أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الثالثة والعشرين

 

بعروض فنية في شارع الحبيب بورقيبة وساحة مدينة الثقافة انطلق منذ ساعات المساء الأولى ليوم السبت 3 ديسمبر التمهيد لافتتاح الدورة الثالثة والعشرين لأيام قرطاج المسرحية التي تأتي في غمرة انشغال الجماهير العريضة بكأس العالم لكرة القدم، ورغم الشعبية الواسعة لهذه الرياضة ونجومها إلا أنها لم تستطع أن تسرق بريق المسرح فما إن قاربت الساعة من السابعة مساء حتى كانت قاعة الأوبرا عروس قاعات مدينة الثقافة وأكثرها استيعابا للجماهير (1800 مقعد) تعج بضيوف أيام قرطاج المسرحية لمواكبة حفل الافتتاح الذي لم يتأخّر عن الانطلاق في أجواء دافئة جمعت العائلة المسرحية الموسّعة من تونس ومن أكثر من عشرين دولة عربية وإفريقية بممثليها ومخرجيها ونقّادها وإعلامييها وصناع فرجتها عموما.

“برشا محبة” هو الشعار الذي اعتمدته الهيئة المديرة لهذه الدورة وبالمحبة يواصل المهرجان العمل لتطوير المفاهيم والأهداف باحثا عن تغيير واقع المسرحيين وتكريس حقّهم في الانتماء إلى قطاع متكامل هيكليّا من خلال خلق مسارات جديدة للتكوين والإبداع والإنتاج والتوزيع… وبالمحبة نحيّي من غادرونا هذا العام وتركوا بصمتهم في مدونة المسرح التونسي وذاكرته… بهذه العبارات قدّمت السيدة نصاف بن حفصية مديرة الدورة الحالية كلمتها الافتتاحية، قبل أن تفسح المجال لوزيرة الشؤون الثقافية السيدة حياة قطاط القرمازي التي أكدت على أهمية أيام قرطاج المسرحية كتظاهرة مرجعية نحتت من دورة لأخرى اسما ومقاما في المشهد الثقافي العربي والإفريقي وأضافت أن هذه الدورة تحتفي بالمسرح ورواده وتحرص على تطوير مضامين المهرجان والارتقاء به من منصة عروض إلى سوق للفرجة من خلال ما يمنحه من فرص لتمتين الشراكات وتبادل الخبرات والمعارف بين المسرحيين العرب والأفارقة وسائر الضيوف من كلّ بقاع العالم… وختمت أن أيام قرطاج المسرحية مناسبة كبرى لتكريم رجالات المسرح العظام الذين أسّسوا لهذا الفن النبيل وصنعوا له اسما وسمعة يشار له في المحافل الدولية، معلنة بعد هذه الكلمة عن الانطلاق الرسمي لفعاليات الدورة الثالثة والعشرين لأيام قرطاج المسرحية.

حفل الافتتاح قدّمه الإعلامي عماد دبور الذي مثّل حلقة وصل بين فقراته التي توزعت بين عروض موسيقية قدّمها كلّ من ياسر جرادي “ديما…ديما” ولبنى نعمان “ما زلتي خضرا” ولطفي بوسدرة “رقصة الكلاكيت” وأميرة لوبيري وبرونو توكام “غناء أوبرالي” مرفوقا بعزف على آلة البيانو لعبد المالك لوبيري، وبين لمسة الوفاء لمن غادرونا بعرض صورهم على الشاشة العملاقة اخر الركح وهم: هشام رستم وتوفيق البحري ومنجي التونسي وإسماعيل بوسلامة والصادق ماجري وبشير خمومة وعادل مقديش وعادل حباسي. وكذلك تكريم أسماء فاعلة في المشهد المسرحي التونسي والعربي والإفريقي وهي المصرية سهير المرشدي والسوري أيمن زيدان والمالي حبيب ديمبيلي والعراقي/الإيطالي قاسم بياتلي وكل من التونسيين علاء الدين أيوب ومحمد اليانقي… كل الفقرات المذكورة قدمها عماد دبور بتسلسل زمني مضبوط ما عدى فقرة بدت منفلتة من السياق لناجي قنواتي وحمودة بن حسين في عرض أدائي قصير جاء في ثلاث مناسبات عن المسرح وجمهوره والدخلاء عليه.

افتتاح الدورة الحالية لأيام قرطاج المسرحية جاء ثلاثي الأبعاد: افتتاح رسمي بقاعة الأوبرا وعرض مسرحي “أنا الملك” لمعز حمزة بمسرح الجهات بمدينة الثقافة وثان “شوق” لحاتم دربال” بقاعة الريو بالعاصمة. فبمجردّ أن أطفأت قاعة الأوبرا أنوارها انطلقت الفرجة المسرحية مساء السبت 3 ديسمبر لتُستأنف العروض يوم الأحد بمشاركة أكثر من عشرين دولة وتتواصل إلى غاية السبت 10 ديسمبر…

Related posts

سليانة: الدورة الثانية لـ”ملتقى سينما الذاكرة”

شاكيرا: أغنيتي ضد بيكيه أفضل من طبيب نفسي

ريم حمزة

“التحدي العربي”.. جديد الفنان لطفي بوشناق

root