تعرض القناة الوطنية الأولى خلال شهر رمضان مسلسل “الجبل الأحمر” للمخرج ربيع التكالي، والذي تولّت تأليفه ورشة تتكون من طارق المؤدب و أحمد خموري وعزمي سعيد وشهير التكالي وعزيز باي…
يشارك في هذا المسلسل المتكوّن من 20 حلقة، عدد هام من الممثلين على غرار فتحي الهداوي و دليلة المفتاحي و محمد السياري وخالد هويسة و معز القديري و وحيدة الدريدي و نجلاء بن عبد الله و ريم بن مسعود و نادية بوستة و أميمة بن حفصيّة و نصر الدين السهيلي و حكيم بالكحلة ومرام بن عزيزة…
“قبل الأولى” زارت كواليس تصوير المسلسل وتحدثت إلى عدد من أبطاله في الريبورتاج التالي:
طارق المؤدب: المسلسل محاكاة لواقع الأحياء الشعبية
قال طارق المؤدب وهو دكتور في الأدب الفرنسي وسيناريست في مسلسل “الجبل الأحمر” إنّ العمل قبل أن يكون مشروعا هو حلم صديقه وأخيه المخرج ربيع التكالي مشيرا إلى أنّ هذا الحلم لديه 4 سنوات و قد كوّن ورشة عمل أشرف هو عليها وتتضمن مجموعة من الشباب الذين فكروا بطريقة عصرية وجديدة وهم أحمد خموري وعزمي سعيد وشهير التكالي وعزيز باي…
و أضاف محدّثنا: ” تناولنا المشروع الذي يقوم على أهم عناصر الدراما، مثلث الحب والسلطة والموت وهو محاكاة لواقع الأحياء الشعبية من خلال موضوع مهم جدا وهو الفساد الذي له أوجه متعددة وانعكاساته على واقع الأحياء الشعبية، و عادة ما تقوم الدراما على صراع بين الخير والشر ما بين شخصيات إيجابية وأخرى سلبية لكن في مشروع الجبل الأحمر الشخصيات تعيش الصراع داخليا وكل شخصية فيها جانب أسود وجانب إنساني منير لكن أهم ما يميز العمل ليس الخرافة ولكن طريقتها حيث قطعنا مع السرد الكلاسيكي واتجهنا أكثر للسرد النثري الذي يراوح بين الحاضر والماضي واعتمدنا على تعدد الأصوات يعني كل شخصية تروي الحكاية والحقيقة من جهتها، ومن خلال الأحداث التي تقوم على الاثارة والتشويق أردنا أن نصل إلى خطاب بناء يرتقي إلى رؤية مجتمعية…”.
وحيدة الدريدي: أجسّد دور الأم لكنه مختلف عن أدوار الامهات التي قدمتها سابقا
ومن جهتها، أكّدت الممثلة وحيدة الدريدي أنّ السيناريو كتب بطريقة جديدة تتضمن تركيبة أحداث يجب أن تتابع من الحلقة الأولى إلى الحلقة الاخيرة ليتمّ فهم تواصل الأحداث موضحة أنّ هذه الطريقة جديدة وهي معتمدة في الأعمال التي أصبحت تعرض على المنصات الرقمية على حدّ تعبيرها…
وفي ذات السياق، قالت إنّ الفريق التقني رائع والمخرج شاب وله الكثير من الطموحات واشتغل على الصورة كما يجب، وإنّ المسلسل يجمع أفضل الممثلين الموجودين على الساحة سواء الكبار أو الصغار متمنية أن يعجب المسلسل المشاهد التونسي …
وأضافت:” أجسّد دور الأم في مسلسل الجبل الأحمر لكن يختلف عن أدوار الأمهات التي قدمتها سابقا وهذه الشخصية فاعلة في الأحداث رغم أنّها لن تظهر أوّل المسلسل…”.
