في  أيام قرطاج الكوريغرافية: هل يمكن للرقص الشعبي أن يلبس ثوب الرقص المعاصر؟

منذ الستينيات تم إحداث الفرقة الوطنية للفنون الشعبية تحت إشراف وزارة الثقافة في سياق سياسة ثقافية للحفاظ على التراث الشعبي التونسي من خلال الرقص.  في سنة 2018، تم دمج الفرقة الوطنية للفنون الشعبية مع مسرح الأوبرا لمدينة الثقافة (قطب الباليه والفنون الكوريغرافية) في إدارة لعماد عمارة . ومن أجل ضخ دماء جديدة في جسدها حتى تعود إلى أمجادها في نيل الجوائز والتتويجات في جميع أنحاء العالم، قدمت فرقة الفنون الشعبية عرضها الجديد “ودوني” ضمن الدورة الرابعة لأيام قرطاج الكوريغرافية. ولأول مرة في تاريخها تعاملت الفرقة مع الأوركستر السمفوني التونسي بقيادة راسم دمق  بحثا عن التجدد والتجديد.

إلى أي مدى تتقاطع مبادئ الأصالة ورهانات المعاصرة في عرض “ودوني ” ؟ في هذا الإطار يقول  مدير فرقة الفنون الشعبية عماد عمارة : ” إنّ الكوريغرافي الحقيقي هو من يتمتع بخلفية فنية محترمة ويمتلك ثقافة عميقة عن الإيقاعات والخطوات والموروث الغنائي…  ومن هنا أردنا أن يكون عرض “ودوني” وفيا إلى الهوية التونسية ورائحة الربوع التونسية في مواسم الحصاد و طقوس الرعاة وتقاليد الأرياف… ولكن دون أن نغمض أعيننا عن رياح المعاصرة من حولنا. “

وقد استمد عرض “ودوني” عنوانه من أغنية “ودوني” للفنان زياد الزواري الذي ساهم بدوره في إنجاز هذا المشروع الفني. وقد أفاد زياد الزواري بالقول: ” في فترة الكورونا أعدت التوزيع الموسيقى لأغنية “ودوني” من تراث جزيرة قرقنة في ولاية صفاقس  سيما وهي تتحدث عن الشوق بسبب الفراق وانقطاع سبل التواصل. وقد أعجب بها كثيرا الكوريغرافي عماد عمارة واقترح علي  التعامل المشترك من أجل إنتاج عرض متكامل  يحضر فيه الشعر والموسيقى والكوريغرافيا… فكان اللقاء بين المزود والكمنجة عنوان صلح وتكامل. ونحن نحتاج اليوم إلى التحليق نحو العالمية ولكن  بأجنحة الهوية والخصوصية التونسية”.

ويتحدث عرض “ودوني” عن قصة “شوق” ، هذه  الفتاة الجريئة والفضولية التي تدعونا إلى جولة شيقة  لاكتشاف تونس على ركح عرض فرجوي مستوحى من التراث الفني  التقليدي  التونسي  بكل  عناصره من رقص  وموسيقى وأغاني وشعر ولباس واكسسوارات…

لم يغب الرقص الشعبي بما هو ذاكرة جماعية وعنوان أصالة وهوية عن برمجة أيام قرطاج الكوريغرافية في دورتها الرابعة، من خلال برمجة عرض “ودوني” لفرقة الفنون الشعبية وكذلك عرض “ربوخ” للكوريغرافي وائل مرغني. وفي هذا العرض يستدعي الفنان الموروث الشعبي في سعي إلى  تثمين التراث غير المادي المتمثل في رقصات وموسيقى  الحفلات التونسية.

هل يمكن أن يلتقي الرقص الشعبي والرقص المعاصر على ركح  واحد؟ يجيب وائل مرغني، فيقول:”كثيرا ما يتابع  الراقصون التونسيون إنتاجات الغرب  في الرقص المعاصر. فتساءلت: لماذا لا يكون الرقص الشعبي التونسي مصدر إلهام للرقص المعاصر ؟  ولماذا لا تكون خطوات الرقص التونسي محل اقتباس لدى الغرب في المستقبل؟ وفي هذا الإطار يندرج عرض “ربوخ” الذي يمثل مشروع  بحث  أواصل الاشتغال عليه.  في هذا العرض نحاول تقديم تصور عن شكل حفل “الحنّة” في تونس في استشراف لأسلوب الحياة عام 2030.  وقد حافظنا على الروح التونسية في تقنيات الرقص مع لمسة معاصرة  لا تطمس الهوية  وتطمح إلى التجديد”. 

Related posts

القضاء اللبناني يُنصف إليسا في قضيتها ضدّ زياد برجي

بمناسبة عيد الحب: شيرين اللجمي تصدر أغنية “احلوي”

ديانا كرزون تطرح أغنية “الشعب البطل” إهداءً لفلسطين