تمثّل الأيّام العالمية التي تعلنها الجمعية العامة للأمم المتحدة- منظمة اليونسكو، مناسبة للتّوعية والتّحسيس بالقضايا ذات الصّلة وما يطرحه كلّ يوم عالمي معلن من تذكير بالمنجز الإنساني في هذا الصدد، وحثّ على تعزيزه وبسط الإشكاليات التي تعترضه للتداول في مقترحات تذليلها.
و في هذا السياق نحتفل اليوم الثلاثاء 21 فيفري 2023 مع بقية شعوب العالم باليوم العالمي للّغة الأمّ الذي أعلنه المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في شهر نوفمبر من عام 1999.
ويأتي ذلك تشجيعا للمحافظة على جميع اللغات التي تتكلّمها شعوب العالم وصونها دون تعارض مع الحثّ على التعدد اللغوي والتوظيف المعرفي للّغات تعزيزا للوحدة في إطار التنوّع.
وإنّ للحظوة التي تنالها لغتنا العربية الأمّ ثقلا استراتيجيا جوهريا في توجهات وزارة الشؤون الثقافية وتظاهراتها في إطار معارض الكتاب أو البطولة الوطنية للمطالعة أو مختلف الجوائز التي أحدثت تشجيعا للأدباء والكتاب والباحثين، فضلا عن إحداث المركز العالمي لفنون الخط “اقرأ”، إذ أن لغة الضاد من المقومات الجوهرية للهوية وركيزة أساسية في الاتصال والاندماج الاجتماعي والتعليم والتنمية إلى جانب كونها مكوّنا رئيسيا لتراثنا الثقافي غير المادي.
وتأسيسا على ذلك، نذكّر بضرورة صونها إزاء مخاطر أدوات التواصل الجديدة بل واستثمار الثقافة الرقمية من أجل ترسيخها وتأكيد مكانتها الجوهرية في بلورة الملامح الثقافية لعدد من شعوب العالم.
وفي هذا الإطار نحتفي بهذا اليوم العالمي للغة الأمّ هذه السنة تحت شعار “التحديات والفرص لاستخدام التكنولوجيا في التعليم متعدد اللّغات” لتسليط الضّوء على أهمّية استخدام التكنولوجيا في النهوض بالتعليم، وتعزيز دور المعلّم في الارتقاء باستخدام التكنولوجيا في تجويد عملية التدريس المعتمد على التعدد اللغوي انطلاقا من اللغة الأم.
إن اللّغات هي الأدوات الأقوى التي تحفظ وتطوّر تراثنا المادي وغير المادي وإن السعي الرّامي إلى تعزيز نشر الألسن الأم لا يساعد فقط على تشجيع التعدد اللغوي وثقافة تعدد اللغات، وإنما يشجّع أيضاً على تطوير وعي أكمل للتقاليد اللغوية والثقافية في كافة أنحاء العالم تحقيقا للتضامن المبني على التفاهم والتسامح والحوار.
وتتأتّى أهمية الاحتفاء بهذا اليوم خصوصا بعد إعلان العقد الدولي للغات الشعوب الأصلية (2022-2032) الذي يهدف إلى ضمان حق الشعوب الأصلية في الحفاظ على لغاتها وتنشيطها وتعزيزها.
ويوفّر فرصة للتّعاون في مجالات تطوير السياسات وتحفيز حوار عالمي واتخاذ التدابير اللاّزمة لاستخدام اللّغات الأصلية والحفاظ عليها وتنشيطها والترويج لها في جميع أنحاء العالم.
عاشت اللغة العربية لغة الضاد لغة القرآن الكريم ولسان العالم العربي كلّه.