نصر الدين السهيلي: أعتبر دوري في “الجبل الأحمر” هدية لأن فيه مساحة كبيرة للعب
“أعود للتمثيل بعد حوالي 14 سنة وأنا سعيد بهذه العودة خاصة وأنّ العلاقة الإنسانية مع المخرج ربيع التكالي كبيرة و متطورة، كما أنّ السيناريو أعجبني كثيرا وهو قريب من العالم الذي أريد الاشتغال عليه”.. بهذه العبارات تحدّث الممثل والمخرج نصر الدين السهيلي في مسلسل “الجبل الأحمر” و التي تأتي بعد غيابه لفترة طويلة عن التمثيل بسبب اتجاهه إلى الإخراج…
و اعتبر محدّثنا أنّ الدور الذي يؤديه في المسلسل هو عبارة عن هدية لأن فيه مساحة كبيرة للعب -حسب قوله- متمنيا أن يكون قد وفق في أداء الشخصية كما رآها المخرج ربيع التكالي…
كما اعتبر أنّ مسلسل “الجبل الأحمر” هو عمل كبير وسيمثل هذه السنة مفاجأة متمنيا أن ينال إعجاب النقاد والإعلاميين والجمهور…
وبالنسبة لدوره في العمل، فقد قال: ” أجسّد دور لمين و هو معطل عن العمل يعيش في منطقة الجبل الأحمر لديه العديد من المشاكل سواء مع زوجته وابنته وحتى مع الجيران حيث يجد نفسه متورطا رغم أنه طيب ولا يسعى لا للشر ولا للمشاكل لكن يجد نفسه دائما في مشاكل كبيرة يتسبب فيها هو أو المحيطين به.. هو شخصية بسيطة تعليمه محدود لكنه طيب ويعتقد احيانا انه يسعى للخير لكنه “يجي يطبها يعميها” ليس له لون واحد لأنه يتغير منذ الحلقات الأولى حيث تغير له الأحداث مجرى حياته…”.
ياسين بن قمرة: “الجبل الأحمر” تجربة رائعة وتشرفت بالعمل مع كبار الممثلين
ومن جانبه تحدّث الممثل ياسين بن قمرة عن مشاركته في هذا العمل موضحا أنّها ليست التجربة الأولى له مع القناة الوطنية حيث قدم أعمالا من قبل، وهذه السنة لديه عملين مع القناة الوطنية وهما “الجبل الأحمر” وسلسلة “للا السيندريلا” مؤكّدا أنّ الدورين مختلفين تماما…
و أضاف محدّثنا: “بالنسبة لمسلسل الجبل الأحمر للمخرج ربيع التكالي فإنّ التجربة رائعة خاصّة وأنّ العمل يجمع أهم الممثلين على غرار فتحي الهداوي ومحمد الساري ودليلة المفتاحي و وحيدة الدريدي وغيرهم من الممثلين الكبار وأنا سعيد بالعمل معهم.. أجواء التصوير أيضا رائعة رغم التعب حيث نعمل بمعدل 15 ساعة يوميا، وأتمنى في الأخير أن ينال العمل اعجاب المشاهدين…”.
فتحي الهداوي: “الجبل الأحمر” هو ملحمة تجمع العديد من الشخصيات
الممثل فتحي الهداوي وهو أحد أبطال “الجبل الأحمر”، قال إنّ ” المسلسل هو ملحمة تجمع العديد من الشخصيات التي تعيش مع بعضها البعض في حي شعبي والتي تتضمن علاقات متشابكة وعلاقات إنسانية عميقة فيها المحبة والكراهية والشر والشفقة والغيرة، وكل ما هو موجود في الذات الإنسانية مبلور وموجود في هذا العمل لكن الفرق هو في طريقة التناول والمعالجة وأتمنى أن يكون المسلسل في أحسن مظاهره…”.
