتها الافتتاحية أكّدت السيدة الوزيرة أن اعتماد “تراثنا: موروثنا حضاري.. مورد اقتصادي” شعارا للدورة الحالية هو انعكاس لما تحمله هذه الثنائية من “رمزية بالغة تعبّر عن اعتزازنا بتميّز بلادنا من خلال تاريخها والحضارات المتعاقبة التي خلّفت ارثا ثقافيا زاخرا غنيا من جهة، وتوجهنا الاستراتيجي نحو تعزيز مساهمة هذا القطاع في التنمية وخلق الثروة توفير فرص العمل ليكون منتوجا اقتصاديا بامتياز من جهة أخرى”.
كما أشارت الدكتورة حياة قطاط القرمازي إلى حرص وزارة الشؤون الثقافية على رفع التحدي وتعزيز المقاربة الاقتصادية لقطاع التراث وذلك من خلال العمل على تطوير التشريعات لخلق آليات محفزة لإسناد المستثمرين في قطاع التراث والحرف والصناعات الثقافية ومزيد تبسيط الإجراءات الإدارية المتعلقة بالاستثمار في هذا المجال، وتذليل صعوبات الشراكة بين القطاعين العام والخاص، فضلا عن العمل على تعزيز تثمين قطاع التراث باعتماد الرقمنة وتقنية الواقع المعزّز ووسائل الاتصال الحديثة وإعداد التطبيقات الرقمية حول التراث والمتاحف.
ووفي السياق ذاته شدّدت وزيرة الشؤون الثقافية على ضرورة تعميق التفكير في تذليل الصعوبات التي تحول دون جعل التراث محرّكا أساسيا من محرّكات التنمية وخلق الثروة وتوفير مواطن الشغل سواء في مجالات الصناعات الثقافية أو مجال السياحة الثقافية.
وتجدر الإشارة إلى أنّ شهر التراث، الذي يمتد إلى غاية 18 ماي 2023 ويتزامن مع اليوم العالمي للمتاحف، هو تظاهرة ثقافية من تنظيم الإدارة العامة للتراث بالتعاون مع المعهد الوطني للتراث ووكالة احياء التراث والتنمية الثقافية وكل المندوبيات الجهوية للشؤون الثقافية بمختلف ولايات الجمهورية التونسية.
وانطلقت فعاليات اليوم الافتتاحي بتعريف مفصّل للموقع الأثري “تيبوربو مايوس” عبر مجموعة من العروض المشهديّة المسرحية والفنية وعروض لـ” رياضة رمي القرص” و”فنون المصارعة الرومانية”، مصحوبة بمعلومات تاريخية صوتية مسجلة وموزّعة على كامل المسلك التراثي الذي ينطلق من مدخل الموقع إلى معبد الكابيتول مرورا بالساحة العمومية ومعلم السوق الرومانية.
وفي نفس الاطار اطلعت وزيرة الشؤون الثقافية على عروض أخرى لمشروعين رقميين لتثمين التراث في بعديه المادي وغير المادي وهما:” Thuburbo Maius بعيون رقمية” ” و”تراث لاب”، بالإضافة إلى عرض لمشاريع التعاون الوطنية و الدولية لصيانة موقع “تيبوربو مايوس” و آفاق إحياءه و تثمينه ومشروع “عيش التاريخ” الذي يؤمنه القطب الثقافي الفاضل ابن عاشور بالمرسى، ومشروع “دور بيّا” من تقديم جمعية ديدون بقرطاج.
وواكب الحضور في ختام الاحتفالية عرض أزياء تاريخية يحمل عنوان “نساء قرطاج – اشَت قرط حدشت” وعرض موسيقي قصير مستوحى من التراث.