بلغت المرأة التونسيّة الباحثة مراتب رفيعة وما تقدّمه من اسهامات علميّة قيّمة حصدت من خلالها نجاحات على المستوى العربي وجعلتها نموذجا وقدوة من هذا المنطلق انعقدت يوم 6 أكتوبر 2022 ندوة بعنوان “تونسيات مبدعات منتجات للمعرفة” ضمن البرنامج الثقافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب لإلقاء الضوء على تجارب نسائية ناجحة في المشهد الثقافي التونسي.
وقد رصدت هذه الندوة تجارب كل من السيدات: زهية جويرو مديرة معهد تونس للترجمة وآمال مختار مديرة بيت الرواية وراضية العرقي مديرة إدارة الآداب بوزارة الشؤون الثقافية وسهام بن عبد الكريم رئيسة مصلحة الاقتناء بدار الكتب الوطنية ونورس الرويسي إطار بمركز تونس للإبداع الثقافي الرقمي وآمنة الجبلاوي رئيسة المعهد الدولي للإنماء الإنساني .
تحدثت السيدة زهية جويرو عن نساء تونسيات فاعلات في انتاج المعرفة والعلوم وخلقهن لحركية على المستوى والعربي من خلال انتاج خطاب ديني برؤية مختلفة،
مذكرة بأسماء مفكرات تونسيات أثّرن في المشهد الفكري من بينهن حياة عمامو وبثينة بن حسين وحياة قطاط القرمازي ونادية الوريمي وألفة يوسف وزينب التوجاني وغيرهن كثيرات.
مؤكدة في السياق ذاته أن الفكر التونسي المستنير يعتمد دوما منطق منهجية البحث العلمي وانطولوجيا الدين والمعارف الانسانية.
من ناحيتها تناولت السيدة آمال مختار مجال الكتابة عند المرأة فاعتبرته “رحلة في سبر أغوار الذات والتحرر من العقلية الذكورية”، مذكرة بما قام به الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة في سبيل تحرير المرأة على الرغم من أن هناك أحجبة في العقل لا يمكن فكّها بسهولة.
وقد ذكرت السيدة آمال مختار بعض الروائيات الرائدات في مجال الكتابة مثل عروسية نالوتي ونافلة ذهب وهند عزوزي معتبرة أن الإنتاج الروائي يقدم بدوره فكرا مستنيرا يشحذ العقول ويدفع بها نحو آفاق أرحب وأرقى.
وفي الاطار نفسه ذكرت الكاتبة آمال مختار رواية “طوق الحمام” للكاتبة السعودية رجاء عالم التي حصلت من خلالها على جائزة البوكر العربية سنة 2011 حيث اعتبرت مختار أن هذه الرواية جريئة بطرحها لحكايات العشق في المملكة العربية السعودية.
زاوية أخرى تطرّقت لها السيدة راضية العرقي وهي مسألة الترويج للإبداع التونسي على اعتبار أنها راكمت من التجربة صلب الوزارة ما يفوق 34 سنة.
حيث تهتم المؤسسات الثقافية بالوزارة بالجانب الانتاجي والتنظيمي واللوجستي للتظاهرات وهو دور مهم لأنه يعرّف بالزخم الثقافي ويبرز مكانة المثقف في مجتمعه ويمنح الباحثين والمهتمين مادة ثقافية ترتقي بمستوى الذائقة.
وذكرت العرقي أن عملها يرتكز أيضا على تأثيث شبكة المكتبات العمومية ( 437 مكتبة) وتنظيم المعارض والترويج للكتاب التونسي، إلى جانب إحياء المرسوم المنظم لجوائز تشجيع الدولة للإنتاج الأدبي والعلمي والتي تمنح مبالغ تشجيعية لمختلف أصناف الإنتاج الأدبي والعلمي التونسي.
أما عن دور دار الكتب الوطنية فقد عرضت السيدة سهام بن مبروك دور هذه المؤسسة الحاضنة لنفائس الكتب والمخطوطات والدراسات القيمة، مثمنة مسألة رقمنة الكتب بما يخدم الترويج على مستوى عربي وعالمي للإنتاج الأدبي والفكري التونسي خاصة منها الانتاجات النسائية.
وقد اعتبرت السيدة نورس الرويسي من جهتها أن المرأة التونسية المبدعة تحقق جودة الحياة على الأقل انطلاقا من تجربتها الثرية فقد عملت الرويسي في مجال السينما بعد أن كانت متطوعة في الجامعة التونسية لنوادي السينما.
وهي باحثة ومدربة ومبرمجة سينمائية متحصلة على ماجستير السياسات الثقافية و الإدارة الثقافية كما عملت كمديرة قسم الأفلام والبرمجة بمهرجان أيام قرطاج السينمائية 2015 إلى 2019 و2021 ومبرمجة بمهرجان المنارات السينمائي وكذلك مستشارة في مهرجان الفيلم العربي بزيورخ (IAFFZ).
وهي تعمل حالياً كخبيرة مشاريع في مركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي، ومن بين هذه المشاريع ورشة “سينما الواقع الافتراضي” بالجناح التونسي الذي فيه اختبر جل زوار الجناح تجربة زيارة افتراضية للمعالم الأثرية والتاريخية التونسية.
وأخيرا تحدثت الباحثة والدكتورة آمنة الجبلاوي عن مجال عملها فهي المختصة في الحضارة الاسلامية والأديان إلى جانب أنها رئيسة المعهد الدولي للإنماء الإنساني الذي من بين مهامه الإحاطة بشباب الأحياء الشعبية حيث تنتشر ثقافة العنف من خلال القيام بعملية التوقي على جميع المستويات من مخاطر الانحراف والسقوط في شبكات التطرف الديني والعُنف والجريمة.
وقد أصدرت الجبلاوي في انسجام مع عملها الجمعياتي مجموعة من الكتب والدراسات مثل “الصابئة” و”الإسلام المبكر، الاستشراق الانجلوسكسوني الجديد” بالإضافة إلى أنها عضو في مشروع مواطنون من أجل السلام.