في مبادرة للفنانة التشكيلية والباحثة ريم سعد بقرية سيدي بو سعيد، انطلقت يوم السبت 11 جوان 2022، مسيرة الوعي، وهي مبادرة فنية تطوعية تندرج في إطار فن الشارع وتهدف إلى التعبير عن قضايا إنسانية ذات صلة ثقافية وفكرية واجتماعية تملؤها قيمة جمالية، وتبدأ “مسيرة الوعي” بتجمع أحباء وحبيبات الفنون من أمام نافورة المياه المحاذية لجامع سيدي بوسعيد، مرورا بعين الماء الطبيعية بالقرية وصولا إلى المنارة، في حركة رمزية من الفنانة.
ورافق ريم سعد عدد من طالبات المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية، وتقول سعد “أريد أن أذكر بالاسم رحاب سلطاني وسارة بوسليمي وسوسن الجليدي وإيناس مصفار.. ممّن رافقنني كل مرّة في رحلات العين تطوعيا، إيمانا منهنّ بقيمة الفنون في التغيير والتحسيس ونشر الوعي والجمال، وأريد أن أؤكد أنّ هنالك مفاجئة في المسيرة، حيث اخترنا جدارا لنضيئه بجرأة الألوان والرموز”
وترى الفنانة أنّ الفن مكانه الأوّل في الشارع، الذي يعتبر بدوره منصة قوية لتحسيس الجمهور وشكل قوي من أشكال التعبير لإحداث التغيير المنشود لمجتمع أكثر وعيا وانفتاحا.
وتحمل ريم سعد في كل رحلة من رحلاتها لإلصاق العين فرشاة و”غيرة بيضاء” (لصق ايكولوجي) في قارورة من الزجاج وتلصق على جدران الشوارع أو الأزقة أو الأنهج ملصقات العين بأسلوب فني مبتكر لاقى انتشارا ورواجا في الفضاء العام، ويأخذ شكلا من أشكال الفنون البصرية.
و تفضل سعد الشوارع والأماكن العامة للاتصال المباشر مع الجمهور في وضوح الشمس ودون حدود، وكل يرى ملصقاتها من منظوره وتصوراته وتأويله،
وتحمل الفنانة ملصقات نسخ مبتكرة للـ”العين” عن لوحة فنية اشتغلت عليها بتقنية الفسيفساء المائية بيعت في أحد معارضها، وتجمع ألوان إفريقيا والبحر المتوسط وتكتنز درجات وألوان كوكبنا الأرض بمختلف تنوعات سكانها وأعراقهم وأعرافهم واختلافاتهم. وتحمل صورة “العين” عدّة دلالات ورمزيات حسب الثقافات والحضارات.
وتحوّل الفنانة البعض من لوحاتها كملصقات في إطار مقاربتها لفن الشارع، وهي مزيج بصري لأشكال اختزلها، وتركتها ضمن رموز لكل منها سرياليتها و رمزيتها ، بتقارب فسيفسائي لينفصل الجزء والكل ضمن فلسفات نفسية تحليلية تُظهر حميمية بين المفاهيم التي تؤمن بها، وبين مؤثرات المعتقدات على الإنسان ضمن الوعي الفني والعمق الجمالي، وكيميائية الرؤية التشكيلية، باعتبار أن ريم سعد فنانة بصرية تربوية بالأساس .
