تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف، اختتمت الاربعاء 18 ماي 2022 بمتحف الصحراء بدوز فعاليات الدورة 31 لشهر التراث، تحت إشراف وزيرة الشؤون الثقافية الدكتورة حياة قطاط القرمازي وبحضور المعتمد الاول السيد توفيق المباركي وعدد من الاطارات المحلية والجهوية ومجموعة من اطارات الوزارة بالإضافة إلى ممثلين عن مكونات المجتمع المدني بولاية قبلي.
وانطلقت فعاليات الاختتام بعرض لمجموعات متحفية بمتحف الصحراء بدوز والتي تعكس أنشطة الحياة التقليدية اليومية والموسمية لحياة البدو الرحل من قبائل المرازيق والصابرية وغريب والعذارى واولاد يعقوب في منطقة نفزاوة بالجنوب الغربي التونسي.
كما تضمّن نشاط الاختتام جولة في معرض لورشات حية خاصة بصنع البلغة المرزوقية والطريزة وغيرها، إلى جانب معرض للصور الفوتوغرافية حول محور “اللباس التقليدي هوية وطنية وخصوصية جهوية”.
وبالمناسبة قدم السيد محمد الجزيراوي مداخلة علمية حول اللباس التقليدي بعنوان “من المحلية إلى الكونية”.
وفي نفس الإطار تم تقديم عرض للأزياء التقليدية المحلية من تصميم السيدة آمنة الشايب وعرض روائي شعري ومسرحي حول اللباس التقليدي بولاية قبلي من تقديم السيد علي الشايب، فضلا عن عرض لرقصة “البرنوس” التي تعتبر من أعرق الرقصات في المنطقة ولها لرمزيتها المتعددة، قدمتها فرقة “النجوم الخمس” للفنون الشعبية للفنان الهادي عبد الظاهر.
كما تم تقديم عرض “الوشمة” للحكواتي والشاعر والرسام والفنان صالح الصويعي.
وفي كلمتها أكدت الدكتورة حياة قطاط القرمازي أن اختيار متحف الصحراء بدوز لاحتضان فعاليات اختتام الدورة 31 من شهر التراث يؤكد حرص وزارة الشؤون الثقافية على التركيز على أهمية المتاحف الداخلية ولا سيما المنطقة الجنوبية التي لها من التراث والثقافة ما يبعث على الاعتزاز ويستحق التسجيل في التراث العالمي، ومزيد التوعية والنهوض بالمتاحف التي تهتم بالتراث غير المادي، هذا التراث الحي الذي بدأ يأخذ المكانة التي يستحقها خاصة بعد تسجيل عناصر “فخار سجنان” و”النخلة” و”الخط العربي” و”الكسكسي” و”الصيد بالشرفية”.
كما شدّدت على أهمية دور المتاحف التونسية باعتبارها الذاكرة الحية للشعوب التي تساهم في تطوير المجتمعات وتتيح المجال للمتخصصين والمهتمين بهذا المجال، موضحة أن “قوة متاحفنا لا تقتصر فقط على عددها ومحتوياتها النفيسة الأثرية ذات الصيت العالمي، مما جعلها وجهة سياحية واقتصادية ذات شأن بل أيضا بفضل تحولاتنا الهيكلية خلال السنوات الأخيرة وانخراطها في مسار تثقيفي وتربوي يستجيب لأهداف اجتماعية في ظل متغيرات تكنولوجية ورقمية متسارعة، مما حدى بالعاملين في المتاحف إلى التأقلم معها ومجاراة نسقها بل توظيفها ضمن استراتيجيات الأنشطة المتحفية المتاحة لفائدة عموم الزوار”.
وأشارت إلى أن وزارة الشؤون الثقافية أرادت من خلال هذه الدورة من شهر التراث التعريف باللباس في مختلف أرجاء الوطن باعتباره من الموروث الثقافي المتميز الذي “نعتز به كما اعتز به أجدادنا” موضحة أن الهدف الأسمى هو ربط جسور التلاقي بين الماضي والحاضر، بين التراث في أصالته والحاضر في انفتاحه على حضارات ومؤثرات عالمية جديدة، داعية إلى ضرورة إدماج الحرف والصنائع ليكون مصدرا الإلهام وعاملا من عوامل التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وفي الختام توجهت الدكتورة حياة قطاط القرمازي بالشكر إلى المندوبيات الجهوية للشؤون الثقافية بكل الجهات الداخلية والإدارة العامة للتراث والمعهد الوطني للتراث ووكالة احياء التراث والتنمية الثقافية والتفقديات الجهوية على مجهوداتهم الحثيثة لتأثيث شهر التراث بمجموعة الأنشطة التي أبرزت وحدة تراث البلاد التونسية في تنوعه وشموليته.