تداول ناشطون ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، وثيقة مسربة، قيل إنها تكشف اللحظات الأخيرة في حياة الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، وآخر زعيم عربي تحدث معه وطريقة اغتياله.
وعبر تطبيق تلغرام، نشرت مجموعة تطلق على نفسها “أيقونة الثورة”، عدة وثائق مسربة، “لا يعرف مدى مصداقيتها”، بينها ما كشف أن الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك كان آخر زعيم عربي يهاتف الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، قبل أن يقطع العرب اتصالاتهم به.
وحسب الوثيقة فإن مبارك نصح عرفات في آخر اتصال أن يسلّم السُلطة، وقال بحسب نص الرسالة: “أنصحك أن تسّلم السلطة وأنا أعرف عن ماذا أتكلم”.
وتكشف الوثيقة الجديدة شهادة مستشار الرئيس عرفات، الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، التي أدلى بها أمام لجنة التحقيق في الثامن والعشرين من يوليو 2012، حيث تحدث عن رفع الغطاء الدولي عن الرئيس عرفات بدلالة أنه لم يجرؤ أي رئيس عربي خلال الأشهر الأخيرة على الاتصال به، حسب وصفه.
ويقول أبو ردينة إن آخر زعيم عربي اتصل بعرفات قبل وفاته بأربعة أشهر كان الرئيس المصري (السابق) حسني مبارك، وأبلغه بالحرف الواحد أن “الاتصال قد يكون مسجلاً.. وأنصحك أن تسلّم السُلطة وأنا أعرف عن ماذا أتكّلم”.
وأضاف أبو ردينة: أي رئيس عربي بعد ذلك لم يجرؤ على التواصل مع عرفات، وتخلوا عنه بالكامل، مشيراً إلى طلب عرفات من بعض الرؤساء العرب تزويد السلطة بالمال لدفع الرواتب “وكانت ردودهم مخجلة”، كما ذكر.
وتنقل الوثيقة المسربة عن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول، قوله: “نرجو ألا تكون هذه الزيارة الأخيرة لك. لا بد من اتخاذ إجراءات”.
إلا أنّ أبو ردينة أشاد بعرفات وموقفه معتبراً أنّه لم يكن ليتنازل عن ثوابته بعد كامب ديفيد، لذلك رفض الانتقال إلى غزة لأنه يعلم أنه في حال ترك رام الله فستضيع الضفة الغربية والقدس. حسب وصفه.
وكشف أبو ردينة عن طلبات سياسية وأمنية لوزير الخارجية الأمريكي من عرفات تؤدي إلى وقف انتفاضة الأقصى وتسليم كل المطاردين، ثم اتخاذ إجراءات عسكرية وأمنية تجعل عرفات مسيطرًا على كل ما بين يديه.
وشدد على أن “عرفات لم يتنازل ولم يوقف الانتفاضة ولم يقدم أي تنازل، لذلك كانت هناك مؤامرة إسرائيلية أمريكية بأن عرفات يجب أن ينتهي عهده”.
وينقل أبو ردينة عن صحفي إسرائيلي مقرّب منه يدعى “آمنون كابليوك”، قال قبل اغتيال عرفات بأشهر قليلة: “في إسرائيل يبحثون هل من المصلحة قتل عرفات أم لا، فجميعهم قالوا نعم.. لكن أحدهم قال: على ألا نترك أي بصمات”.
ويرجح أبو ردينة أنه تم تسميم الرئيس الفلسطيني من خلال شخص يقدم له مشروب قهوة أو شاياً بشكل منفرد، مستبعداً أن يكون تم تسميمه عبر الطعام أو مواد مشعة، لأنه اعتاد أن يأكل مع آخرين، ولو جرى ذلك لظهرت أعراض على آخرين، كما يقول.
وأوضح المستشار الرئاسي أن الطعام الذي كان يصل إلى عرفات خلال حصاره كان يأتي من خلال سيارة يتم تفتيشها من قبل الإسرائيليين قبل دخولها.
وكان أحد الأسئلة الموجهة من لجنة التحقيق لـ أبو ردينة: “هل تعلم أن هناك خزان مياه خاص بأبي عمار يتوضأ ويشرب منه وحده؟ وتم اكتشاف ذلك بعدما أصيب بحكة في جسده؟ وأن الخزان منفصل؟ ولمن تحمل مسؤولية عدم المعرفة وعدم الرقابة الأمنية أو الصحية على هذا الموضوع؟”.
وفي رده قال: “هناك شخص مسؤول اسمه يوسف العبد الله، ومجموعة أخرى كمدير مكتب الرئيس من المفترض أن يجيبوا عن هذه الأسئلة، ولماذا تم تغيير الخزان، ومن الذي أتى به، ومن الذي غطى التكلفة المالية”، وختم أن “هذه مؤشرات خطيرة ومهمة جداً ممكن أن تؤدي إلى خيوط كثيرة.
وتوفي ياسر عرفات في مشفى باريس العسكري في 11 نوفمبر 2004 بعد فترة من الحصار الإسرائيلي له في مقر المقاطعة برام الله وسط الضفة الغربية، فيما تم تشكيل لجنة التحقيق بعد مرور ست سنوات بعد الحديث أن وفاته كانت اغتيال بالتسميم وليست طبيعية.