المخرج المصري سمير نصر لـ”قبل الأولى”: جائزة التانيت البرونزي لفيلم “شرف” هي تتويج لكل فريق العمل

تحصل الفيلم المصري “شرف” المشارك في المسابقة الرسمية للدورة 33 لأيام قرطاج السينمائية، على جائزة التانيت البرونزي وكذلك على جائزتي أفضل سيناريو وأفضل ديكور…

يشارك في هذا العمل، ممثلين من 7 جنسيات عربية بما فيها تونس التي احتضنت تصوير أحداث الفيلم. فمن تونس، شار ك كل من خالد هويسة وجهاد الشارني وتوفيق البحري ورياض حمدي ومحمد الداهش ومن لبنان فادي أبي سمراء أمّا بطل الفيلم فهو الممثل الفلسطيني الشاب أحمد المنيراوي.

يروي الفيلم قصة الشاب “شرف” الذي يدخل السجن بعد جريمة دفاع عن النفس في رحلته لاكتشاف طبيعة شخصيته والمجتمع بأكمله…

“قبل الأولى” التقت مخرج الفيلم سمير نصر وتحدثت إليه عن الفيلم في الحوار التالي:

 

 

 

  • ماذا تعني لك الجوائز الذي تحصل عليها الفيلم في الدورة 33 لأيام قرطاج السينمائية؟

كل فريق عمل الفيلم سعداء بهذه الجوائز، وحقيقة كانت أيام لا تنسى ضمن فعاليات الدورة 33 لأيام قرطاج السينمائية حيث أن الجمهور استقبل كل عروض الفيلم بحب غير عادي وكانت هناك ردود أفعال رائعة وإحساس لا يوصف..

هذه الجوائز لها أكثر من معنى خاصة وأنها متنوعة حيث تحصل الفيلم على جائزة أحسن ديكور للصديق خليل خويا الذي قام بإنجاز الديكور في زمن قياسي و أيضا جائزة أحسن سيناريو الذي كتبته مع أستاذي وصديقي الكاتب المصري العظيم صنع الله إبراهيم وهو أيضا صاحب الرواية المأخوذ عنها الفيلم وجائزة التانيت البرونزي هي جائزة شاملة لكل الذين شاركوا في الفيلم،  فالمخرج هو في الآخر قائد العمل لكن الذي يصنع الفيلم هو الفريق والممثلين وفي الآخر هو تتويج لكل فريق العمل.

 

  • الفيلم مأخوذ من رواية عن أدب السجون، فلم هذا التوجه؟

في الحقيقة تأثرت كثيرا بالرواية عندما قرأتها في سنة 1997، وكنت وقتها أدرس في معهد السينما وتفاعلت معها بشكل غير عادي حيث لم أتفاعل في حياتي مع رواية بهذا الشكل، لأنني احسست أنها ترجمة صادقة صادمة مؤلمة شفافة جدا للواقع المصري في ذلك الوقت وكان لديّ حلم بأن أحوّلها إلى فيلم وشعرت عند قراءتها أنني أرى المشاهد، وفكرت بعدما أصبحت مخرجا وقدمت فيلمي الروائي الأول، وشعرت أنني قادر على إنجاز هذا الفيلم فاتصلت بالأستاذ صنع الله إبراهيم واتفقنا منذ أول لقاء وكتبنا السيناريو مع بعضنا، ومن هنا انطلقت الفكرة، لكن ما أثر بي أن الرواية تختار السجن كمكان لتتحدث عن المجتمع ككل وسألني عند أول لقاء لماذا تريد تحويل الرواية إلى فيلم؟، فأجبته لأنها تتحدث عن الخارج بتركيز شديد من خلال الداخل وهو السجن، وأنا أحب هذا النوع من الأفلام والتي تكون مركزة في مكان أو في زمن محدد،  وهذا يعجبني لأنني أشعر أنه يعطي فرصة للتركيز وأن نعمق الموضوع.

