في معرض الرياض الدولي للكتاب: البرنامج الثقافي الموازي فسيفساء من الفنون التونسية

استطاع البرنامج الثقافي الموازي الذي تقدمه وزارة الشؤون الثقافية خلال فعاليات معرض الرياض الدولي أن يحتلّ مكانة لدى الزوّار، كونه فرصة للتعريف بالفنون في تونس وهي التي تشكّل فسيفساء عاكسة لثراء الثقافة التونسية وتنوعها.

وفي هذا الإطار أقيمت الثلاثاء 4 أكتوبر 2022 ندوة تحت عنوان “المقامات من الجزيرة العربية إلى شمال افريقيا”، وتحوّل اللّقاء لاحقا إلى حفل فني مصغّر أحيته الفنانة درصاف حمداني.

وقدّم هذه الندوة الأستاذ الطاهر العجرودي بمشاركة  الفنانة درصاف الحمداني وكل من  الباحث وعازف الكمان فوزي المحمودي وعازف العود محمد علي بن الشيخ

حيث احتلّت الموسيقى والأغاني الحيز الأكبر من زمن هذا اللقاء الحواري بتدخلات موسيقية بإمضاء درصاف الحمداني في وصلات من المالوف التونسي.

واطلع الحضور على عدد من المعطيات القيّمة، وذلك من خلال تقديم لمحة تاريخية عن تأثر الموسيقى بجغرافيا المكان وعن مؤتمر الموسيقى العربية سنة 1932  في مصر  بحضور ممثل الموسيقى التونسية خميس ترنان وعملية تدوين الموشحات ليتم على إثر المؤتمر إنشاء معهد الرشيدية  وتسجيل نمط موحّد عن الطبوع ونوبة المالوف.

وبالعودة إلى باقي الندوات نذكر ندوة ” الكتاب في زمن الرقمنة” ، حيث تم استعراض ثلاثة مشاريع  ريادية في مجال الاقتصاد الثقافي الرقمي، منهم منصّة “الخريطة الرقمية للناشرين والطابعين والمؤلفين التونسيين من خلال الترقيم الدولي الموحد للكتب والدوريات” الذي تشرف عليه دار الكتب الوطنية ومنصة جربة view للباعثة الشابة آمنة بن جدي ومنصة bouquiniste للشاب وليد بيلوني.

وتعتبر منصة الخريطة الرقمية مشروعا متميزا في العالم العربي، باعتماد الترقيم الدولي الموحد للكتب والدورياتISBN  /ISSN

وقد تحدثت عن هذا المشروع خلال الندوة رئيسة مصلحة الاقتناء بدار الكتب الوطنية السيدة سهام بن مبروك وممثلتها في جناح وزارة الشؤون الثقافية بمعرض الرياض الدولي للكتاب، فبيّنت أن هذه المنصة تقوم بالأساس على تطبيقة لخريطة افتراضية استبيانية تعنى بالناشرين التونسيين والمؤلفين والطابعين، وفيها  يتم تحديد مواقعهم على خريطة تونس والعالم، كما تتضمّن الخريطة روابط تحيل على الناشرين والمؤلفين.

وهذه التطبيقة موجودة على موقع المكتبة الوطنية وحاليا تتم عملية تحيينها قبل إطلاقها في القريب العاجل.

وتشير آخر الاحصائيات حسب ما صرحت به السيدة بن مبروك إلى وجود أكثر  من 700 ناشر في تونس ومليوني كتاب و 16 ألف دورية. وتمكّن هذه  الخريطة الرقمية الباحثين والمهتمين بالكتاب البحث عن أي إصدار انطلاقا من عنوانه أو من دار النشر، أو المؤلف، كما تتيح المنصة للباحثين الحصول على كل المعطيات المتعلقة برصيد الناشر من الإصدارات.

وفي إطار الندوة نفسها عرّف كل من الباعثين الشابين آمنة بن جدي ويوسف بيلوني بمشروعيهما حيث يُعنى المشروع الأول بالترويج للتراث المادي عبر كتب تفاعلية أما الثاني فهو منصة لبيع الكتب القديمة في إطار تمكين الطلبة في الجهات من المراجع الضرورية ودعم اللامركزية الثقافية.

كما انتظمت أيضا ندوة حول “الفكر التنويري وأثره في الثقافة العربية” التي ترأسها أستاذ الفلسفة بالجامعة التونسية الدكتور حمّادي بن جاب الله، وحاضرت فيها الباحثة والمؤرخة ليلى التميمي البليني التي اتخذت من أول طبيبة تونسية، توحيدة بالشيخ، مثالا باعتبارها صاحبة فكر تنويري وملهِمة بالتطرق لمسيرتها المشرفة وأهم ما قامت به لفائدة المرأة التونسية.

وتعتبر المؤرخة ليلى البليني أن المجتمعات لا تتغير بالحركات الجماعية إنما بتجارب فردية ملهمة، لذلك كان للتعليم في تونس  أهمية قصوى لأن  له تأثيراته الايجابية على المجتمع  على جميع الأصعدة وما مكانة التي تحتلها اليوم المرأة التونسية إلا نتاج لعديد التضحيات والنضالات.

ومن جهته تطرق رئيس منتدى الفكر التنويري التونسي والإعلامي محمد المي إلى تجارب التنويريين التونسيين، منهم بالخصوص العلامة ابن خلدون والشاعرين أبو القاسم الشابي وبيرم التونسي، علاوة على المصلح الاجتماعي الطاهر الحداد رائد الفكر الإصلاحي وصاحب الكتاب المرجع “امرأتنا في الشريعة والمجتمع”.

Related posts

الممثل الفرنسي “آلان ديلون” يقرر إنهاء آلامه الصحية بالموت الرحيم

root

في رأس السنة: 7 أفلام كوميدية جديدة

ريم حمزة

رئيس الجمهورية يشرف على افتتاح الدورة الـ 38 لمعرض تونس الدولي للكتاب