المخرج ربيع التكالي: المسلسل يعبّر عن جميع الأحياء الشعبية التي تمثل 90 بالمائة من تونس
وفي سؤالنا عن “الكاستينغ” و كيفية تمكنه من جمع هذا العدد الكبير من الممثلين، أجاب المخرج ربيع التكالي: “يجب أن يكون هناك مشروع مكتوب بطريقة جيّدة وعمل فيه مجهود وتعب لأنّ علاقة الثقة بين الممثلين والمخرج هي علاقة أوراق بالأساس حيث عندما يقرأون السيناريو يتأكدون من قيمة المشروع ثم تأتي الرؤية الإخراجية فنحن نعرف بعضنا جيدا وأصدقاء.. نحن نخيب ونصيب أحيانا ونفشل وننجح لكن عندما نكون محيطين بأشخاص جيدين مثل كريم العياري مدير التصوير ومروى بنجميع التي أعتبرها قلب المشروع وغيرها من التقنيين في الحقيقة لن يكون هناك سوى عمال محترما وأتمنى أن يكون في المستوى و عند حسن ظن المشاهدين…”.
وأضاف “التكالي”: ” أي مشروع عندما يكون مجرد فكرة هو حلم بالنسبة للإنسان العادي قبل أن يكون مخرجا لأن جميع البشر يحلمون فكلنا لدينا أفكارا أو نريد أن نحكي أشياء ونعالج قصصا ومواضيع وهذه رسالة الفن عموما، وهي أن تطرح أو أن تكون مرآة للمجتمع أو البشرية عموما.. مسلسل الجبل الأحمر يتحدث عن إخوتنا وأصدقائنا في هذا الحي وهو يهبّر عن جميع الأحياء الشعبية التي تمثل 90 بالمائة من تونس حيث نتشارك نفس الأفكار ونفس الحياة فنحن في تونس نعيش عائلة ونحن أردنا من خلال المسلسل أن نعيد صور الأحياء الشعبية الجميلة التي تربينا عليها.. رسالة المسلسل هو أن نحب بعضنا ولا نفقد الأمل فبلدنا يحبنا ويجب ان نعطيه مثلما أعطانا…”.
إلياس جراية: القناة الوطنية أعدت أطباقا متنوعة لكل الأذواق
وعن البرمجة خلال الشهر الكريم، تحدّث المكلف بالإعلام بالقناة الوطنية إلياس جراية، فقال: ” أيام قليلة تفصلنا عن شعر رمضان الكريم والتلفزة الوطنية كعادتها تجمع العائلة التونسية.. أطباق متنوعة لكل الأذواق، حيث بدأت الومضات الإشهارية الخاصة بالأعمال الرمضانية منها سلسلة “للا السندريلا” لسنية بن بلقاسم و مسلسل “الجبل الأحمر” لربيع التكالي، ففي السنوات الأخيرة أصبحت التلفزة الوطنية من خلال مسلسلاتها تستقطب شريحة هامة من المجتمع حيث بدأت بـ”المايسترو” الذي تطرق إلى الشباب الموجودين في الإصلاحية وكيف تحولوا إلى فنانين عندما تم استقطابهم ثم مسلسل “الحرقة” الذي أوصل رسالة مفادها أن الوطن لا يجب التفريط فيه والجنة ليست في الخارج حيث يمكن أن تعمل في بلدك وتعيش، وهذه السنة سنرى الحي الشعبي ومن منا لم يعش في الحي الشعبي رائحة رمضان ونكهته ، فالـ”جبل الأحمر” هو من الأحياء المعروفة جدا في العاصمة وسيرى المشاهد العديد من المتناقضات وعلى عكس ما يقال سيرون أن هذا الحي خرج منه الفنان ورجل الأعمال والمثقف والمبدع والعالم يعني جميع الشرائح موجودة داخله وتجمعهم لحمة كبيرة.. المسلسل يضمّ مجموعة من الأبطال من مختلف الأجيال وأسماء كبيرة وأدعوكم إلى مشاهدته طيلة العشرين حلقة…”
ريم حمزة