تواصلت مسيرتها الفنية حوالي 60 سنة، هي “أم النجوم” وصاحبة “الرسالة”.. لها ألقاب عديدة على غرار “سيدة قاسيون” و “السنديانة الدمشقية” و “الملكة” و”سيدة المسرح”.. إنها الفنانة القديرة منى واصف وهي من بين المكرمين في الدورة 33 لأيّام قرطاج السينمائية…
“قبل الأولى”، التقت منى واصف وتحدثت إليها في مواضيع مختلفة تكتشفون تفاصيلها في الحوار التالي:
- كيف وجدت تصور الدورة 33 لأيام قرطاج السينمائية؟
لديّ شوق لأيام قرطاج السينمائية لأنها تعني لي الكثير، فقد كانت تونس أول بلد عربي عرض فيه فيلم “الرسالة” وكان ذلك في أيام قرطاج السينمائية ثمّ تتالت بعد ذلك الدعوات، وأحسست أن تونس تعني لي الكثير خاصة عندما تم عرض المسرحيات في مهرجان دمشق المسرحي وأتى الكثير من الممثلين الذين عرضوا مسرحياتهم خلال المهرجانات وتعرفت على الفن التونسي والممثلين والممثلات التونسيين، تونس لا تستحق شهادة فهي متقدمة فنيا سواء سينمائيا أو مسرحيا أو تلفزيونيا وأنا أعرف ذلك جيدا لأنني مهتمة بهذا التقدم…
في الحقيقة خلال هذه الدورة، شعرت برهبة وأنا أصعد درج مدينة الثقافة لأنه كان هناك حضورا إعلامي كبير جدا، ربما لاحظت ذلك في بلدان أوروبية لكن لم أشاهد هذا الحضور الإعلامي في أي بلد عربي.. و كذلك الانضباط خلال إجراء الحوارات بهذا الشكل والتغطية الإعلامية التي كانت حاضرة…
وما لفت نظري خلال هذه الدورة هو الاهتمام بوجود النساء في لجان التحكيم وهذا مهم جدا كما أن مديرة المهرجان امرأة ووزيرة الشؤون الثقافية امرأة وهذا مهم أيضا لأن المرأة عندما تكون في موقع التنفيذ أو السلطة تنجز عملها بشكل أنيق ويكون فيه نوع من الإحساس الأنثوي الراقي…
وأنا سعيدة بتكريمي خلال هذه الدورة من المهرجان العريق خاصة وأنّ من سيكرمنني هن نساء قويات
- محطات عديدة كانت في مسيرتك الفنية، كيف تنظرين إليها اليوم؟
عندما أتحدث عن مسيرتي يكون دائما هناك نوع من الرعب وأسأل نفسي دائما إلى أين يمكن أن أصل فأنا لا أتصور أنني قدمت كلما أريده…
- هل تعتبرين أن أعمالك مثل أبنائك؟
ليست المسألة كذلك، فأحيانا تحبين ابنا أكثر من آخر وتشعرين بالراحة مع ابن أكثر من آخر… أنا أقول أن أعمالي كلها أصبحت شراييني و يتغذون من دمي، وكل الذي قدمته كنت مقتنعة به، وهذا لا يعني أنني لم أسئ الاختيار، فخلال 58 سنة حيث دخلت الوسط الفني منذ 60 سنة لكنني لم اشتغل لسنتين عندما انجبت ابني و توقفت لسنتين عن العمل ثم واصلت ولم أتوقف إلى اليوم.. وخلال هذه الفترة كنت مقاتلة وليس فقط فنانة رومانسية حيث كنت امرأة عادية أعمل وأعود للبيت لأطبخ وأقوم بكل واجباتي ثم أذهب إلى المسرح القومي قبل ساعتين من الموعد فقد أحسست أنني أصبحت داخل الفن والمسرح أين أشتم رائحة الخشب.. و أقول إذا لم تكوني قادرة على السيطرة على نفسك فالفن يمكن أن يوصلك إلى نشوة غريبة فيها شيء من الجنون مثلا…
- ما الأقرب بالنسبة إليك، المسرح أم السينما أم الدراما؟
لا شك أنه المسرح، فهو سيدي وأبي وأمي وعائلتي وهو الذي أخذي إلى السينما والتلفزيون و الإذاعة وهو الذي أعطاني حصيلة ثقافية حتى أشعر أنني فعلا ممثلة وهو الذي جعلني أقرأ بهذا الشكل الكثيف وهو الذي جعلني لا أخاف من الزمن وهو الذي علمني أن استمع إلى القران الكريم ترتيلا وتجويدا لأتعلم مخارج الحروف ، وقد تم قبولي في فيلم “الرسالة” لأنني أجيد اللغة العربية الفصحى مثل ما سمع عني العقاد رحمه الله عندما اكتشفني في سوريا، وهذه اللغة هي التي أوصلتني لتقديم أعمال عالمية وكذلك الأعمال العربية المشتركة باللغة العربية الفصحى وخاصة التاريخية.. وأنا أدين للمسرح لأنني لو بدأت من التلفزيون أو السينما لما أخذت دور الملكات و الشخصيات القوية، فعندما تكونين على خشبة المسرح وتقدمين حتى دور “الخادمة” تشعرين وكأنك ملكة وفي دور الملكات كنت أشعر بذلك الشموخ الملوكي…
- جسدت دور الأم كثيرا، فكيف تحرصين على ألاّ تكرري نفسك؟
هذا هو الهاجس الذي يتعبني لأنني لا أقدم دورا اعتباطيا، كل دور له مواصفاته، وأنا أذهب إلى الشخصية وأتبنى ماذا تفعل…
فالشغف بأن تكوني ممثلة ليس لعبة حيث يجب أن يكون هناك انضباط وأخلاق وتضحية وإحساس بالنبل لأن الفن نبيل، وأنا أفرق بين دور وآخر لأنني أغوص في الشخصية وأذهب إلى تفاصيلها.. وأتمنى قبل أن أموت أن أجسد دور أنديرا غاندي وإذا قدمته سأكون وكأنني توجت فأنا دائمة الحلم…
حوار: ريم حمزة