مهرجان الحمامات الدولي 2022: عرض “محمود، مارسيل و أنا”.. تكريم لذاكرة موسيقية وشعرية خالدة

بين ثنايا اللحن والقصيدة التي شكلها الثنائي الفنان اللبناني الملتزم مارسيل خليفة وشاعر المقاومة والجرح الفلسطيني الراحل محمود درويش (13 مارس 1941-9 أوت 2008)، و إحياء لذكرى وفاة الشاعر الكبير، اختار مارسيل ونجله بشار مار– خليفة في سهرة الأربعاء 10 أوت ضمن عروض الدورة 56 لمهرجان الحمامات الدولي، تكريم ذاكرة موسيقية وشعرية خالدة تأبى النسيان عبر عرض خاص بعنوان “محمود، مارسيل و أنا”.

وألف بشار مار- خليفة الموسيقى وابتكر العرض في إعادة تصور لعالم محمود درويش ومارسيل خليفة غناء وعزفا على العود، بعد أن سبق وتمّ عرض هذه الموسيقى للمرة الأولى في فيفري 2020، ثم انطلق سنة 2021 في جولة فرنسية ودولية.

عرض مارسيل خليفة وابنه بشار على ركح مسرح الحمامات كان مميّزا، وتجلّت خصوصيته في الحضور الجماهيري الكبير الذي ملأ المدرّجات وأنصت بحسّ مرهف وانتباه شديد للموسيقى.

وقد نسج هذا الفنان اللبناني الملتزم قصّة جميلة مع جمهور الحمامات الذي قال عنه مارسيل، خلال الندوة الصحفية التي تلت العرض مباشرة إنه “ينصت جيّدا ويقدّر معنى الكلمات”. وقد أسمع مارسيل ومجموعته الموسيقية المتألفة من ابنه بشار عازف البيانو وأربعة عازفين آخرين على الآكورديون والتشيللو والغيتارة والساكسوفون، جمهور الحمامات لغة موسيقية جديدة امتزجت فيها مختلف إيقاعات الموسيقى الغربية مع ألحان آلة العود، وهي نتاج عملية بحث متواصل وتعكس كسر القواعد والحدود الموسيقية.

وانطلق العرض بأداء أغنية “بيروت” التي أراد من خلالها مارسيل تكريم ضحايا الانفجار الهائل الذي هز العاصمة اللبنانية بيروت مطلع شهر أوت من سنة 2020. وغنّى أيضا من روائع أشعار درويش “هذا البحر لي” و”نلتقي بعد قليل” و”خائف من القمر” و”أنا يوسف يا أبي” و”إلهي لماذا تخليت عني” ونعرف الماضي ولا نمضي”. وبطلب من الجمهور، أدى مارسيل ومجموعته من قصيدة “ريتا” واستمرّ في غناء “في البال أغنية” و”يطير الحمام”.

لقد أوفى مارسيل خليفة للشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش حقه في هذا العرض الذي استحسنه الجمهور وصفّق له طويلا وبحرارة، وهو يترجم مقولة مارسيل الشهيرة متحدثا عن أشعار درويش: “الله خلقني من أجل قصائده”.

وتحدّث مارسيل للصحفيين بعد العرض عن انغماسه منذ فترة في كتابة موسيقى لعمل “جدارية”، مضيفا أنها ستكون عملا أوبيراليا وأوركستراليا مُمسرحا.

تتواصل سهرات الدورة 56 لمهرجان الحمامات الدولي، وسيكون الموعد يوم الخميس 11 أوت مع عرض “ودعة” التونسي لعائدة نياطي و زياد الزواري.

Related posts

التونسي آدم بسة يفتتح مسابقة أسبوع النقاد في مهرجان كان السينمائي

أسئلة عقد النشر النموذجي في قطاع الكتاب في المعرض الوطني للكتاب التونسي

ريم حمزة

عمرو واكد يقترح تأسيس دولة عربية جديدة في العالم الافتراضي