احتضنت مؤخرا، قاعة الفن الرابع بالعاصمة العرض “قبل الأوّل” للعمل المسرحي الجديد “السلطة الرابعة” للممثل خالد هويسة بحضور عدد كبير من الصحفيين والاعلاميين و الممثلين…
مسرحية “السلطة الرابعة” من نوع المونودراما، أخرجها عبد القادر بن سعيد الذي اشترك مع خالد هويسة في الكتابة وصاحب الفكرة هو الصحفي ناجي الزعيري.
المسرحية حسب خالد هويسة، تطرح قضية شاب له طموح للكتابة الصحفية ويمتلك إيديولوجيا وأفكار غلف بها أحلامه وطموحاته الرهيبة لدخول عالم الصحافة ومن هناك تبدأ الانكسارات و الصنصرة لكن همّه الوحيد كان البحث عن النجومية ليكون معروفا في البلاد…
خالد هويسة غاص بنا من خلال هذا العمل في عالم الصحافة كاشفا خبياه، فكان أدائه مقنعا وأثبت أنّ له طاقة كبيرة في تقمصه للعديد من الشخصيات، فأبهر الحاضرين بتلونه من شخصية إلى أخرى باتقان كبير…
يناقش العمل الجديد واقع الصحافي في عهد زين العابدين بن علي في محاولة لتقصّي حجم الانتهاكات التي شهدتها خاصة في سنواته الأخيرة، مع حجب العديد من المواقع الإلكترونية والاعتداء على عدد من الصحافيين والتضييق عليهم وعلى المؤسسات الإعلامية المستقلّة وينتهي العمل مع اندلاع الثورة ملمحا بما سيتعرض له هذا الواقع بعد الثورة .
خالد هويسة: ” سعيد جدا لأنّ السلطة الرابعة رأت النور بعد تعب ومجود كبير”
وعلى هامش العرض، التقينا الممثل خالد هويسة الذي أعرب عن سعادته الكبيرة بعودته إلى خشبة المسرح بعد غياب دام 12 سنة بسبب انشغاله بالأعمال التلفزية والسينمائية.
وفي السياق ذاته، قال: “سعيد أيضا لأن العمل رأى النور حيث اشتغلنا عليه كثيرا وتعبنا، كما أسعدتني كثيرا ردود أفعال الجمهور خاصة من الزملاء والصحافيين والإعلاميين وهذا يحملني مسؤولية أكبر والمهم أن الرسالة وصلت وكذلك المضمون وعمق الخطاب…”
وعن سبب اختيار السلطة الرابعة كموضوع للعمل، قال: ” شاءت الصدف أن التقيت ناجي الزعيري و عبد القادر بن سعيد ولم أكن أنوي تقديم هذا العمل حيث كنا في طريق آخر ولكن تغيرت الفكرة وانطلقنا من الفكرة التي اقترحها ناجي، ومن الفكرة كتبنا نصا فهو كان بمثابة بنك المعلومات وخبايا العمل الصحفي، و الكتابة كانت محصورة بيني وبين عبد القادرة بن سعيد بمشاركة ناجي الزعيري وهو صاحب الفكرة…”.
آراء الممثلين حول المسرحية
محمد علي النهدي: “مسرحية السلطة الرابعة متميزة شكلا ومضمونا وخالد هويسة أبرز طاقة كبيرة في تقمص الشخصيات”
ومن بين الممثلين الذين حضروا العرض قبل الأول لمسرحية السلطة الرابعة نجد الممثل والمخرج محمد علي النهدي الذي قال في تصريح لـ”قبل-الأولى”: “كنت أتصور أن تكون المسرحية جيدة لأنني التقيت خالد هويسة سابقا واطلعت على النص وأعرف جيدا جديته في العمل.. وهذه هي مكونات النجاح حيث قال الفاضل الجزيري “تعطي للشغل كارو”، فالفنان والممثل والمبدع يجب أن يعطي “كار الخدمة ويثني الركبة” وستكون النتيجة عملا متميزا.. المسرحية بالنسبة إلي متميزة شكلا ومضمونا يعني على مستوى الشكل فالإخراج والسينوغرافيا تتماشى مع الموضوع المطروح وهو معاناة الصحافي التونسي قبل الثورة ومع اندلاع الثورة لأن المسرحية تنتهي مع اندلاع الثورة و الحكاية التي تتطرق إليها خالد في المسرحية مستوحاة من الواقع…”
وأضاف: “لقد أبرز خالد هويسة من خلال هذا العمل طاقة كبيرة في تقمص الشخصيات التي كانت مختلفة وكان هناك لحظات جيدة تم من خلالها “التنفيس” على المتفرج لأن النص دسم و “التنفيسات الصغيرة” جيدة وأنا مع تأييدهم أكثر لأن المسرحية قابلة لأن تكون في نفس الوقت “ضامرة” وفاجئني خالد من خلال هذه الناحية حيث بيّن أنه ضامر…”.
وأكّد محدثنا أنّ العمل جيد وصعّد في مستوى الأعمال مشيرا إلى أنّه مهم جدا أن نشاهد أعمالا راقية خاصة وأنّ هناك اليوم موضة الممثل الواحد على الركح أي “الوان مان شو” والتي أرى فيها الكثير من الاستسهال والنصيحة التي أقدمها للشباب هي ألا يتسرعوا على حدّ تعبيره…
حمدي حدّة: ” أبهرني خالد هويسة في السلطة الرابعة “
وفي تصريح لـ” قبل-الأولى”: قال الممثل حمدي حدّة: “لم أكن انتظر هذا المستوى، فأنا وخالد تلقينا تكوينا في المسرح لدى توفيق الجبالي وأعرفه جيدا والتقينا في الكثير من الأعمال الدرامية، و في الحقيقة خالد أبهرني في مسرحية السلطة الرابعة وأحسست أن هناك اشتغال ومجهود كبير على العمل وحتى الموضوع المتناول ليس سهلا وبالنسبة إلي تطرق إلى مسائل يجب أن تحكى، و لاحظت أنّ الموضوع يتم تناوله للمرة الأولى و بكل صراحة خالد هويسة وعبد القادر بن سعيد مثلا ثنائيا جيدا ولمسنا ذلك في النتيجة التي شاهدناها اليوم.. صحيح أن الموضوع يعتبر مغامرة خاصة وأن خالد ليس صحافيا لكن في كتابة النص كان هناك صحافي وفي الأخير الممثل ليس مسؤولا عن النص بل عن الأداء وخالد أقنعنا من خلال تقمصه لدور الصحافي…”.
ريم حمزة