وزارة الثقافة تحيي أربعينية وزير الثقافة الأسبق البشير بن سلامة

أشرفت  وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي على موكب أربعينية وزير الثقافة الأسبق البشير بن سلامة، الذي انتظم مساء أمس الجمعة 07 أفريل 2023  في مدينة الثقافة الشاذلي القليبي بقاعة عمار الخليفي وذلك بحضور عائلة الفقيد وعدد من المثقفين ورجال الفكر والفنانين.

وفي كلمتها، أكدت وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي أن إحياء أربعينية الراحل البشير بن سلامة رجل الفكر والأدب ووزير الثقافة الأسبق يعتبر إعترافا بقيمته فهو الرجل الذي قدم الكثير طوال مسيرة حياته المكللة بجليل الأعمال سواء في مجال الإدارة الثقافية أو وضع الاستراتيجيات الكبرى لوزارة الشؤون الثقافية في مجالات الأدب والفكر والكتابة.

كما أضافت السيدة الوزيرة، أن الفقيد البشير بن سلامة كثرة في واحد وجماعة في فرد، إذ جمع بين رجل الدولة صاحب الرؤية الثاقبة والتوجهات الموفقة في مجال السياسة الثقافية من جهة والمفكر والأديب صاحب القلم الغزير في صنوف متنوعة من التأليف من جهة ثانية، فقد كانت الفترة التي تولى فيها وزارة الثقافة من 1981 إلى 1986 مرحلة تأسيسية بامتياز وحقبة خصبة في حياة الثقافة التونسية فيها ترك الفقيد بصمته الخاصة وضخ دماء جديدة في الوزارة للارتقاء بالقطاع الثقافي بداية من سنّ القوانين التجديدية المطورة وانتهاء بما أسس من منشآت، فكانت له أياد بيضاء على الساحة الفنية والابداعية وإضافات مازالت تؤتي أُكلها ولَبِنات نبني عليها تأسيسا على سنة التطور والتجديد.

وأشارت الدكتورة حياة قطاط القرمازي إلى أن ما يُذكر للفقيد في مجال عمله إنشاء المؤسسات الثقافية الداعمة للتوجه الوطني والذي نجده في كتاباته أيضا،  إذ يكفي أن نذكر أنه أسس بيت الحكمة والمسرح الوطني ومعرض تونس الدولي للكتاب والمعهد العالي للموسيقى والمعهد العالي للفن المسرحي ومهرجان الأغنية التونسيّة والفرقة الوطنية للموسيقى، فضلا عن المجلات الأدبية والثقافية كمجلة “فنون” و”المسرح” و”الشعر”، وأوجد لهذه المشاريع مصدرا ماليا يدعمها وهو صندوق التنمية الثقافية إسنادا للمثقفين والمبدعين وتجويدا للعمل الثقافي.

وفي سياق متّصل، شدّدت وزيرة الشؤون الثقافية على أن الفقيد لم يكن مسيّرا للشأن الثقافي فحسب بل كان أديبا منتجا للثقافة فقد ترأس تحرير مجلة “الفكر” الشهيرة، فضلا عن كونه روائيا بارعا ومنظرا ومترجما للكتب التاريخية خاصة تلك التي تختص في تاريخ الحركة الوطنية، فدافع عن توجهاته في الكتابة التي كان مركزها “الشخصية التونسية، مقوماتها وخصائصها” فدارت على مدارها كل كتاباته الإبداعية والفكرية ورسمت مرحلة تسييره للوزارة.

أخيرا،  اعتبرت الدكتورة حياة قطاط القرمازي أن إحياء أربعينية الفقيد البشير بن سلامة يندرج في سياق إعتراف بلادنا بالجميل لقاماتها السامقة في مختلف المجالات فهم بناة هذا الوطن ومبدعيه الذين صنعوا الماضي والحاضر لنتطلع إلى مستقبل أفضل يتكفل بتحقيقه الجميع، كما يؤكد أن المسؤولية السياسية تكليف وعمل لا تشريف وقد أثبت الراحل كفاءة واقتدارا عاليين في الادارة الثقافية ورسم التوجهات الاستراتيجية المسيرة للقطاع، كما راكم إنتاجه الأدبي، إذ كتب المذكرات واليوميات والقصة والرواية وترجم  بحيث فاقت مؤلفاته العشرين كتابا وقد تواصل ذلك حتى آخر أيام حياته.

من جهته، عدّد رضا بن سلامة مناقب الفقيد البشير بن سلامة وخصاله الانسانية وذكر أن الراحل قد سلّم مذكراته قبيل وفاته إلى مؤسسة بيت الحكمة على أمل نشرها للعموم.

وقد تم خلال هذه الاربعينية عرض شريط توثيقي لمسيرة الراحل من إنتاج مسرح الأوبرا بمدينة  الثقافة تضمن شهادات تروي أثر البشير بن سلامة في الحياة الثقافية نذكر من بينها السادة عبد الرؤوف الباسطي والشاذلي بن يونس وعبد العزيز قاسم وسنية مبارك ومراد الصقلي وعلي بالعربي وفتحي زغندة.

 

Related posts

درة زروق بطلة مسرحية “حتى لا يطير الدكان”

Rim Hamza

احتفالية بمناسبة إدراج عنصر الهريسة في قائمة التراث العالمي

ريم حمزة

الدورة الثانية لتظاهرة “حروف من طين” أيام 7 8 و 9 مارس 2024 بدار الثقافة السليمانية

Ra Mzi