 

  • الفيلم كان مصريا بالأساس ثم تحوّل إلى فيلم عربي، فلماذا تم ذلك؟

طبعا الرواية مصرية وكان حلمي في هذا الفيلم أن أكون جزء من السينما المصرية التي تربيت عليها والتي شكلتني وأفتخر بأنني تعلمت من أفلام صلاح أبو سيف و يوسف شاهين و أفلام كمال الشيخ وسعيد مرزوق وغيرهم…

ولكن عندما أتى الربيع العربي وما تلاه من أحداث أحسست أنا والاستاذ صنع الله إبراهيم أن الأحداث التي حصلت في الوطن العربي قربتنا من بعضنا وقربت المشاكل والهموم، وهذا كان سببا من الأسباب.. فنحن فكرنا في هذه الفكرة من قبل ولكن عندما دخلنا حيز التنفيذ لاحظنا أن هناك خوفا من قبل بعض الممثلين وأعضاء فريق العمل، وقررنا أن نصنع الفيلم مع أشخاص لا تخاف لأنني أعتقد أن الخوف هو عكس الفن والإبداع، وأرى أن هذا الفيلم هو كلمة حق ولا يتحدث عن مرحلة أو نظام معين بل هو يتحدث عن حالة نحن كبلاد عربية مسجونين داخلها منذ عشرات السنين وهذه الحالة هي التي تعوقنا وهي التي تجعلنا نشعر أننا لسنا أحرارا وغير قادرين على تحقيق أنفسنا…

في الحقيقة كان هناك حزن في البداية بسبب بعض الممثلين المصريين الذين لم يواصلوا معنا المشروع لكن شعرت أن هذه فرصة كبيرة جدا لأن نحمل الفيلم إلى منطقة ثانية…

  • الفيلم يجمع 7 جنسيات، فكيف تم اختيار الممثلين؟

الكاستينغ الكبير تمّ في تونس وهناك ممثلين من جنسيات مختلفة مقيمين في تونس قاموا بالكاستينغ حيث كانت هناك شخصيات موجودة وهناك شخصيات اخترتها بناء على أنني كنت أراها مناسبة للدور،  ففادي أبي سمراء الذي قدّم دور الدكتور رمزي رأيته عندما كان يتظاهر في شوارع بيروت وكنت وقتها أبحث عن من يقدّم هذا الدور وأنا أعرف أنه ممثل كبير وشاهدت أعماله ولكن لم أكن أعرف أنه قريب جدا من الشخصية التي يقدمها في الفيلم بدليل أنه عندما عرضت عليه الدور شعر أنه دور مناسب له لأنه يعبر عنه وأحمد المنيراوي البطل مثلا هو من غزة ولكنه كان مقيما في تونس وهناك ممثل مصري اسمه إبراهيم صلاح وكنت منذ زمن أرغب في التعامل معه، وقدم دور “سالم” القاتل الذي يظهر آخر الفيلم وقد جاء من تايلاند خصيصا ليقدم هذا الدور.

كما أوجه تحية إلى روح الفنان توفيق البحري،  فالعمل معه كان ممتعا لأنه كان بسيطا وتلقائيا وكريما ولم أتوقع أبدا أنه عند عرض الفيلم لن يكون معنا وهذا الفيلم هو من آخر أعماله وترك أثرا جميلا

 

  • ولماذا تم اختيار تونس لتصوير الفيلم؟

التصوير في تونس كان لأسباب انتاجية، فالسيد بلال العثيمني هو المنتج التونسي للفيلم وفي الحقيقة كان هناك وعدا بأن نصور الفيلم في سجن حقيقي وهذا مغري جدا لأي مخرج بأن يصور في مكان حقيقي، ولكن للأسف هذا الوعد لم يتحقق ولم نستطع التصوير في سجن حقيقي وقمنا بالتصوير في استديو وكان معنا في العمل خليل خويا مهندس الديكور الذي استطاع أن يحول هذا المكان في زمن قصير إلى سجن مستعمل، وقد عرضت الفيلم مؤخرا في سجن في فرنسا وتساءل السجناء عن السجن الذي تم تصوير الفيلم فيه؟ حيث شعروا وكأنه سجن حقيقي…

 

حاورته: ريم حمزة

Related posts

أيام قرطاج الموسيقية: ماستر كلاس “مالوف غرناطي” بحضور ثلة من العازفين والمهنيين وعشاق الموسيقى من جنسيات مختلفة

ريم حمزة

3 أفلام لمنى زكي في عيد الأضحى

root

رزان جمّال بطلة أمام محمد رمضان في فيلم “أسد أسود “